الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التراويح في نيويورك ما بين العبادات الشعائرية والعبادات التعاملية

عبدالقادربشيربيرداود

2022 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


تصدرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات صلاة التراويح في ميدان ( تايمز سكوير ) في نيويورك وهو احد اكبر المراكز التجارية التي يقصدها السياح بمختلف جنسياتهم واديانهم وطوائفهم للاستمتاع في الاماكن الترفيهية ؛ في حين تكتظ ( نيويورك ) باكثر من ( 250 ) مسجد ؛ وهذا دليل على ان المسلمين غير مضطهدين عقائديا ؛ ولهم حرية اداء عباداتهم الشعائرية دون مضايقة ما يوجب على منظمي صلاة التراويح ان يسألوا اهل العلم والحكمة قبل ان يقدموا عليها ؛ لان هذه المسائل تحتاج متسلحين بالعلوم الشرعية لا بسلاح الاكراه والاجبار لنشر الاسلام ...
تعلمنا من ثوابت الاسلام بأن الطهور شطر الايمان بينما تجري التراويح في مكان غير مهيأ للعبادة تملؤه الروائح الكريهة ؛ والدعايات الخادشة للحياء التي لاتتناسب مع الصلاة والخشوع ؛ والمؤمن الفطن بطبعه لايسعى الى جرح معتقدات الغير وايذائهم بوجه غير ذي حق ...
العبادات في كل الاديان السماوية لها اماكنها فكيف بالمسلمين وهم في بلدان غير اسلامية ؟ وقد جاء على لسان هادينا( محمد) صل الله عليه وسلم فيما يخص الطرقات قائلا :( فاعطوا الطريق حقه ) وقال : (اياكم والجلوس في الطرقات ) من هذا المنطلق فأن ما جرى كان حق أريد به الاكراه والتجاوزعلى سماحة الاسلام ؛ وسماحة كل الرسالات السماوية التي تدعوا الى السلام والتعايش المشترك بين الناس ؛ فأستخدام الدين كشماعة هو انحراف مرعب لسماحة كل الاديان السماوية قال تعالى : ( لااكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ...) فلنتفق على كلمة سواء هي ان نتجاوز نظرتنا العرجاء بان من يخالفنا فاما هو عدونا او ضدنا ...
ولنسأل : ماذا لو جرى العكس أقامة قداس في شوارعنا وساحاتنا العامة وتسببت في مضايقة السير وعمليات البيع والشراء ؟ فالعبادات الشعائرية لن نقطف ثمارها ؛ ولن تتحقق اهدافها الا أذا توافقت معها عباداتنا التعاملية ؛ يروى ان بعد فتح ( بيت المقدس ) على يد القائد (صلاح الدين الايوبي) جاءه بعض المسلمين يطالبونه بهدم ( كنيسة القيامة ) انتقاما بما فعله الصليبيون في المدينة وفي المسجد الاقصى طوال احتلالهم فما كان من القائد الا ان يقول مقولته الشهيرة ( اقرها عمر واهدمها أنا ) ...
انما ينقصنا اليوم الدعوة الصامته اي بأخلاقنا ؛ دعوة بمواقفنا النابعة من صميم اسلامنا الحنيف ؛ ودعوة بمعاملاتنا الانسانية الراقية التي كانت عليها سلفنا الصالح رحمهم الله ...
في ظل هذه التحديات ؛ والصراعات العالمية المستمرة دعونا كل من موقعه ان نركز على تعزيز ثقافة التسامح ؛ والتضامن واحترام حقوق الانسان على انه انسان دون تمييز بسبب العرق او الجنس او الدين او الطائفة لانه الاساس المتين لبناء عالم سعيد جديد يسوده روابط الالفة والمحبة وقبول الاخر ؛ ولمن خالفنا على هذه الحقيقة نقول : عيشوا الجنة في ضمائركم ان كنتم صادقين ؛ وكفاكم ضحكا على ذقون المغلوبين من الناس .... وللحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران