الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصافحة خاصة... إلى العقول الراقية...!

عمران مختار حاضري

2022 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


مصافحة خاصة... إلى العقول الراقية... !

* نحن نعتقد بوجود متأسلمين أكثر وضوحا و تجليا من المسلمين ... ! فالدين الإسلامي بعد اقحامه في السياسة منذ مراحله الأولى و اضمحلال مجهودات التنوير و التحديث و عقلنة التعليم و علمنة المجتمع و دمقرطته ، و ضعف وهشاشة البديل الحداثي الديموقراطي الحقيقي، بدأ تدريجياً يفقد صبغتة الروحية و المعنوية و أصبح دين مغانم و مكاسب و مآرب ... لا تنتمي إليه غالبية الناس اقتناعا بل اصطناعا و تظاهرا ...! من هنا كلمة "التأسلم" التي تختزل السعي إلى التوظيف و تحقيق الغاية بدل الإيمان...! و ما نعانيه و نعايشه في مجتمعاتنا العربية خير دليل على ذلك ... ! *بالتالي المعركة مع رواد "الإسلام السياسي" بمختلف تمثلاتهم بما في ذلك ظاهرة " اسلام السوق" أو "إسلام المشاريع" و إعادة تسييس الدين على أسس نيوليبرالية فردية، بما يعني مساعي "الأسلمة" لا تقتصر فقط على الشعارات التقليدية التي يرفعها الاسلام السياسي في التمهيد لإقامة "الخلافة" أو"الدولة"الإسلامية ،انما هي قناة و جسر عبور تشترك في خصخصة الدولة و الاقتصاد و القضاء على دولة الرعاية أو ما تبقى منها... بالتالي "إسلام السوق" لا يعني نهاية الاسلام السياسي أو بديلا عنه بل هو عملية "برجزة" داخلت عملية "الأسلمة" و هكذا تفتح مساحة أخرى ل "يخرج "الخطاب الاسلاموي" من المساجد ليباع في السوق الكبير"...! فضلاً عن الغطاء السياسي الذي يوفره لهم حلفاؤهم من رواد الحداثة الشكلية الاداتية الزائفة والدعم الذي يلقونه من الاستعمار في شكله القديم و الجديد... لذلك الصراع ضد كافة هذه التمثلات ليس صراعا دينيا هوويا و ثقافيا عابرا للتاريخ بل سياسيا /إقتصاديا/اجتماعيا بالأساس على قاعدة التناقض الاجتماعي الطبقي الذي يسعون موحدين إلى طمسه...!
*أما تراثنا فيتحتم علينا تجاوز التأجيل السيء لدراسته علمياً بنظرة تقدمية حداثية حقيقية عمادها العقل و الحرية و معرفته في ضوء النقد العلمي و حسم "المواءمة العبثية بين التراث والمعاصرة" في سياق التطور البشري و التقدم العلمي و التاريخي خارج نفي العقل و تزوير التاريخ...!

* فالمجتمعات الراكدة المتخلفة التي لا تفكر و لا تنتج أفكارا معروضة للنقاش غير الأفكار "المقدسة" أو "شبه المقدسة" ، تكون عادة، مناخاً ملائماً لتنامي نماذج مقرفة من التجار الدينيين و السياسيين الفاسدين و المثقفين السطحيين و الإعلاميين المضللين و تكون بيئة للانحطاط و مرتعاً للأفكار الغبية... و ما أكثر هذه النماذج عندنا... !
* بالتالي كلما ارتقى الإنسان بعقله... كلما تراجعت انتماءاته الضيقة للقبيلة و العرق و الدين، و أصبح أقرب إلى الإنسانية القيمية، حيث لا يصنف البشر إلا من خلال سلوكهم السوي و أخلاقهم الاجتماعية العقلانية و مواقفهم المنتصرة للذات الإنسانية الراقية في كافة مفرداتها ، المحمولة بقيم الحرية والعدالة و المساواة و المواطنة و الحب و الجمالية و الإبداع بوجه كافة أشكال الظلامية و العدمية و التعصب و الإستبداد و التخلف و الاستلاب...!

عمران حاضري
2/4/2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا