الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصنام الدهشة.... سمير الأمير

سمير الأمير

2022 / 4 / 7
الادب والفن


أصنام الدهشة
꧁سمير الأمير꧂

كان يجب علي أن أتمهل قليلا
مظنة أن تكون مشاعري ملوثة بتراث المواويل التى لعنت جمالك وقللت من قيمة عقلك،
في الواقع هي لم تكن تتقصدك شخصيا وإنما كانت تمارس قهرها بتعميم الإدانة، وهو أمر متضمن فى الوصف الوظيفي لمعظم المواويل والحكايات الشعبية
على الأقل كان هذا ما ظننت وانا أُقلل من قيمة كل المواويل تطويعا لإرادة إنصافك الساذجة،
وانتصارا لأوهام الأيدولوجيا التى تنفي كل ماهو خارجها بزعم الدايلكتيك، وللحق أيضا إرضاء لولعي بالفن التشكيلي الذي ورط "نزارقباني" في عبادة أصنام الدهشة

ومضى زمن كنت فيه "أتحملك"، متجاهلا استعذابك للقهر والإدانة، وتوحدك بهما في معظم الأحايين
لكننى الآن جاوزت الستين وكلما ضعف بصري زادت بصيرتي وأدركت أنك بالفعل لست بهذا القدر من الجمال الذي اعتدت على وصفه في قصائدي الثورية،
ولست مثل " أمي" كما كنت أردد محاولا اقناع نفسي
الحقيقة أن كل يوم جديد معك
كان يساوي فقد ذاكرة يوم قديم
ولست أيضا "حبيبتي" باعتبارك تكرهين الشعر وتولعين بالمسلسلات التلفزيونية المملة ، ويسيطر عليك وسواس النظافة فتحكين جلدك حتى تدممين كل جسدك!
ولا تتوقفين عن مطاردة الأتربة العالقة بقطع الأثاث، لكنك لا تأبهين أبدا للأتربة التى ظلت تعلق بأرواحنا سنينا حتى أعطبتها،
لا أعتقد أننا بحاجة لاعتذار أحدنا للآخر
فواقع الأمر أن "البشاعة "ليست سوى كلمة نرددها لنوحي للناس أن نفوسنا تستنكر القبح، ولا تعني سوى أننا ذهبنا بعيدا في القدرة على الادعاء، حتى أصبح اعتذارنا عنه ادعاء إضافيا، وبشاعة متجددة!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا