الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة مغايرة ل 11 سبتمبر

مازن كم الماز

2006 / 9 / 11
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001


المناسبة هي 11 سبتمبر ما بين تفسيره كهجوم إرهابي أو حلقة من حلقات الصراع بين الغرب و الشرق..لن أقارب الموضوع من وجهة نظر إدارة بوش أو الشيخ ابن لادن..ما أريد هنا أن أقوله أن 11 سبتمبر أظهر إلى أي حد يوحد الموت البشر رغم تناقضاتهم..فالقاتل و المقتول الضحية و الجلاد السجان و المسجون و ما شئت من متناقضات يوحدهم مصيرهم الواحد فالطيار الذي يوجه أجهزة توجيه صواريخ طائرته إلى البيوت التي يؤمر بقصفها لن يستطيع في يوم آخر قادم أن يتفادى موته الشخصي و بكل بساطة سيلقى ذات المصير الذي كان قد لقيه سكان تلك البيوت بعد أن أنهى تحليقه بنجاح
فوقها..حتى رجل كالذي ألقى القنبلة النووية على هيروشيما كان مصيره الموت ذات الموت الذي ذاقه عشرات الآلاف من سكان هيروشيما..ذات المصير وحد أهل قانا و حلبجة و جنين و سيبرينيتشا مع قتلتهم..و كون الرجل جنرالا أو عظيم الشأن لا يعني حصانته من هذا المصير المحتوم..ففي لحظة ما لحظة آتية لا ريب فيها سيضع هذا الشخص عنه كل أوسمته و وسامته و مهابته ليستلقي كسائر عامة الناس جثة هامدة بلا حراك و لن يفيد جثته المسجاة مظاهر الاحترام المؤقت الذي تحاط به بعد أن استبدل الخوف الذي كان يسببه مجرد ذكر اسمه بالتشفي من المصير الذي لقيه أخيرا بعد طول تجبر و استخفاف بالناس و بكل شيء..يمضي كل شيء و تتساوى الأجساد في مصيرها الأخير مساواة لا تفرقة فيها مساواة متطرفة في دقتها مساواة لا يستطيع الأحياء حتى أن يحلموا بها..لن يتمكن أي شخص من تفادي هذا المصير و سيلقى الجميع بلا استثناء ذات النهاية بالتحديد..لست أدري إذا كان في هذا من تعزية للناس الذين يقضون أو قضوا حيواتهم في أشد الظروف بؤسا..هذا الإحساس الذي يستطيع أن يشرحه ببساطة و صدق بدائيين أولئك الذين أقدموا على الانتحار فرارا من هذه الحياة متنازلين عن هذه الهبة التي اسمها الحياة و الكثير الكثير من البشر الذين كانت حياتهم عبارة عن صراع ضد الواقع المر التعس ضد الفقر و الجهل و الغباء و الخوف و الألم و الملل و الإحساس بالتفاهة و اليأس دون أن يتوصلوا إلى ذات القرار منتظرين تدخل ذات القوى التي دفعتهم إلى جحيم الحياة التعسة لتضع حدا لكل هذا الألم..أحيانا يملؤني الغضب أو الإحساس بالظلم لمجرد أن أتذكر ما أعرفه أن الناس جميعا بأشرارهم و أخيارهم يشتركون في ذات المصير..أن الخونة و عرابي و دعاة الاستسلام أمام الطغيان و جبروت القوة أمامهم ذات المصير الذي سينتهي إليه الرجال الذين رفضوا و قاوموا و لم يستسلموا أمام الطغيان أو العدو..أن الجبناء و الشجعان يجتمعون عند نقطة النهاية ذاتها لا يضر هذا شجاعته و لا يفيد هذا جبنه في رد القدر المحتوم..يستفزني أن أعلم أن سعد حداد مات كما مات معروف سعد و أن القاتل سيموت ميتة لا تزيد شناعة ميتة لا تختلف عن ميتة القتيل..أعرف أنه إذا لم يقم أبطال غزوة مانهاتن بهجومهم الانتحاري على أبراج التجارة العالمية فكل من فيها سيموت في يوم تالي ربما بعيد أو قريب لكنه قادم لا محالة..أعلم أن الذي ينجو اليوم بجهود الأطباء المجتهدين لن ينجو في يوم آخر مهما اجتهد طبيب آخر سيء الحظ..أعلم أن بوش قادر على قتل الناس الذين لا يستطيعون الاحتماء من قنابل طائراته المخصصة لاختراق حتى الملاجئ العميقة لكنه و ربما ستعيشون لتروا ذلك اليوم لن تستطيع تلك الطائرات أو البوارج أو الصواريخ الذكية أن تصد الموت و هو يقترب منه و سيمشي في ذات الطريق الذي دفع فيه أولئك الناس الذين وقفوا في طريق دباباته و صواريخه في حالة تحقيق حتمية لا ريب فيها لهذا العدل الغريب العجيب..يمشون و يمضون بعيدا لا يعودون ..و لا ينتظرهم أحد.. لا ينتظرهم أي أحد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل قامر ماكرون بحل الجمعية الوطنية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. حل الجمعية الوطنية، سلاح ذو حدين محفوف بالمخاطر




.. كولومبيا تقرر وقف بيع الفحم لإسرائيل حتى وقف الإبادة الجماعي


.. قوات الاحتلال تنشر فرق القناصة على أسطح وداخل عدد من البنايا




.. فيضانات تجتاح جنوب النمسا والسلطات تناشد السكان بالبقاء في ا