الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غُرَّة ودُرّة

سامي العامري

2022 / 4 / 3
الادب والفن


يا إلـــــــــهَ الكونِ يا شَدْواً هفا
موجِعاً ناشــــــــــدتُكَ اللهَ كفى !
إنما سرُّك سرّي فـــتــــي هوىً
كدماءٍ فوقها الكونُ طـــــــــــفا
وكـــــــــــــذا جيلك جيلي، كلَّما
غَصَّت الدنــــــيا بدمعي اغترفا
أيــــــــها اللحن الذي ما إنْ رنا
وعلا حتــــــــى ابتلاني واختفى
كـــــــــــــــيف أفديكَ وليْ حريةٌ
تطلب الفدية لـــــــــــي وا أسفا !
أبدَ الآبادِ خيلي كالصـــــــــــــدى
فـــــــي ارتجاف هزَّني وانصرفا
غُرَّةً تترك مـــــــــــــــــن أنوائها
قلقي يمتدُّ قــــــــــــــاعاً صَفصَفا
فأغذّيهِ بــــــــــــــــــما يصبو له
مـِــن فم العمر ومـِـن طرفٍ غفا
والنهايات التـــــــــــــي أنت بها
كالبدايات رثتْ مَـــــــــــن ضَعُفا
صبحُكَ المجدول بالنبــض جرى
في بَرارٍ مـــــــــــن قلوبٍ ونفى
جئتَني تشــــــكو خلوداً صارخاً
وكأني ســـــــــــــــــاكنٌ مُحترَفا
صــــــــــار يشكوني الذي آويتُهُ
درَّةً والدرُّ يشــــــــــــكو الصَّدَفا
قُطفتْ ذكـــــــــــــراكَ حزناً لَبِقاً
مـــــــــــن حقولي وكخَوخٍ قُطِفا
بالضنى والجهد شَكّي لانَ لــــي
ويقيني طاف حــــــــــــولي كلِفا
علْميَ الغيبَ كــــــــــــما علَّمتني
بل وجهلي بـــــــك أضحى هَدَفا
إنْ تبدَّيتَ فلـــــــــــن تبقى رؤىً
يخطفُ السِّرَ بهــــــــا مَن خُطِفا
ســـــــــائراً أروي وفوقي غيمةٌ
زادني التحديقُ فيـــــــــها قرَفا
لا مُعينٌ ما عــــــــــــــدا سنّارةً
لكـــــــــــــنِ البحرُ حباها خَرَفا
إنما البحرُ صَلاة يـــــــــــا تُرى
هـــــل مضى البحرُ لكي يعترفا ؟
قلتُ ماضــــــيك ولا ماضٍ نأى
بِغدي إلاّ وغنّــــــــــى واحتفى
وسفينٌ من مجانينَ رســــــــتْ
بين أضــــــــلاعي فنالتْ شَرَفا
إنــــــــها الحُمّى فمن يهرع لي
بمهفّاتِ شــِـــــــــــــتاءٍ عَصَفا ؟
فمداراتي تقاســـــــــــــي غربةً
وقطاري عـــــن مساري انحرفا
بينما اليأس المُدوّي بأسُــــــــــهُ
طوَّح الأرضَ ركاماً مُرهـَـــــــفا
فسعى صـــــــــوتكَ موجاً جامحاً
وشفى بالسهْدِ قلبي مَــــــن شفى
أنــــــــــــــــــا يا ربُّ فراشٌ غَرِدٌ
دونَهُ الأفــــــــــــــــقُ نِقابٌ كُشِفا
بجناحيه يغطي غابــــــــــــــــــــةً
وهديلٌ رفَّ فيــــــــــــــها شَرشَفا
كنتُ سيّافاً ولمّا لُحْتَ لـــــــــــــي
أقفرَ الســـــــــــــــيفُ بكفّي وعفا
ـــــــــ
* تُعد قصيدة سفينة الحمقى
Das Narrenschiff
أو سفينة المجانين كما يطلق عليها ميشيل فوكو من أشهر الأعمال الأدبية في القرن الخامس عشر وهي لسباستيان برانت الأديب الساخر والمحامي الألماني، واستلهمها فيما بعد العديد من الأدباء والفنانيين، وتتحدث عن إبعاد مجانين المدينة وذلك بوضعهم على متن سفينة تجوب الأنهار الأوروبية دون قبطان !
وفوكو في تناوله للقصيدة ينتقد بقوة طريقة التعاطي مع المجانين من قِبَل المجتمع والدولة ويدافع عن الجنون قائلاً بأنه تخطي العقل والروح حدودَ المعقول والمستقيم والرزين للإنتشاء بالذات داخل عوالم اللاعقل التي لا تعترف بأية حدود إضافية غير تلك التي تأتي من طبيعة الأشياء ومن أشياء الطبيعة
،،،،،
** عفا فعل لازم ومتعدّ وهنا معناه أقفرَ
ــــــــــــ
برلين
آذار 2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل