الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حيرة النادل في ليل الحانة

صبري هاشم

2006 / 9 / 11
الادب والفن


* حوار النادل والعابر

ـ مساء جميل يا سيدتي .
ـ مساء أجمل يا سيدي .
ـ مَن تكونين يا فاتنتي ؟
ـ أنا ساقية الليل وحورية أنهار اللذة .
ـ حفظتك السماء يا نجمة الدليل . لِمَ أنتِ هنا في هذا الوقت المتأخر؟
ـ أنا نادل الحانة التي من قصب التاريخ سووها . فمَنْ أنتَ يا سيدي النبيل.
ـ أنا عابر في هذا الليل فاستوقفني بهاء قنديل الحانة .
ـ أسرجناه لرجال من وراء الأفق يأتون ، يحملون في صدورهم عبق البشارة وعلى أكتافهم أوطان ريح .
ـ ليتني كنتُ معهم يا جميلتي .
ـ هم أخيار ناس شجعان .
ـ ليتني منهم يا قاتلتي .
ـ هم أعزاء نفوس وكرام قوم .
ـ ليتني مثلهم يا فراشتي البديعة .
ـ هم مَن ينتشي بهم الليل وتُسعد بوجودهم البلاد .
ـ ليتني كنتُ كرجالك يا أمل المسافر.
ضحكت النادل وقالت :
ـ إنما أنتَ منهم يا سيدي الكريم فتفضل . أدعوك لليل الحانة فادخل عزيزاً.
دخل العابر في ليل الحانة .. في ليل الدهشة .. في جسد النادل.
قال : حين قبلتها التهب روحها فصعدت إلى حر وجهها حرارة حرها .. دخلتها ونامت .
أضاف العابر :
صبية أطربها الخرير
فهبتْ تعابثه
خدش الماء ضحكتها
ارتدّت باكية
صبية
على ساقها تدحرجت قطرة طلّ
توسد ذراعها الليل
ظلت نائمة
صبية
أغواها رذاذ تطاير من أنفاس الحانة


* تحية الصباح

كل صباح تأتي زهرة
تُطلق تحية الصباح وتمضي
كل صباح تأتي زهرة
تزرع في نفسي ابتسامة وتمضي
كل صباح تأتي
في رقّة الكأس
تأتي .. تأتي
كل صباح تشرق في وجهي
تجهش في صدري
تضحك في عيني
تُفرحُ قلبي
كل صباح
مع فنجان الشاي
زهرة تأتي

* سبت الرماد
في السبت الغاطس بالمطلق الجحيمي رأيتُ بغداد ، في التاسع والعشرين من آذار من عام التحرير أقصد من عام الغزو والتحليل ، تُرسل ضحكات خائبة ، ناعمة وخفيفة إلى وجه الله وتغفو . في التاسع والعشرين من آذار الجمر تُدهشنا بغداد حين تندلع بوجه الدنيا راقصة . في التاسع والعشرين من آذار تنفلق أمام الكون بغداد .

* وطن للفرجة

في الأحد المشؤوم 23 ـ 3 ـ 2003 سألتني النادل بعد غياب .
قالت : تأخرتَ وعليك قلقتُ . لماذا تأخرتَ ؟
قلتُ : لا شيء .. كنتُ أتفرج على وطني .
قالت : كيف ؟
قلتُ : من على شاشة التلفاز .
قالت : ماذا رأيتَ ؟
قلتُ : رأيتُ البصرة يُحرق نخيلها .. بغداد يُدمر بهاؤها .. ورأيتُ الموصل تترنح حدباؤها .
أضفتُ :
لا شيء . كنتُ أتفرج على وطني بالمجان .


* قوارير

تلك سطوة الحانة
نسمع ثورة الروح في رقّة الكأس
وقرقرة العشق في برد القوارير
وأنفاساً تلامسها
كنا نفترش شوق امرأة في عفة العطر
ثم لزفاف الشمس نختارها
تلك أغنية الحانة
تخرج فرحاً في الريح راقصاً
وتجهش في حضرة النجم كلما وقفت ببابه حيرة امرأة
تلك سيدة الحانة
تطير بلا حفيف جنح
ولا جرس
إنما من فيها انطلقت عذوبة الحانة

* لن أكون

إنْ اقتضت الضرورة أن أكون مهرجاً فلن أكون ولو أطبق عليَّ الكون .

* دعاء
ربِّ اجعل يدي دائمة البياض ووجهي أكثر إشراقاً .
ربِّ اجعل جيوبي خاوية ونفسي راضية .
ربِّ اجعلني قوياً وأمتني قبل ضعفي .
ربِّ اتركني على طهري أقابلك .

* مثل ريح

كأننا إلى بلد ، من لعبة الريح ، نمضي
نمدّ خيالاً في وعورة الهواء
ونصرخ :
لم نأتِ أرضاً مقدسةً ولا ماء
كأننا الهباء
أو مثل ريح تغلق بوجهها باب

* تمهلْ أيها الحائر

تمهل
تمهل ولا تنطفئ
فعلينا سوف يأتي زمان
يسود فيه ليل
وعنا حين ترحل السفائن
تزحف نحونا البحار
تمهل صديقي
ولا تستعجل الرحيل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا