الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عالم جنّ جنونه

حسن مدن

2022 / 4 / 3
العولمة وتطورات العالم المعاصر


لا نعلم في أي سنة كتب ميخائيل نعيمة مقاله الذي يحمل العنوان أعلاه، فالكتاب الذي حوى هذا المقال، ومجموعة أخرى من مقالات نعيمة، وهو كتاب «النور والديجور»، صدر في بيروت في العام 1988، وهو نفسه العام الذي توفي فيه نعيمة عن عمر قارب المئة عام، حيث إنه مولود في العام 1889، وبالتالي علينا تخيل أن هذا المقال كتب قبل ذلك بسنوات، لا نملك الجزم بعددها.

ولسنا بحاجة للتذكير بالمكانة الفكرية والأدبية الرفيعة للرجل، فهو الأديب والشاعر وكاتب المقالة والمفكر، عرف بتمكنه من لغتين أجنبيتين غير العربية هما الإنجليزية والروسية، حيث إنه قصد أوكرانيا، يوم كانت جزءاً من الإمبراطورية القيصرية، وهناك أتقن الروسية التي كان قد بدأ دراستها وهو تلميذ في مدرسة تابعة للكنيسة الأرثوذكسية الروسية وكان مقرها مدينة القدس، أما الإنجليزية فقد تمكن منها بعد هجرته إلى أمريكا هو الذي يعدّ واحداً من أهم أدباء المهجر، شأنه في ذلك شأن جبران خليل جبران وآخرين.

في الوقت الذي كتب فيه نعيمة مقاله وجد أن العالم من حوله قد جنّ جنونه، وربما حسب نعيمة ومجايلوه من المفكرين أن العالم كان عاقلاً في البداية لكنه أصيب بالجنون، جنّ جنونه، كما يوحي به عنوان مقاله المشار إليه، لولا أن شروحات كثيرة في المقال تشي بأن الجنون صفة لازمت هذا العالم باستمرار.

دعونا نعتبر حديث ميخائيل نعيمة يومها تعبيراً عن حال مؤقتة من الجنون، على هذا العالم، خاصة مسيريه الكبار، أن يثوبوا إلى رشدهم، كي يعود العالم عاقلاً، ليؤمن للساكنين فيه ما ينشدونه من أمن واستقرار وطمأنينة ورخاء، لكننا اليوم شهود على أن عالمنا لم يثب إلى رشده، وأنه ما زال على حال الجنون التي هو فيها، والتي أدت إلى الكوارث التي نشهد، والتي تنذر بما هو أشد خطراً ورعباً، إذ تكفي كبسة زر واحدة، في لحظة طيش أو تهور، على منصة من منصات السلاح النووي لأن تؤدي إلى نهاية الحياة على الكوكب، او إعادة العالم قروناً إلى الوراء.

تمنى نعيمة في مقاله ذاك لو أن البشر تعلموا ما لم يتعلمه الذين بنوا برج بابل وسواه من الأبراج التي قامت ثم زالت، وهو «أن الحرية لا تكون إلا بالمعرفة، وهذه لا تكون إلا بالتعاون، والتعاون لا يكون إلا بالمحبة، وأن المعرفة والمحبة هما نهاية طريق الخير والشر».

أمنية تبدو لنا اليوم موغلة في رومانسيتها، في عالم تتغلب فيه المصالح على المبادئ والقيم، فلعل أهمّ ما يحتاجه هذا العالم هو تعلم تحقيق التوازن بين المصالح المتعددة للشركاء المختلفين والمتناقضين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة