الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قادة الخيانة العرب يضغطون على الفلسطينيين لوقف المقاومة في رمضان ويتغاضون عن جرائم الصهاينة!

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2022 / 4 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


عقدت مؤتمرات قمم ولقاءات، وأجريت اتصالات سرية وعلنية مكثفة خلال الأسبوعين الماضيين شارك فيها الأردن، مصر، السلطة الوطنية الفلسطينية، قطر، الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي للتوصل لهدنة أو " تهدئة " تمنع تصاعد المقاومة الفلسطينية، خاصة في القدس خلال شهر رمضان المبارك، الذي يتزامن هذا العام مع عيد الفصح اليهودي الذي يتواصل من 15 إلى 22 أبريل/ نيسان، ويتوافق مع الأسبوع الثالث من شهر الصوم، وتضمن مروره بهدوء في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة في المسجد الأقصى وساحته التي يقتحمها الصهاينة باستمرار، ويعتدون على المصلين، ويقيمون فيها طقوسهم التلمودية في تحد واضح لمشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين.
فلماذا تسعى دول التطبيع العربية ومن ضمنها السلطة الوطنية الفلسطينية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لتطويق المقاومين الفلسطينيين والضغط عليهم لقبول " التهدئة " ووقف تصعيد مقاومتهم للاحتلال؟ هنالك سببين رئيسيين: الأول هو خوف قادة دول التطبيع من أن شعوبهم التي تؤيد حق الشعب الفلسطيني وتدعم مقاومته، وترفض الاستسلام، وتعاني من التسلط والفقر والفساد، قد تنتفض ضدهم وتكشف تخاذلهم، وتزعزع استقرار أنظمتهم واستمرارهم في قمة السلطة؛ والسبب الثاني هو خنوعهم للولايات المتحدة الأمريكية والدولة الصهيونية مقابل دعمهما لهم، وحمايتهما المزعومة لأنظمتهم، أو مقابل تلقي بعضهم مساعدات مادية وعسكرية أمريكية هزيلة.
أما الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي المؤيدة لإسرائيل وسياساتها التوسعية العنصرية فإنها تضغط على الفلسطينيين لوقف مقاومتهم، خاصة خلال هذا الشهر لكونها حريصة على أمن إسرائيل، ومنشغلة في الحرب الروسية الأوكرانية، ولا تريد تصعيدا في المنطقة قد يتطور إلى مواجهة دامية بين إسرائيل وحماس والجهاد وفصائل المقاومة الأخرى، تحرج المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين وقادة التطبيع العرب، وتضعف السلطة الوطنية الفلسطينية وتعرضها للانهيار، وتزعزع استقرار مصر والأردن، وتعيق التطبيع العربي مع تل أبيب، وتقوي محور المقاومة والنفوذ الإيراني في المنطقة.
وعلى الرغم من الجهود التي بذلها بعض الحكام العرب لتحقيق هذه التهدئة، إلا ان الصهاينة لا يهتمون بجهودهم، ويواصلون اعتداءاتهم على المصلين الفلسطينيين، ويمنعون الآلاف منهم من الوصول إلى القدس؛ والدليل على عنجهيتهم ورفضهم لمحاولات التهدئة واستخفافهم " بأصدقائهم " المطبعين العرب، هو اقتحام عضو الكنيست إيتمار بن غفير المسجد الأقصى بحراسة الجيش، واقتحام وزير الخارجية يائير لابيد لباب العامود محاطا بجنرالات شرطة الاحتلال، وإن الاقتحامين تما في الأيام الأولى من شهر رمضان في تحد واضح للعرب والمسلمين!
ونحن نتساءل لماذا لا يقلق " أولياء الأمر" العرب الأشاوس ولا يهتمون بقتل الفلسطينيين، ولا يفعلون شيئا لوقف اقتحامات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين لأولى القبلتين وثالث الحرمين، ولا يضغطون على إسرائيل من أجل ضمان الهدوء الذي يضغطون على الفلسطينيين لقبوله والالتزام به؟ هؤلاء الحكام لا يستطيعون الضغط على إسرائيل لأنهم أضعفوا دولهم، وأذلوا وأحبطوا شعوبهم، وفقدوا مصداقيتهم وقدرتهم على التصدي لأعدائهم وحماية أوطانهم ومواطنيهم منذ زمن بعيد؛ لكن المضحك المبكي هو أنهم ما زالوا يمعنون في الكذب على شعوبهم، ويدعون بأنهم يعتبرون القدس والمقدسات " خط أحمر "، في الوقت الذي تجاوزت فيه دولة الاحتلال جميع الخطوط الحمراء والصفراء والخضراء، وهم لبطشها واعتداءاتها مستسلمون، ولإملاءاتها صاغرون!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صنّاع الشهرة - عالم المؤثرين المطورين بالذكاء الاصطناعي يطار


.. أضاءت سماء الليل.. شاهد رد فعل السكان لحظة تحليق شظية مذنب ف




.. إيران تشييع رئيسي على وقع خطوات لملء الشغور الرئاسي | #رادا


.. المستشفى الإماراتي العائم في العريش يجري عمليات جراحية بالغة




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة