الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هزلية المشهد السياسي

محمد باني أل فالح

2022 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


قرابـة الستـة أشهر والأحزاب السياسيـة عاجزة عن التقـارب فيما بينها لتشكيـل الحكومة والخروج بتحالف سيـاسي مشترك يعبر عن برنـامجها السيـاسي وتحديـد أولوياتهـا في بنـاء الدولـة ورسم خارطة طريق لعملها خلال الاربع سنوات القادمـة التي ضاع منها ستـة أشهر لحد الأن وهو ما يعني مدى أهتمام الأحزاب السياسيـة بمصالحها الحزبيـة دون الالتفـات الى هموم المواطن ومصلحة المجتمع وحاجتـه الى الخدمات ذلك النهج الذي أعتـادت عليـه الأحزاب الحاكمة طيلة 18 سنـة عجاف .
تكـاد ملفات الفساد أن تكون تـلال من الورق الذي يضم في طياتـه ألاف الملفـات التي سعت الاحزاب السياسيـة الحاكمة الى تغطيتهـا بدثـار المحاصصة والمشاركة في السلطـة لحفظ ماء وجهها وتنفيـذ إملاءات الأجنـدة الخارجيـة بعد أن شارك الجميع بسرقـة المال العـام بما فيها الأحزاب الاسلاميـة وشخصيـات حزبيـة معروفـة عمدت مع الأخرين الى إضاعة مليـارات الدولارات من أموال الموازنـة المخصصة للمشاريع الخدميـة ضمن الخطة الإستثماريـة مما ساهم في وجود طبقـة سياسيـة أرتزاقيـة تعتـاش على نهب أموال الفقراء والمساكين كل حسب حصتـه في الكابينـة الوزاريـة مما أدى الى تفاقم الوضع الأجتماعي وبروز مشاكل سياسيـة وأقتصاديـة عززت من البون الشاسع بين فرقـاء العمليـة السياسيـة الذي ينـادي كل منهم بالإصلاح ومحاسبـة الفـاسدين وقدرتـه على كشف ملفـات الفساد وإحالـة أصحابها للقضاء ولم يحصل ذلك مطلقـاً برغم كل الصيحات العبسليـة الرنانـة وكثرة ملفـات الفساد والمشاريع الوهميـة وضخامة الأموال المسروقـة لأن جميع دعوات الإصلاح مجرد أعـلام مضلل غايتـه خداع البسطـاء من عـامة الناس لذلك كانت نتـائج الانتخابـات الماضيـة المخيبـة وعزوف الملايين عن المشاركـة بها وتبـاين الأحزاب السياسيـة في الحصول على المقـاعد النيابيـة والتي جاءت بفعل فاعل وليس من خلال عمليـة أنتخابيـة ديمقراطيـة شفافـة.
كل تـلك الأمور ساهمت بشكل مباشر بتداعيـات المشهد السيـاسي لأن ما بني على باطل فهو بـاطل لـذلك كانت هنـاك الكثير من الدعـاوى المقامة من قبل بعض الأحزاب لدى المحكمة الاتحاديـة العليـا التي ساهمت في لعب دوراً محوري في حسم بعض الدعـاوى الخاصة بنتـائج الإنتخابـات وتوزيع عدالتها بين طرفي النزاع مما أسهم في خروج المشهد السياسي عن النصوص الدستوريـة من خلال قرار الكتلـة الأكبر ومسايرة الأخرين بشأن المدد الدستوريـة برغم أن الفائـز في الانتخابـات هو المخول بتشكيـل الحكومة وفق دساتير الديمقراطيـة ولكن هزليـة المشهد السيـاسي مكنت الأحزاب الخاسرة من تعطيـل الحزب الفائـز بالانتخابـات من تشكيل الحكومة والمعروف بالثـلث المعطل لحاجة البرلمان للثـلين لأختيـار رئـيس الجمهورية الذي يقوم بـدوره بتكليف رئـيس الوزراء لتشكيـل حكومتـه ولا يعزو ذلك التعطيل الى عدم توافـق الأحزاب على البرنامج السيـاسي وكيفيـة أدارة المرحلة المقبلـة وأنما كانت هنـاك مطالب ومغانـم وأنحيـاز سيـاسي وفق المرجعيـة السياسيـة والزعامة الحزبيـة .
وقد شاب المشهد السيـاسي الكثير من التخرصات والأنـسداد السيـاسي بفعل المصالح الحزبيـة والنظرة الضيقـة لمستقبـل العلاقـات السياسيـة والحزبيـة ومحاولات تصفيـة الخصوم وسيـاسة لي الأذرع التي لا تـتسق ومسار العمل السيـاسي المحترف الذي ينحى صوب توافـق الرؤى السياسيـة لتقديم أفضل الخدمات وعدم البحث عن أقصاء الأخرين للتفرد بالسلطـة ومغانمهـا وهو ما أطر العمليـة السياسيـة بـأطار التقاطعـات والمحـاورالسياسيـة التي تتسع بسببهـا الهوة بين الأحزاب ومعها تكون أستحالـة التوافـق للخروج من عنق الزجاجة وهو ما يكرس حالـة القطيعة وهزليـة المشهد السيـاسي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل