الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب البعث بدأ عروبيا وانتهى فاشيا

وداد فاخر

2003 / 5 / 21
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



MAY .20 . 2003
وداد فاخر* / فيينا

ما كتبه الأستاذ غسان الإمام في جريدة " الشرق الأوسط " وبتأريخ 6 / 5 / 2003في مقاله( هل "بعث العراق " قادر على العيش بعد صدام ؟ ) يدخل في باب الخوف على مشروعية الديمقراطية المستقبلية في العراق  .
 لكن هذا الخوف يصنف في باب الخوف أللامشروع  كون الحزب الذي تحدث عنه نشا في وقت وظروف تختلف عن الوقت والظرف الحالي . إضافة إلى إن الرجال الذين أسسوه – زكي الأرسوزي ورفاقه – لم يدخل في حسبانهم ( إن فكرة بعث الأمة) سوف يستغلها شخص عنصري وانطوائي وخجول مثل ميشيل عفلق كان يريد أن يعوض عن النقص الذي يعاني منه بخلق نوع من الزعامة لنفسه كبديل عن ذلك النقص ويسوقها لحفنة من القتلة والساديين الذين سموا أنفسهم ببعث العراق .
والسبب الوحيد لسماع السيد الإمام المتأخر للأصوات العراقية الهادرة بمنع حزب البعث العراقي عن العمل وتحريمه نهائيا، والذي كان يطرح في أدبيات معظم أطراف المعارضة العراقية – والكاتب أحدها – يرجع لسببين :
أولهما : انهماك المثقفين العرب بسماع صوت واحد فقط هو صوت السلطة ، رافعين شعار ( لا صوت يعلو على صوت السلطة ) ، وإشتراك البعض منهم في حملات التطبيل والتزمير الإعلامي ل( لرئيس القائد ) – أي رئيس – وبروزة صورته ضمن بهرجة إعلامية فارغة مكشوفة لقاء ما يدفعه السلطان في بلاطه عند ندائه ( يا غلام أعطه مائة ألف دولار ) .
ثانيهما : القمع الإعلامي العربي الرسمي والخاص لصوت العامة من المثقفين ، أي إن هناك صوت واحد دائما هو صوت الخاصة ، وما عداه فليذهب إلى الجحيم . حيث ركز الإعلام الرسمي والخاص على النخب التي يحق لها أن تحلل الوضع السياسي وتخرج برأيها للأمة ، انطلاقا من الرأي القائل " بأن العلم يجب أن يكون مقتصرا على الخاصة  أي العلماء ، ولا يجوز أن يتناوله العامة أو الشعب أو الرعاع  "
وبعيدا عن التكرار وسرد أحداث وتصرفات البعث العراقي والتي يراها الناس على الهواء مباشرة ، لنقرأ معا ً ما كتبه أحد قادة البعث العراقي المرحوم خالد علي الصالح في كتابه ( على طريق النوايا الطيبة ) حيث يقول ( إن كل عضو في هذه العصابة يخطط من اجل مصالحه الخاصة ، مما جعل معظم أعضاء حزب البعث الآن وكأنهم أعضاء في " مافيا " بعد أن انتشر بينهم التآمر والقتل ) .
أما صدام حسين فقال في خطاب له في العام 1969 وفي ملعب الكشافة ببغداد يوم كان "السيد النائب " ( إننا أتينا إلى الحكم بالدم ولا نرحل إلا بالدم ) ، فليتصور القارئ  وليحكم بنفسه !!.
ولا أريد أيضا إعادة ما جرى على أيدي  قطعان البعث من جرائم شنيعة عند إنقلابهم الأسود في 8 شباط 1963 ، التي وضحها ما نشره شريكهم في جرم 8 شباط عبد السلام عارف في كتاب (المنحرفون ) بعد انقلابه عليهم والذي فصل فيه كل جرائمهم .
أما قوله ( وتعرض كحزب يساري إلى القمع والاضطهاد في ديمقراطية نوري السعيد وعبد الإله المشوهة في العراق ) فهو قول مردود عليه ، كون حزب البعث في العراق كان آنذاك تكوينا جنينيا ًوكان يطلق عليه بين تنظيمات الأحزاب السياسية العراقية ب "جماعة البعث "
ولم يتعرض للاضطهاد كباقي القوى الوطنية ، وليرجع لكتاب " العراق " للمؤرخ حنا بطاطو فهو خير دليل على ذلك .
أما ذكره  للأحزاب اليمينية في أوربا ، فلم يكن أي منها قد اقترف جرما مقدار ما فعله البعث ، وفي النمسا يعاقب بالسجن كل من يجهر " فقط " بالشعار النازي ، لأنهم يريدون أن يعيشوا بسلام بعيدا عن الحروب والقتل والدمار ، ونحن العراقيين أيضا نريد لأجيالنا أن تعيش بسلام فما دخل غسان الإمام أو غيره بشأننا ؟؟!! ، وأجيبه باسم كافة العراقيين الذين إكتوا بنار البعث  : كلا للبعث وأف كلا .

 *    كاتب وصحفي عراقي مقيم في النمسا

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدم المنازل الفلسطينية وتوسيع المستوطنات.. استراتيجية إسرائي


.. مجدي شطة وا?غانيه ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. قتلى واقتحام للبرلمان.. ما أسباب الغضب والاحتجاجات في كينيا؟


.. الجنائية الدولية تدين إسلامياً متشدداً بارتكاب فظائع في تمبك




.. فرنسا.. أتال لبارديلا حول مزدوجي الجنسية: -أنت تقول نعم لتما