الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ليس من قمع نظام صدام الى قمع رجال الدين شعارنا: حكومة علمانية، فصل الدين عن الدولة والتعليم، المساواة التامة بين الرجل والمرأة بدون قيد او شرط
ليلى محمد
2003 / 5 / 21اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ليس من قمع نظام صدام الى قمع رجال الدين شعارنا: حكومة علمانية، فصل الدين عن الدولة والتعليم، المساواة التامة بين الرجل والمرأة بدون قيد او شرط ما ان سقط النظام البعثي في العراق وولى الى غير رجعة حتى اعتلى مجموعة من رجال الدين من هم من صنيعة الادارة الامريكية واخرين من صنيعة انظمة اسلامية ورجعية مثل ايران، منابر المساجد والجوامع واخذوا يلقون الخطب والفتاوي للتعريف بانفسهم وبرامجهم للجماهير في العراق. وبعد غيابهم سنين في اروقة وقصور تلك الانظمة من جهة ودفاعهم عن الحصار والحرب ضد جماهير العراق واللعب على اوتار مختلفة للحفاظ على مصالحهم من جهة اخرى، اليوم تنفرج اساريرهم ويبدؤون بالزعيق للقضاء على ما تبقى من مدنية وتحضر ان بقي شئ لتلك الجماهير المنكوبة . يا ترى ماذا يحمل هؤلاء في جعبهتم لنساء العراق؟
عانت جماهير العراق على يد النظام المخلوع من جهة والحصار الاقتصادي الذي دام 13 عاما وما زال من جهة اخرى الكثير الكثير، ولم يكادوا يفوقوا من مآساتهم حتى شهدوا هجمات وحشية اخرى تعصف بهم يميناً وشمالاً على يد القوات الامريكية والبريطانية المحتلة وحلفائها والتي اسقطت الآلاف من الأبرياء، نساءاً ورجالاً واطفالاً تحت عنوان (تحريرهم)! من الطاغية. واليوم يتطلعون بعين ملئها الترقب والخوف والمعاناة لبناء مستقبل آمن لهم ولاطفالهم بعد سقوم صدام وزمرته الدموية.
أما المرأة في العراق فبشكل خاص عانت من كل الانتهاكات في حقوقها على كل الميادين الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وتم الدفع بها الى الحاشية وتم زرع الاحباط واليأس داخلها الى الحد الذي جعلها خاضعة مستكينة ولا تثق بقدراتها وامكاناتها على فعل شئ. واليوم يأتي رجال الدين هؤلاء بفتاويهم وخطبهم يعلنون مرة اخرى انهم اعداء لحقوق المرأة وانسانيتها وانهم ينادون بسلب حقها في الحياة وتحت مسميات مختلفة. ان الفرطوسي والطبطبائي يفتحون عقيرتهم اليوم، واول ما اعلنوا الحرب ضده هو المرأة وحقوقها وحريتها في مختلف المجالات وابسطها حرية اختيار الملبس والخروج من البيت ..الخ من الحريات التي لم ولن تكون يوماً حقوقا لانسان في مخيلتهم وامثالهم من رجال الدين. أما الحكيم فقد كان اذكى منهم بديماغوجيته المعهودة لدى رجال الدين، حيث دعى في خطبته الى احترام حقوق المرأة وانه سوف يعطي المرأة الفرصة للمشاركة والعمل اسوة بالرجال...الخ. حيث يدق في المرحلة الاولى على طبل حقوق المرأة وفي المرحلة الثانية وما ان تشتد قبضته حتى ينقض مثل غيره ومن هم من قبله على النساء ومكتساباتهن وضرب كل الحركات التقدمية التي سوف تعلن دفاعها عن حقوق المرأة وانسانيتها.
لم يكن الدين في يوم من الايام وعلى مدى تاريخ نضالات البشرية أداة للدفاع عن الانسان وخصوصاً حقوق المرأة فما بالك الدين الاسلامي الذي امتلأ تاريخه وما يزال بانتهاك حقوق الانسان على العموم وحقوق المرأة على الخصوص، ولا اريد ان اعيد واذكر تلك الدول التي تتخذ من الاسلام ديناً لدولتها.
ان التباكي والعويل على المرأة وحقوقها من جهة واعلان الحرب ضدها من جهة اخرى لن تجدي نفعاً، والحبر على الورق الذي اعتادوا العمل عليه قد اثبت افلاسه والى الابد. وان الجماهير في العراق وخصوصاً النساء لن تنتقل من قمع الى قمع اشد منه، وقد خبرت الطريق وسوف تولج الميدان دفاعاً عن حقوقها وضد اي سلب لارادتها.
ان قضية المرأة في العراق ووضعها على طاولة الاحداث هي من القضايا الراهنة المهمة والملحة والتي تواجه كل الاحزاب والاقطاب والاتجاهات السياسية الاخرى وبرامجها، وطبعاً هو السؤال الذي يقض مضجع كل الحركات القومية والاسلامية والرجعية في العراق والتي تلجأ الى استغلال الابرياء والمعدمين للسيطرة عليهم واحتوائهم قدر الامكان واشغالهم بالغيبيات بعيداً عن قضاياهم الحقيقية ودفاعهم عن حقوقهم وكرامتهم. وقد علمنا خلو كل برامج تلك الاحزاب والحركات حتى ولومن بند واحد يخص حقوق المرأة ومساواتها.
نحن نساءاً ورجالاً تحرريين في الحزب الشيوعي العمالي العراقي ومعنا كل التقدميين والعلمانيين الشرفاء سوف نقف ضد كل تلك الانتهاكات في حقوق المرأة وسوف نكون حاضرين مع كل النساء وفي مختلف الميادين وسوف نناضل في جبهة واحدة لردع كل تلك الترهات والفتاوي وايقاف رجال الدين عند حدهم وعدم التجاوز على حقوق النساء في العراق مرة اخرى ولن ندع العراق يصبح ايران او افغانستان اخرى، فقد ولى ذلك اليوم والى الابد الذي يعامل فيه بالحديد والنار كل من ينادي بالدفاع عن حقوق المرأة، وامام المرأة في العراق الفرصة لبناء مستقبل افضل لها ولاجيالها القادمة وسوف نعمل على قبر تلك التقاليد والعادات البائدة التي تحول دون ارتقاء المرأة وولوجها الى ميدان الصراع من اجل حقوقها المشروعة. ولا نطالب باقل من الحكومة العلمانية وفصل الدين عن الدولة والتعليم حيث هو السبيل الوحيد لنيل المرأة حقوقها ومكاسبها اسوة بالرجل دون اي قيد او شرط.
معاً لنبني عالم افضل يليق بالانسان ويحفظ وكرامته.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ما مدى أهمية تأثير أصوات أصحاب البشرة السمراء في نتائج الانت
.. سعيد زياد: إسرائيل خلقت نمطا جديدا في علم الحروب والمجازر وا
.. ماذا لو تعادلت الأصوات في المجمع الانتخابي بين دونالد ترمب و
.. الدفاعات الجوية الإسرائيلية تعترض 3 مسيّرات في سماء إيلات جن
.. فوضى عارمة وسيارات مكدسة بعد فيضانات كارثية في منطقة فالنسيا