الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطيئة العراق وليبيا وروسيا واحدة ..الدولار !

طاهر مسلم البكاء

2022 / 4 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


كان الله في عون شعب العراق عام 1990 عندما اجتمعوا وجندوا العالم بأسره ليشددوا الحصار والعقوبة تلو العقوبة عليه .
لم يكن لشعب العراق وقتها لاناصر ولامعين ،لقد كانوا يستهدفون تدمير العراق ولم يكن الهدف صدام ،والدليل انهم ابقوا عليه في الحكم لثلاثة عشرة سنة في وقت كان الشعب يعاني من حصار قاسي وتدمير لكل البنى التحتية .
الخطيئة هي محاربة الدولار :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اشتركت هذه الدول في خطيئة متشابهة ،ولكنها لاتغتفر من امريكا ومن ورائها حلفها ،فقد حاول صدام في ايامه الأخيرة التحول عن الدولار الى عملات أخرى ونادى بصوت عالي ،ولكنه لم يكن يدرك خطورة هذا الأمر ،فكان الثمن رقبته وتدمير العراق .
كذلك فعل معمر القذافي والذي حاول تداول دينار ذهبي موحد للقارة الأفريقية ورغم انه قام بتدمير اسلحته فأن الثمن كان رقبته وتدمير ليبيا .
الدول الكبرى تريد استبدال الدولار :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من الواضح ان امريكا أشبه بتاجر معروف في السوق ، عندما يأتيك لأغراض التعامل التجاري فأنك ستستقبله بترحاب لما معروف عنه من سمعة مالية ولكن ليس لأنك مدرك لما يمتلكه، او مقدار النقد الذي في جيبه ، وبالتالي فأن هذا التاجر سيستمر بتعامله التجاري حتى ولو كان في واقع الحال لايملك الغطاء المالي الحقيقي لتعاملاته وقد يكون مدان للآخرين .
يقدر الخبراء الأقتصاديون قيمة الدولار الأمريكي الموجودة في التعاملات الدولية بأكثر من 250 تريليون دولار ،غير ان هذا المبلغ يزيد مئات المرات عن حجم الناتج الاجمالي المحلي العالمي من الذهب ،حيث يقدر الخبراء حجم الذهب المستخرج في كل العالم بمالا يزيد عن 170 ألف طن تقريبا وأن قيمته الحالية الحقيقية اليوم بالدولار لا تتعدى 7 - 10 ترليون دولار ، ما يدل على أن القسم الأعظم المتبقي من رؤوس الأموال في العالم لا قيمة حقيقية لها .

رفعت الولايات المتحدة الأمريكية الغطاء الذهبي عن الدولار عام 1973 م، وذلك عندما طالب رئيس جمهورية فرنسا شارل ديغول استبدال ما هو متوفر لدى البنك المركزي الفرنسي من دولارات أمريكية بما يعادلها ذهباً.
منذ عام 1973 م انخفضت القيمة الحقيقة للدولار الأمريكي أكثر من 40 مرة .
واليوم لايخفى على أحد ان بوتين حاول بكل قواه وأمكانيات روسيا الجبارة استبدال الدولار بالروبل الروسي أو اليوان الصيني ،فكان رد الفعل الأمريكي الغربي متوحشا ً وغير متوقع على الأطلاق ، وهدفه رأس بوتين وتدمير روسيا ، ولولا الأسلحة الأستراتيجية المخيفة التي تملكها روسيا لدخلت امريكا وحلفها الأراضي الروسية كما فعلت في العراق وليبيا .
المارد الصيني والذي من المتوقع ان يسود العالم قريبا ً يعمل على نفس الهدف وقد طرح عملته ،اليوان الصيني ، كعملة عالمية رئيسية ،وأمريكا وحلفائها ينظرون الى رقبته من مكان مرتفع ،بأنتظار توفر الفرصة للأمساك بخناقه ان استطاعوا لذلك سبيلا ً وهذا الأمر يدركه الصينيون جيدا ً ،وهو مايجعلهم اليوم شديدوا الحذر من مناصرة حلفائهم الروس في محنتهم أمام العقوبات والحصارات الهمجية .
روسيا والصين واوكرانيا :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معلوم ان كل من الصين وروسيا يوحدون الكثير من الخطوات للتعجيل في القضاء على تفرد أمريكا في العالم ،والتي انهكت الدنيا بحروبها والحصارات المتوالية على كل من لايعجبهم ،غير ان خطوة كبيرة كدخول روسيا لأوكرانيا كان حتما ً ان تكون مدار نقاش موسع واتفاق بين الدولتين الكبيرتين ،مع العلم ان للصين مشكلة في تايوان تشابه الى حد بعيد مشكلة روسيا في أوكرانيا ، كما ان هموم الدولتين لتحدي أمريكا والقضاء على تفردها بالعالم هي هموم مشتركة ،وحتما ً ان الروس ،وقبل دخولهم أوكرانيا ، قد حصلوا على موافقة الصين وتأكيد دعمها أمام الهجمة الأمريكية الغربية المتوقعة ،وقد انتشرت تسريبات أعلامية تشير الى ان الدولتين قد يوحدان خطواتهما بأتجاه رد الكيد الأمريكي في اوكرانيا وتايوان ، غير ان هذا لم يحصل لحد الآن من الصين والتي يظهر انها تتوقع انكماش اقتصادها في مواجهة كبرى من هذا النوع ،كما ان بقاء الصين خارج العقوبات والمواجهة الأمريكية الغربية قد لايفيد الصين لوحدها بل انه يحد من تأثر الروس بالعقوبات المفروضة عليهم حاليا ً حيث يمكن للصينيين لعب دور مساعد رائد في هذا المجال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي