الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سينجح عمران خان في تحدي أمريكا وعملائها والفوز في الانتخابات القادمة؟

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2022 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


نجا رئيس وزراء باكستان عمران خان من إجراء يهدف إلى الإطاحة به من منصبه يوم الأحد 3/ 4/ 2022 عندما رفض نائب رئيس البرلمان الباكستاني اقتراحا بحجب الثقة عن حكومته؛ وأعلن الرئيس عارف علوي حل البرلمان وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة خلال 90 يوما، وأفشل بذلك محاولات حزبي المعارضة الرئيسيين اللذان تتحكم بقياداتهما عوائل معينة، وهيمنا على الحياة السياسية الباكستانية على مدى عقود، وهما " حزب الشعب الباكستاني " بزعامة بيلاوال بوتو زارداري، نجل رئيسة الوزراء الراحلة بي نظير بوتو والرئيس السابق أصف زارداري، " وحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية " بزعامة شهباز شريف شقيق رئيس الوزراء السابق نواز شريف.
عملية الهجوم على عمران ومحاولة إسقاطه تبنتها المعارضة الباكستانية والولايات المتحدة الأمريكية؛ فالمعارضة تتهم خان بسوء الإدارة الاقتصادية، والتسبب في تضخم مستمر في الارتفاع، وتراجع سعر صرف العملة المحلية الروبية، وارتفاع المديونية، وفي ارتكاب أخطاء على صعيد السياسة الخارجية. وخان اتهم الولايات المتحدة الأمريكية وعملاءها الباكستانيين بالتآمر عليه ومحاولة إسقاط حكومته، وأعلن عن تلقيه رسالة تهديد أمريكية عن طريق سفير بلاده في واشنطن تضمنت تسجيلا لمسؤول أمريكي رفيع المستوى أشار فيها بوضوح إلى ان الولايات المتحدة تشعر بان العلاقات بين البلدين يمكن أن تكون أفضل إذا تمت الإطاحة به وبحكومته.
فلماذا ترغب الولايات المتحدة الأمريكية الإطاحة بخان وتغيير النظام في إسلام أباد؟ أمريكا تريد حكومة باكستانية خاضعة وتابعة لها كحكومة نواز شريف السابقة، وترى في استمرار خان في الحكم تهديدا لمصالحها ومصالح الدول الأوروبية في المنطقة؛ فالرجل رفض ربط الإسلام بالإرهاب ووصف حكام العالم الإسلامي ب" الدمى التي تديرها واشنطن "؛ ورفض السماح لأمريكا ببناء قواعد عسكرية على أراضيه ومطالبتها هي ودول الاتحاد الأوروبي له بإدانة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وقال للقادة الأوروبيين بوضوح إن بلاده " ليست عبدا لهم " لتنصاع لأوامرهم؛ ورفض التطبيع مع إسرائيل والانخراط في حرب اليمن واعتبرها " كارثة إنسانية "، وعزز علاقات بلاده السياسية والاقتصادية مع إيران والصين وروسيا، وقام بزيارة موسكو، ودعم حركة طالبان وساهم في هزيمة الولايات المتحدة في أفغانستان، وسعى إلى توحيد الصف الإسلامي وتقريب وجهات النظر بين دول الشرق الأوسط وحل نزاعاتها. فلا غرابة إذا في هذا العداء الأمريكي لخان لأن الولايات المتحدة لا يهمها في تعاملها مع باكستان ودول الشرق الأوسط عموما إلا المحافظة على مصالحها وحماية إسرائيل.
وعلى الرغم من نجاة خان من محاولة الإطاحة به، وتكليف الرئيس عارف علوي له بالاستمرار في الحكم حتى إجراء الانتخابات، وتصريح رئيس قسم العلاقات العامة في الجيش بأن الجيش ليس منخرطا في السياسة ولا " علاقة له بالعملية السياسية"، فإن البلاد تواجه حالة من عدم الاستقرار، وهنالك مخاوف حقيقية من أن يقوم بعض كبار ضباط الجيش الباكستاني المتعاونين مع أمريكا بانقلاب عسكري للسيطرة على البلاد، وتأجيل إجراء الانتخابات البرلمانية لأجل غير مسمى لقطع الطريق على خان وحزبه ومنعهم من الوصول للحكم.
فهل سينجح خان وحزب " حركة الإنصاف الباكستانية " الذي يرأسه في تحدي أمريكا وعملائها والفوز في الانتخابات البرلمانية إذا أجريت في موعدها المقرر؟ هنالك إمكانية حقيقية أن يفوز الحزب ويكلف خان بتشكيل الحكومة القادمة لأن الحزب يمتلك قاعدة جماهيرية واسعة، وخان يتمتع بتأييد شعبي كبير، وهو معروف بثقافته وقدراته السياسية وزهده ونظافة يده؛ وسيكون نجاحه، في حالة حصوله، بمثابة هزيمة للولايات المتحدة وعملائها، ودعم لسياساته الإصلاحية الداخلية، ولرغبته في تغيير علاقات بلاده مع القوى العالمية، وإقامة علاقات استراتيجية متينة خاصة مع الصين وروسيا وإيران ودول الشرق الأوسط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بكاء ومعاناة نفسية وذكريات جميلة.. تفاصيل مراحل مختلفة عاشته


.. فرنسا تدعم مسعى الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق قاد




.. ما رمزية وتداعيات طلب مذكرة توقيف بحق نتنياهو؟


.. إيران تبدأ تشييع رئيسي.. ومجلس خبراء القيادة يعقد أول اجتماع




.. الحوثيون يعلنون إسقاط مسيرة أمريكية في محافظة البيضاء| #الظه