الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين تتعاضد -الأيديولوجيا- مع -الأنتروبولوجيا- عند الأنتروبولوجي عبد الله الحمّودي

الحسين أيت باحسين

2022 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


حين تعاضدت "الأيديولوجيا" مع "الأنتروبولوجيا" عند الأنتروبولوجي عبد الله الحمّودي صرح مؤخرا قائلا: "علميا، الأمازيغ ليسوا سكان المغرب الأولون" !
في إطار هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن الرحالة المغاربة، حينما يعودون إلى أرض الوطن، يتحدثون لنا عن "عجائب وغرائب" البلدان التي زاروها. أما "الرحالة" عبد الله الحمّودي، الرحالة إلى أرض "العم سام" (الولايات المتحدة الأمريكية)، فإنه يعود، من حين لآخر، من "رحلته" ليحدثنا عن "عجائب وغرائب" حول تاريخ المغرب؛ وكأن رحلته ليس الهدف منها إلا التشكيك في كل ما يبنيه المغاربة حول تاريخهم بأنفسهم... .

الأنتروبولوجي عبد الله الحمّودي سرغيني (من منطقة قلعة السراغنة)، وحسب ما أعرف هو أن كلمات : ئسرغيين، تاسرغينت، أسرغي، ... ومشتقاتها، كلمات أمازيغية ولها علاقة بنبثة يتم استعمالها في العلاج وفي استعمالها لرائحتها الزكية، كما أن اسم الشخص المشتق منها يعني المعالج؛ وقد ذكرهم البيدق في بداية تأسيس الدولة الموحدية، أي قبل استقدام يعقوب المنصور الموحدي القبائل العربية إلى المغرب الأقصى للقضاء على بقايا إخوته من الأمازيغ المصامدة البرغواطيين. فهل لا تفرغ الباحث الأنتروبولوجي عبد الله الحمّودي لكي يبين، على الأقل، من الأسبق إلى "فضاء قلعة السراغنة" ئسرغيين - الأمازيغ أم "السراغنة - العرب"؛ قبل أن يتحدث عما قبل التاريخ؟

لنحلل "أطروحته": "علميا، الأمازيغ ليسوا هم سكان المغرب الأولون". هذه الأطروحة هي نفي لأطروحة: "البربر هم سكان المغرب الأولون" التي كانت تدرس في الكتاب المدرسي المغربي، ثم حدفت منه بعذ مدة. الهدف من أطروحة عبد الله الحمّودي ومن مختلف الأطروحات التي تجعل للأمازيغ أصولا خارج إفريقيا هو ببساطة أن الأمازيغ ليسوا مالكي هذه الأرض التي بدأو يسمونها "تامازغا"؛ إما لأنها كانت، من قبل، أرض غيرهم أو أنهم أتوا إليها كما أتى إليها غيرهم عبر العصور ومنذ أقدم العصور: الإرسالية واضحة ولا غبار عليها أيديولوجيا. المشكلة الجديدة الآن هي ادعاء الحمودي أن ذلك "مثبث علميا". أي علم أثبث ذلك ؟ لم يشر إلى ذلك. إذا كان يقصد التاريخ فقد وجدنا الحضارة المصرية والقرطاجية واليونانية والرومانية قد اعترفت بوجود الأمازيغ في هذه المنطقة بشكل لا يرقى إليه أذنى شك، كما اعترفت بمساهماتهم في مختلف المجالات في هذه الحضارات. وإذا كان يقصد الأركيولوجيا، فإن المستعمر الأوروبي لم يقم إلا بالبحث الأركيولوجي الذي يبرز آثار الحضارة الرومانية لأهداف لا داعي لسردها. وفي بداية الاستقلال لم يتم التركيز إلا على البحث الأركيولوجي المتعلق بالفترة الإسلامية بالمغرب. أما الاكتشافات الأركيولوجية التي أثبثت وجود الإنسان بالمغرب منذ عشرات ومئات آلاف السنين بمختلف مناطق المغرب (إنسان جبل إغود قرب سيدي بنور؛ إنسان الرباط بالقبيبات بالرباط، إنسان دار السلطان بالرباط؛ إنسان تمارة بالهرهورة؛ إنسان دوار الدوم بالرباط؛ إنسان سيدي عبد الرحمان بالدار البيضاء؛ إنسان طوما1 وطوما 2 بالدار البيضاء؛ وغيرهم وغيرهم، ولن ننسى الكتيب الذي نشرته وزارة الثقافة المغربية عن وجود آثار وجود الإنسان بالدار البيضاء منذ مليون سنة؛ هذه الاكتشافات ثم التوصل إليها فقط في مقالع الحجر أو في مغارات ولم يكن هناك برنامج قصدي للبحث عن وجود الإنسان في الفترات ما قبل التاريخ إلا مع باحثين أمازيغيين منذ بضع سنوات، كما هو الشأن لما اكتشف في كهف عمرو ؤموسى على وادي بهت قرب الخميسات، أو ما اكتشف في كهف الحمام في الشمال الشرقي، وغيرهما من الاكتشافات التي يقوم بها باحثون أمازيغيون في التاريخ وفي الأركيولوجيا مؤخرا). فهل هناك بحوث أركيولوجية في الصحراء حيث نجد قرائن من الثقافة الأمازيغية التي لا غبار عليها والتي تعود إلى آلاف السنين؟ ما علاقة ما صرح به الأنتروبولوجي عبد الله الحمّودي وما صرح به الأمير هشام العلوي في فرنسا منذ أكثر من سنة حول تأكيد نفس الأطروحة؟ : من "الشيخ" ؟ ومن "المريد"؟ وخلاصة القول: من هي "الضحية" ؟ ولمن "أقنعتها" ؟ ونتمنى أن "تسقط الأقنعة" لأن المغرب اختار منذ سنة 2000 أن يتصالح مع ذاته، ومع ثقافته، ومع هويته، ومع تاريخه، ومع حضارته التي اعترف بها القريب والبعيد ... .
باحث في الثقافة الأمازيغية.
تدوينة نشرت في صفحتي على الفيسبوك
بتاريخ: 3 أبريل 2015.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات الطلاب الأمريكيين ضد الحرب في غزة تلهم الطلاب في فرن


.. -البطل الخارق- غريندايزر في باريس! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بلينكن في الصين.. مهمة صعبة وشائكة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من




.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية