الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستقرارالسياسي والاجتماعي

عبد الخالق الفلاح

2022 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


لا تناقض جوهري بين ضرورات ومتطلبات الاستقرار السياسي "هوقدرة حكومة الشعب على المشاركة أو الوصول أوالتنافس على السلطة من خلال العمليات السياسيةغير العنيفة والتمتع بالمنافع والخدمات المفيدة للدولة. ويستند ذلك إلى شروط ضروريةلتحقيق أولها: توفير الخدمات الأساسية"لا ان يتحول الى  العنف ، ولجوء القوى والجماعات السياسية إلى طرقغير قانونية في حل الصراعات، أيضاً عدم قدرة المؤسسات في النظام السياسي، القبولبالمطالب المعروضة إليه والقادمة من البيئة السياسية الداخلية والخارجية".
والاجتماعي" وهو نوع من التساند بين مجموعة ظواهر اجتماعية مترابطة.مثل هذا التساند قد يكون ظاهراً أو كامناً، وقد يكون دينامياً (متجدداً) أواستاتيكياً (ثابتاً). وهذا المصطلح حظى بالاهتمام في التحليل الاجتماعي بعد اناهتمت النظرية الوظيفية بتحقيق الاستقرار والتوازن داخل المجتمع" وحيث أن طريق الاستقرار الحقيقي لا يمر إلا عبر بوابة ممارسة الحرية ونيل الحقوقوالمكاسب المدنية. وأن أي محاولة لفك الارتباط بين الاستقرار والأمن وحرية حقوقالإنسان،بلاشك سيفضي إلى المزيد من تدهور الأوضاع وانهدام أسباب الاستقرار الحقيقية، الاستقرارالسياسي لا يمكن أن يتحقق على الصعيد الواقعي بعيدا عن انسجام الخيارات السياسيةوالثقافية بين السلطة والمجتمع.. والدول التي تعيش حالة حقيقية من الوئاموالانسجام على صعيد الرؤية والخيارات بين السلطة والمجتمع، هي الدول المستقرةوالقادرة على مواجهة كل التحديات والمخاطر. أن لاستقرار من الضروريات المهمة في حلالقضايا المجتمعية الهامة، لما لها من تأثير على تطوير اي نظام سياسي عصري يتسق معالواقع الاجتماعي والثقافي للمجتمع، ويشكل ً لعملية التعبئة الاجتماعية، من خلالبناء المؤسسات السياسية التي تتكامل مع ً مناسبا أساسا ً، وتمثل الغالبية العظمىمن مجموع المواطنين في المجتمع وتعكس مصالحهم الوظيفية ، وفي خلق المناخ الملائممشاركتهم الايجابية الفاعلة في الحياة السياسية، لترسيخ حقائق وإمكانات التكاملالاجتماعي والسياسي، واتاحة الفرصة لتوفير مناخات سياسية مواتية لتحقيق الاستقرارداخل المجتمع. لا يختلــف مفهــوم الاســتقرار السياســي عــن غيــره مــنمفــاهيم علــم الاســتقرار السياســي اصــطلاحا ً، حيـث يتنـاول عـدد مـنالبـاحثين تحليـل السياسـة، مـن حيـث طـرق دراسته وتناقضها وتعددها أحيانـا مفهـومالاستقرار السياسـي مـن خـلال الربط بينـه وبـين المجـال البحثي المـراد التعـرفعلـى الظاهرة في إطاره. فعلى سبيل المثـال عنـد دراسـة مفهـوم الاسـتقرار السياسـيمـن منظـور اقتصـادي، ينصـب الحديث فـي بعـض الظـواهر المجتمعيـة كالصـراع الطبقـيومسـتويات الفقر والبطالة وتوزيع الثروة وتوفير فرص مستويات الرفاه الاجتماعيللأفراد.ويرى ابن خلدون أن عدم الاستقرار السياسي هو نتيجة لعدم التجانس الثقافيفي الأوطان التي تكثر فيها القبائل والعصبيات، فهي لا تتمتع بالاستقرار السياسينتيجة الاختلاف في الآراء وهناك من يرى بأن هذا الرأي لا يكون صائبا حيث استطاعتبعض المجتمعات أن تحقق الاستقرار السياسي على الرغم من وجود تلك الاختلافات فيالجنس والعرق والأعراف والأديان. ويرى (جونسون و ستيفنسون) حالة عدم الاستقرارالسياسي بأنها (حالة تصيب النظام بانهيار الإطار المؤسسي وحلول العنف مكان الخضوعللسلطة بهدف تغيير أشخاص أو سياسيات أو الوصول إلى السلطة من خلال أعمال تتخطىالطرق الشرعية للتغيير السياسي، وهناك من له وجهة نظر اخرى في عدم الاستقرارالسياسي بأنه استخدام العنف لأغراض سياسية ولجوء القوى والجماعات السياسية إلىأساليب غير دستورية في حل الصراعات، وعدم قدرة المؤسسات في النظام السياسيالاستجابة للمطالب المقدمة أليه والنابعة من البيئة السياسية الداخلية والخارجية.قد يعتقد البعض ان المجتمعات المتقدمة تزداد فيها حالةالاستقرار وتنخفض فيها حالات الفوضى والإحباط النفسي، لأنها تجاوزت عوامل التخلففي جميع المجالات، سياسية واقتصادية، واجتماعية، وفكرية، وثقافية، والدول المتخلفةهي التي لازالت تعاني من تلك العوامل مجتمعةً هذا الكلام غير صحيح والمشاكل اليوماخذت مأخذ في اكثر المجتمعات وتنوعت و قد تكون هناك عوامل لها الدور الرئيسي في حالةعدم الاستقرار ، لهذا نرى حالات الانتحار مشابهة للدول التي هي أقل تقدماً حتى من ناحية المعيشة والطبقاتية هي نفسها، و أنمفهوم النسبية في تعريف عدم الاستقرار السياسي يأتي من اختلاف حدة الحالات منمجتمع إلى أخر، وبنسبة تأثير العوامل المختلفة سواء كانت عوامل مصدرها المجتمعالداخلي أو عوامل خارجية، وهنا قد تثار قضية جدلية حول التخلف وعدم الاستقرارالسياسي، وقد يكون الاستقرار النسبي وغياب حالة الصراع نتيجة القسر والارغاموالقبضة الحديدية التي تفرضها الأنظمة و تتعامل بها مع شعوبها ويمكنها من التنمر ، وما أن تسقطحتى تظهر جميع التناقضات والعوامل في عدم الاستقرار السياسي والتي كانت مغلق عليهانتيجة الخوف والقمع، وليس ان يكون النظام استطاع ترويضها عن طريق التدابيرالسياسية والاقتصادية والاجتماعية القائمة على الرضا والقبول من المجتمع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معركة رفح.. إسرائيل تتحدث عن خيارات بديلة لهزيمة حماس | #غرف


.. العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران.. عقبات -لوجستية- و-سياس




.. قصص ومعاناة يرويها أهالي منطقتي خزاعة وعبسان الكبيرة بسبب تو


.. شهداء غزة من الأطفال يفوقون نظراءهم الذين قضوا في حروب العال




.. نتنياهو: قمت بكل ما في وسعي لإضعاف قوة حماس العسكرية وقضينا