الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كنت في سجن صيدنايا 3/30 ....

شكري شيخاني

2022 / 4 / 4
أوراق كتبت في وعن السجن


.
حكايا رمضانية من معتقل صيدنايا... ارجو مسامحتي إذ أسهبت قليل" عبر الجزء الثاني في التعريف عن مدينة صيدنا وكنت ارى انها ضرورة.. لكي أعطي القارىء بعضا" من اللوحات الجمالية عن هذه المدينة الاثرية والتاريخية وخصوصا" ان نشرها على المواقع الاليكترونية فانه من المحتمل ان يقرأها قراء ليسوا من سوريا ولاهم يعرفون هذه المنطقة واعني صيدنايا........انتصف اليوم الاول من رمضان وانا اقوم ببعض الاعمال اليومية كما اسلفت .. وبعد ان استلقيت قليلا" عاودت نشاطي في اجراء بعض التمارين الرياضية الخفيفة والتي تناسب المكان الضيق جدا" وقبل الافطار بحوالي الساعة جاء الطعام والمؤلف من حبتين بطاطا ورغيفين من الخبز وطبق او صحن شوربة عدس..فقط اخذت ذلك الطعام ووضعته جانبا" ريثما يحين موعد الافطار..وتابعت التمارين الرياضية لمدة كافية اي حتى احسست انني تعبت نوعا" ما ..وانا طبعا" دائم التفكير بمن هم بالخارج..حياتهم ومعيشتهم وكيف يتدبرون امرهم .. وسرحت طويلا" بهذه الافكار والتي كانت تؤرقني وتجعل الكثير من لحظات وجودي هنا قلقا" ومتوترا" في الكثير من الاحيان..ولم أبالي بالوقت حتى سمعت صوت الحارس الحمصي الطيب وهو يقول لي من الطاقة الحديدية بقي ربع ساعة للافطار ولكن اتمنى ان لاتفطر حتى ارجع لك ..فاجبته بنعم ..ومضت دقائق الربع ساعة لاسمع صوت القفل يفتح ويقول هذا الانسان السجان الطيب خود ياحجي وناولني طبق. يحتوي على باذنجان وبطاطا مقلية, وطبق اخر فيه سلطة مع حبة برتقال..سبحان الله الرزاق الكريم وقال المدفع ضرب تقبل الله صيامك ياحاج .. واغلق الطاقة وذهب الى رفاقه ..حمدت الله وشكرته وبدأت بالاكل ..وسمعت الطاقة تفتح مرة تانية ليقول لي خد نسيت ان اعطيك العرق سوس ..وناولني كأس بلاستيك كبير.. وكان كأس السوس هذا يعادل كل شىء وفي هذه اللحظات تحديدا" سيما وان المناخ كان صيفا"...ولابد من الانتباه لشىء وهو ان الله سبحانه وتعالي اذا اراد ان يرزقك بشىء فلا يستطيع احد ولو كنت في سابع ارض..وهذه حقيقة وليست شعرا" او كلاما" منثورا" وهذه حقيقة لمن يملأ قلبه الايمان ..بكل الاحوال الوضع هنا من المؤكد انه مختلف تماما" عما يعيشه الناس في الخارج ولكن شىء واحد يجمعنا وهو القيمة الايمانية والروحية ...والشىء المختلف وهو ما بعد الافطار هو اللمة والجمعة العائلية والتحضر لصلاة التراويح..يختلف عمن هم بالخارج الضحكة البريئة الاحاديث الحلوة كل هذا قد لا يشعر بها الانسان العادي . والذي لم تأتي عليه مثل هذه الظروف ومؤكد اتمنى من الله ان لاتأتي على أحد ...كان لهذا الافطار وكباية العرق سوس أثرا" كبيرا" وغاية في السعادة تركها في نفسي..ولكن الذي حصل في يوم الصيام الثاني كان شيئا" حزينا" للغاية ..وهذما ملا سنقرأه غدا في الجزء الرابع..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المتحدث باسم الأونروا في غزة لسكاي نيوز عربية: أعداد القتلى


.. أكثر من 7 صواريخ استهدفت خيام النازحين في رفح | #عاجل




.. الهلال الأحمر الفلسطيني لسكاي نيوز عربية: الاستهداف الإسرائي


.. مراسل الجزيرة: ارتفاع شهداء مجزرة رفح إلى 35 بينهم أطفال ونس




.. وصول شهداء وجرحى إلى المستشفى الإماراتي بعد قصف خيام النازحي