الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دومير - 2/4

علاء الدين شاموق

2003 / 5 / 21
الادب والفن


دومير (2/4)

 

 

كان جمانفيل هو الحاكم المنتخب من الشعب رغم أن أحداً لا يذكر إجراء انتخابات طيلة حياته، حتى سوماتو العجوز، أكبر سكان نيبا، والذي تجاوز عمره السبعين خريفاً، لم يتذكر، رغم محاولاته العديدة، أنه رأى اقتراعاً تم لاختيار حاكم نيبا من قبل، ورغم ذلك، فإن أول ما تواجهه عند مدخل قصر الحاكم العبارة التالية ..

 

قصر جمانفيل

الحاكم المنتخب لشعب نيبا

 

ارتفع نباح دومير مع اقتراب لوماه، رغم المسافة الفاصلة بينهما والتي تتجاوز الأمتار المائة، لوماه آثر السلامة فقرر الابتعاد مجدداً، حاول الدوران حول المنزل حتى يتسنى له الدخول، لكن دومير كان يدور معه أينما ذهب.

 

-        سأريك أيها القط المدلل

-        لن تستطيع أيها العجوز متساقط الأسنان

 

-        أنا من سيسقط أسنانك اليوم يا كرة الصوف

-        لن تستطيع

 

كان هذا الحوار هو نموذجاً مثالياً للحوارات التي تتم بين لوماه ودومير دائماً، كانت النهاية دائماً مأسوية وغالباً ما تكون في صالح دومير لسببين : الأول أنه كلب يواجه قطاً، والسبب الثاني وهو الأهم أنه كلب جمانفيل.

 

لم يكن لوماه هو العدو الأوحد لدومير، فقد كان هورين أيضاً عدواً لدوداً لدومير، ولولا صلات القرابة والمصالح المشتركة بين جمانفيل وهورين لألحق صاحب القط بقطه، فقد كان يكن بغضاً مخيفاً لهورين ذلك الثري مستجد النعمة، وكان يمقته أيما مقت، فقد كان يعلم تمام العلم أي كره كان يكنه جمانفيل لهذا الهورين، فصار دومير مثل صاحبه يبطن كرهه لهورين بغلالة رقيقة أعاره إياها جمانفيل.

 

دومير كان يكره أيضاً بقية سكان الوادي، ويحس أنه رغم كونه كلباً، أعلى مكانة اجتماعية منهم، فهو كلب جمانفيل، بينما هم عبيد لدى هورين الذي هو خادم لا غير لسيده جمانفيل. رغم علم الجميع بأنه كلب، إلا أنه كان يحظر عليهم التعامل معه على هذا الأساس، بل يجب عليهم أن يقدموا له فروض الولاء والطاعة تماماً مثلما يقدمون لسيده جمانفيل، حتى هورين كان يشمله هذا التكليف رغم سقوط بقية التكاليف عنه. جمانفيل كان يحب كلبه دومير أيما حب، حتى أنه سُمع ذات مرة يقول لأحد أصدقائه، أنه تمنى لو زوج ابنته ماريا لدومير بدلاً من هورين ذاك الأحمق !! ولكنها كانت مجرد إشاعة لم تجد ما يؤيدها أو ينفيها.

 

جميع سكان نيبا هم أقرباء لبعضهم البعض، فسلسلة نسبهم تمتد عبر تعرجات طويلة إلى جد بعيد كان أباً للجميع ذات يوم، ولكن الصلات الأدنى كانت غامضة مثلما هي واضحة أشد الوضوح في علاقة سوماتو وهورين فهما أبناء عم، فوالد سوماتو كان الأخ الأكبر لوالد هورين، ولكن ذلك لم يكن يعني شيئاً لسوماتو ولا لهورين فكل منهما كان مشغولاً بحياته عن الآخر، حتى أنهما نادراً ما يلتقيان وجهاً لوجه، والأندر من ذلك أن يحيي أحدهما الآخر !!

 

كان سوماتو أنموذجاً للكفاح وخادماً مطيعاً للأرض، يفلحها ويسقيها من عرقه قبل الماء، ويعني بها أيما عناية، كان وارثاً لخدمة الأرض من والده، مثلما ورث والده خدمتها من جده، لم يكونوا ملاك الأرض، وإن كانت هناك شائعة تفيد أنها كانت ملكاً لأسرتهم في ذات يوم بعيد. كانت ضيعة سوماتو التي يُعني بها ضيعة كبيرة، لم تكن بحجم مزارع التبغ التي كان يزرعها صديقه سوت، ولكنها كانت كبيرة بما يكفي لتكون ضيعة قائمة بذاتها.

 

أما هورين فقد كان صاحب أرض واسع الثراء، رغم أنه لم يكن سوى فلاح مثله مثل سوت وسوماتو، ولكن قيل أنه وجد ذات يوم بينما هو يفلح أرضه صندوقاً من خشب قديم مختوماً وبداخله ذهب كثير وفضة وجمان، منذ ذلك اليوم تبدلت أحواله ليصير صاحب مال بعد أن كان معدماً فكان أول ما فعله أن أشترى الضيعة التي يزرعها، وبعض الضياع المجاورة، وصار صاحب أرض مثله مثل بقية أصحاب الضياع ألاثني عشر في قرية نيبا.

 

بالقرب من النهر، كان موزيك قد انتهى من قصة والد بيزي وقط هورين لوماه، وبالمقابل حكت بيزي قصتها مع لوماه في صباح ذلك اليوم، ومنعه إياها من اصطياد الفئران، انتفخت أوداجه وأحس موزيك بالغضب الشديد لسماعه هذه القصة، وقرر أن يتصرف في هذا الموضوع، لأن الأمر صار أكبر من أن يحتمل.

 

جدي جدي، صاح الصبية الصغار وهم يلقون حقائب كتبهم من ظهورهم منطلقين نحو باب منزلهم، لم يبادرهم الجد كما هي عادته بالأحضان والقبلات، ولكنه أشاح بوجهه بعيداً عنهم، وغاب داخل العربة ذات الخيول الأربعة، صائحاً بالحوذي : انطلق. واصل موردا الركض خلف العربة، ولكنه لم يلحق سوى بالغبار الكثيف الذي تركته العربة خلفها، بينما أنطلق دومير الذي كان أسرع من موردا، ليصير على مقربة من العربة، وكلما زاد الحوذي سرعة الخيل، زاد دومير سرعته ليلحق بها. توقف جوري وكيلا عن الركض مبحلقين باستفهام في عيون ماريا التي كانت واقفة ساهمة جوار باب المنزل بينما كان هورين يدعوها للدخول. لم يكن جمانفيل جداً لأبناء هورين ولكنه كان يمقتهم حقيقة كما يمقت والدهم، وإن أجبرته المعادلات الصعبة التي كان يمر بها، أن يعاملهم كما يعامل الجد أحفاده. كان ذلك حتى يوم أمس، أما اليوم فقد تغيرت أمور كثيرة يصعب وصفها، حتى هورين الذي كان بكل حماقة ينساق وراء مطالب جمانفيل، رفض مطالبه الكثيرة اليوم.

 

اقترب الأولاد من ماريا التي أدخلتهم أمامها إلى صحن الدار، وأغلقت الباب من خلفهم، وهي تنظر إلى عربة والدها تنعطف المنعطف الأخير نحو قصر حاكم نيبا الذي يتراءى للناظر من بعيد وكأنه خلق مع أديم الأرض ولم يبنى في ذات يوم، وخلف العربة البعيدة كان دومير لا زال يعدو متعباً يحاول اللحاق بالعربة.

 

مع مغيب الشمس عاد سوماتو من حقل القطن صاعداً الدرجات الحجرية التي توصل إلى قمة الرابية حيث كوخه الصغير، استقبله موزيك بصياحه المعهود الذي ظل طوال سنوات طوال يردده كلما عاد سوماتو من الحقل منهكاً. كان سوماتو يحمل على ظهره بعض القش لعنزته الصغيرة جوتان وبعض الحبوب بين يديه لصديقه موزيك.

 

بعد أن أطعم الجميع، وضع قليلاً من الحليب في قدر معدني مشعلاً تحته ناراً ورقد في ركن سوماتو مستسلماً لبعض الراحة، لتأخذه في هذه اللحظات سنة من النوم رأي خلالها قصراً كبيراً ينهار ويستحيل إلى كومة من رماد، ورأى نفسه داخل قصر آخر ليس له نوافذ، ينظر إلى منظر الحطام ويضحك بأعلى صوته ضحكة مجلجلة.

 

بدأ الحليب يفور من القدر مندفقاً على النار التي تحته مصدراً صوتاً مقيتاً يبعث في نفس سوماتو ذكريات الطفولة التي كان يضرب فيها عندما يصدر هذا الصوت بسبب إهماله، قام فزعاً من نومه سوماتو وأضاف قليلاً من الماء الفاتر للحليب ليطفئ ثورته، ثم رفع القدر بعناية من على النار، وانتظر حتى يبرد ليتناول عشاءه منه ويبقي قليلاً لصباح الغد. بعد العشاء، كانت الصلاة وكان الشكر، شكر سوماتو الله شكراً عميقاً على نعمه التي لا تحصى ثم توسد وسادته العتيقة وهو يحلم بغد أجمل.

 

في هذه الأثناء كان موزيك وجوتان يقضيان وقتاً ممتعاً في حديث شجي، كان موزيك داخل كنه الخاوي إلا منه، وكانت جوتان تتحدث من وراء سور الزريبة، لم تكن زريبة بقدرٍ ولكنها كانت لحمايتها من الطبيعة بقدر أكبر. قال موزيك : هل تعلمين يا جوتان أن السيد جمانفيل من المفروض أن يجتمع اجتماعاً مصيرياً اليوم مع هورين ؟

قالت جوتان وهي تقضم قضمة من العشب : وما معنى مصيري ؟ فرد موزيك : يعني اجتماعاً غير تقليدي، فردت عليه جوتان وهي تمضغ قبضة العشب: وما معنى تقليدي ؟ فرد موزيك : اجتماعاً لا يحدث كل يوم، فردت جوتان بعد أن ابتلعت العشب : تصبح على خير يا موزيك، يبدو أن السهر يفقد بعض الناس عقولهم، ضحك موزيك، وأخلد الجميع لنوم عميق.

 

اجتمع هورين بزوجته ماريا بعد أن نام الصغار وخدمُ المنزل كلٌ في مخدعه، أخبر هورين زوجته ماريا بطلبات جمانفيل المرفوضة وغير المنطقية، كانت ماريا تستمع باهتمام دون بقية الأيام فالحدث أكثر من عادي، ولم يحدث من قبل. كان طلب جمانفيل من هورين أن يطرد سوماتو من أرضه ليمنحها لكلبه دومير ! ورد هورين أن سوماتو مخلص في عمله وليس له مكان آخر ليذهب إليه، حاول جمانفيل استمالة هورين بالمال، ولكنه كان يعلم أن هورين يملك مالاً أكثر منه، وبعد أخذ ورد تطور الأمر إلى شد وجذب فكان أن قال هورين أن دومير ليس أكثر من كلب لا يستطيع فلاحة الأرض ولا القيام بأعبائها.

 

صدم جمانفيل بهذا الرد فهو لم يكن في يوم من الأيام يظن أن تتطور الأمور إلى هذا الحد الذين يهين فيه هورين كلبه العزيز دومير هذه الإهانة البالغة، طلب جمانفيل من هورين الاعتذار، فلم يعتذر، هنا خرج جمانفيل من منزل هورين غاضباً تجاه قصره البعيد. قالت ماريا برفق لزوجها أنه ما كان عليه الإساءة لدومير، فرد عليها هورين أنه لم يقصد الإساءة، ولكنه أراد الحفاظ على الأرض بيد من يستطيع زراعتها، وأنه لا يجد أمثل من سوماتو المخلص، لذا لا يستطيع استبداله بأي شخص حتى ولو كان دومير !

 

كان لوماه ينصت بانتباه شديد لكل كلمة يقولها هورين، فهو شاهد على ما حدث الليلة، ويتملكه فضول قوي لمعرفة المتغيرات التي حدثت، تسلل بهدوء إلى غرفة النوم حيث هورين وماريا يتناقشان، وسمع كل حرف نطق به هورين، كان لوماه يعلم أن قوة سيده وسلطته المبسوطة على القرية مستمدة من سيد الجميع جمانفيل، لذلك أدرك ببصيرة القط أنه في مقبل الأيام ستدور الكراسي كثيراً وستبدأ رياح التغيير في العصف.

 

أطفئت الأنوار، التي كانت آخر أنوار نيبا اشتعالاً ونام آخر المستيقظين.

 

ولكن هناك على مبعدة من دار هورين، كانت هناك أنوار لا تزال مشتعلة، كان قصر حاكم نيبا يضج بحركة جمانفيل الذي ظل مستيقظاً على ضوء مصباح زيتي يخبو نوره حيناً ويتوهج أحايين أخرى، يكتب ويسطر بيديه الاثنتين أوراقاً كثيرة، منها ما هو رسم ومنها ما هو نص بخط اليد. كانت الورقة الأولى ذات عنوان يقول : حق دومير التاريخي في أرض سوماتو، بينما الورقة الثانية مرسوم عليه خريطة عجيبة لأرض سوماتو بحدود غريبة تمتد شرقاً متوغلة في عمق أرض سوت وغرباً حتى النهر حيث الساقية التي جلس قربها موزيك وبيزي اليوم، كان مكتوباً فوق الرسم : خريطة ضيعة دومير، ودون هاتين الوثيقتين وثائق كثيرة لم تكتب بعد، ولكنها كانت في الطريق نحو الاكتمال قبل بزوغ الشمس.

 

أرعدت السماء بعد قليل من إغفاءة جمانفيل وصفرت الريح فوق الرابية، حيث يسكن سوماتو العجوز، بعد أن مرت على النهر وحقول القطن فحملت معها قسوة بردي الليل والشتاء، استيقظ سوماتو فجأة من كابوس رهيب جثم فوق أنفاسه الواهنة ليشعل مصباح الضوء متعوذاً بالله من رجيم الشياطين. في الداخل كان سوماتو يسعل شدة وعلى صوته استيقظ موزيك الذي كان يرتجف من شدة البرد، داخل قفصه، ليرى النور مضاءً في الكوخ، نادى موزيك بهدوء على جوتان فأفاقت العنزة الصغيرة وردت بتثاقل على موزيك : ما بك يا موزيك ألا تريد النوم هذه الليلة ؟ رد موزيك وعيناه تنظران إلى النافذة التي ينبعث منها النور داخل كوخ سوماتو : رأيت كابوساً رهيباً الليلة. فقالت جوتان وهي تخفي رأسها مجدداً بين ذراعيها في نعاس شديد: حسناً، أصبر إلى الصبح يا موزيك يمكنك أن تحكي لي حلمك بعد بزوغ الشمس، فأنا متعبة الآن، صمت موزيك وفي صدره تمور بقايا الكابوس الذي رآه، وأطفئ المصباح داخل الكوخ ليعود الظلام من جديد، في صمت هجع الجميع.

 

مع بزوغ الشمس كان الخبر ينتقل من فم إلى أذن فالجميع بدأ يحكي قصة غريبة، رغم أن جمانفيل أنكر مراراً أنه هو الراوي إلا أن أصابع الاتهام كلها كانت تشير إليه، كان مفاد القصة أن دومير هو الذي يملك أرض سوماتو، ولكن هورين الظالم قام بطرده قبل سنوات طوال من أرضه ليهبها لابن عمه سوماتو، وأن أرض سوماتو كانت ذات يوم أرضاً كبيرة تفيضاً سمناً ولبناً، لكن الإدارة السيئة لسوماتو قلصت مساحة الأرض وحولتها إلى حقل صغير مقارنة بالضياع التي كان يملكها من قبل دومير.

 

كان سوماتو كعادته مشغولاً بفلاحة أرضه، حينما لاح في الأفق ما يبدو أنه خيال لامرأتين تتحدثان بصوت خفيض، لم يرفع سوماتو رأسه لينظر إليهما، قالت الأولى منهما للثانية ..

 

-        يقال أن سوماتو هذا رجل ظالم.

-        وكيف علمت بذلك ؟

 

-        ألم تسمعي الجميع يقولون في القرية أن هذه الأرض ليست ملكاً له ولكنه أوعز لابن عمه هورين ليغتصبها من صاحبها الأصلي مانحاً إياها له.

-        ومن هو صاحب الأرض الأصلي ؟

 

-        شخص يقال له دومير

-        دومير ؟!! غريب إنه ليس شخصاً، إنه كلب جمانفيل حاكم نيبا.

 

-        أظن ذلك.

-        لا أظن أن كلباً يملك أرضاً في هذه القرية، يبدو أنها إشاعة أطلقها الناس ضد سوماتو المسكين.

 

-        إنه ليس كلباً عادياً يا جولي، إنه كلب جمانفيل.

-        وهذا يزيد اعتقادي في كونها محض إشاعة، فكيف يجرؤ من كان على طرد كلب يملكه جمانفيل من أرضه.

 

"صباح الخير عم سوماتو"، رفع سوماتو رأسه بتثاقل لينظر إلى الشخص الذي حياه، كانت "جولي" أخت سوت ومعها سيدة غريبة لم يرها من قبل، يبدو عليها أثر النعمة جلياً لا تخطئه العين، رفع سوماتو طاقيته ليحيي الفتاتين التين مضتا في طريقهما تواصلان ما انقطع من حديث.

 

لم يمض على غياب الفتيات لحظات، حتى ظهر سوت من وراء الأكمة المجاورة لأرض سوماتو ..

 

-        صباح الخير عم سوماتو

-        صباح النور يا سوت العزيز، كيف حال الوالدة ؟

 

-        إنها بخير، ولكنها تشكو قليلاً من برد هذا الشتاء.

-        لا بأس عليها إنشاء الله، تفضل بالجلوس.

 

جلس سوت قرب سوماتو في حين انهمك سوماتو بجد في ما تبقى له من عمل، قال سوت وهو يشيح بوجهه بعيداً متظاهراً بعدم أهمية ما يقول : ألم تسمع الشائعات التي تسري في السوق وفي كل مكان ؟ رفع سوماتو رأسه وقدماه مبتعدتان عن بعضهما البعض، ليقول بعد أن جفف عرقه : إنها نفس الإشاعة السخيفة التي تنطلق كل عام، لم أسمعها هذا العام ولكنني أعرفها حق المعرفة، وأقول لك يا سوت، أن هذه الأرض لي ولن أتركها لدومير ولا لهورين إلا وأنا جثة هامدة، قال سوت : ولكنك لم ترى الخريطة المعلقة على باب السوق، يقال أنها خريطة تاريخية، تبين حدود أرض دومير، رد سوماتو مواصلاً عمله : إنها حرب نفسية يا بني، ولن أستسلم لهم أبداً، تعلم أننا جميعاً لا نعرف حتى كيف نمسك القلم، أقصى ما يستطيعه أحدنا قراءة ما يجود به علينا جمانفيل من إعلانات وخطابات وفي ظني أن هذه الخريطة من رسم جمانفيل ولا أحد غيره، فرد عليه سوت : الجميع يقول ذلك، ولكن لا أحد يصرح به علناً، "أنا أصرح" رد سوماتو، ليصمت الجميع لحظات ويواصل سوماتو عمله، قال سوت بعد قليل متسائلاً : هل رأيت جولي يا عم سوماتو ؟ رد عليه سوماتو : نعم لقد مرت قبل قليل ومعها امرأة غريبة يبدو عليها أنها سيدة من المدينة، من هي، هل تعرفها ؟ قال سوت : إنها مدام "دوماري" المديرة الجديدة للمدرسة، "مدرسة الحقيقة ؟" تساءل سوماتو، فقال له سوت وهو يهم بالانصراف : هي بعينها، من أي اتجاه ذهبوا ؟ أشار سوماتو بيده نحو الشرق لينصرف سوت مودعاً، وواصل سوماتو شق الأرض.

 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا