الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة!

الشرقي لبريز
اعلامي وكاتب مغربي

(Lebriz Ech-cherki)

2022 / 4 / 9
كتابات ساخرة


ا انا الان!
لست بالسرير بل بغرفة النوم، بعد ان أطفئت كل مصابيح البيت، وقفت امام الدولاب، أتمعن الملابس المرتبة على الرفوف، افكر كيف للملابس ان تمنحى للفرد صورة غير ما هو عليها؟ اتمعن كيف للأثواب ان تمنحى للفرد حجما غير حجمه؟ و هي نفسها يمكنها ان تضع الفرد موضوع سخرية في وقت لاحق، لا ادري لماذا و كيف؟ حضرتني هذه الافكار الان.
كلما أتذكر انني في يوم من الايام الخوالي استصغرت شخصا كان يرتدى ملابسا رثة، و لما جالسته لساعات، وجدتني احتقر نفسي، احساس الاحتقار لذاتي لزمني من حينها، احساس لا اعتقد انني سأتخلص منه يوما، هل الكل يحس نفس هذا الاحساس؟
لا اعرف لماذا أجدني مشغول البال بهذا الموضوع الان؟ لماذا لم احاول توجيه تفكير الى موضوع اخر ، اجل قبلت التفكير بهذا الموضوع وانا استشعر طمأنينة خاصة، انا الان أرى وجهي الحقيقي امام المرات في حلكة الظلام، محاولا تأمين نفسي من الضياع في العهر والمظاهر البراقة، كيف احصن انسانيتي التي يمكن ان اضيعها بين ردات فعل تصرفات بعض الادمين.
لازلت ابحث عن سبب واحد، دفعني للتفكير في هذا الموضوع، ربما الانطباع الذي خلفه ذالك الشخص العابر في زمان اللانسانية في نفسيتي في تلك اللحظة العابرة، انا الان اشعر انني تافه فاقد لقدرة التميز بين التابث و المتحول، شعور لم احسه قبل الان، عله شعور بما اعانيه من انفصام بين القول و الممارسة.
أ انسان انا اما ادمي ؟سؤال فرض نفسه علي، بين الانسانية و الادمية مسافة الالف من السنين الضوئية، مسافة لن يدركها الا من احس انسانيته و وعي لانسانية الاخرين، ما الادمية التى ابتدأت بقتل الاخ لاخيه.
لا يمكنني ان اكون انسانا اذا بقيت اقلد اثرابي دون أي راي، لماذا تهاجمني كل هذه الافكار الان ؟ و انا الذي يستهويه السهر، ارتاح في صمته بعد ان يسكن ضجيجهم، استهوي عزف الريح، اصغي الى همسات روحي، تحكي لي حكايا للنوم، حكاياها تجعلني أطوف في عالم الصمت اللامنتهي، عالم اللانفاق، اسمعها اليوم تتكلم بصوت ملؤه الحسرة و الحزن قائلة :
و اسفاه كيف ينسي الانسان انه جاء للدنيا عاريا، و يغادرها عاريا.
حينها ادركت خطيئتي، انتفضت في وجهي قائلا : انت لست الا ادمي في جبت انسان، عليك ايها الادمي الحقير المتخم بالعقد ان تنطلق في رحلة البحث عن انسانيتك.
فعلا أخطئت في حق نفسي يومها فقررت ان أدون اعتذاري لها حتي لا انسي او أتناسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا