الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التاسع من نيسان سفر الألم الذي لا ينتهي

صوت الانتفاضة

2022 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


قبل تسعة عشر عاما من الآن، الدبابة الامريكية تسقط نظام صدام الدكتاتوري، لتأتي بالقوى الإسلامية والقومية الأشد فتكا؛ بريمر يعلن عن تأسيس "مجلس حكم" على غرار "اللويا جيرغا" في افغانستان؛ مجموعة من اللصوص وقطاعي الطرق، واخرين من ذوي التاريخ الغامض، واكثرهم من العملاء والتابعين، اذناب هذه الدولة او تلك، ربيبة دوائر المخابرات العالمية والإقليمية.

جمعهم بريمر واداراته، كما فعل الدكتور فرانكشتاين بوحشه، وأطلقهم في البلاد، لينشروا الخراب والدمار؛ لا شيء يوقفهم او يصدهم، فهم زومبيات العصر ومصاصي دماء؛ يقتلون ويخطفون، يسرقون وينهبون، لكنهم يصلون ويصومون؛ إسلاميون وقوميون، طائفيون وعشائريون وذكوريون؛ تقطر دماء الناس من سيوفهم.

تسعة عشر عاما مرت من الالام والقهر، وهم يسخرون من الناس ويضحكون على مآسيهم ومعاناتهم؛ تسعة عشر عاما مرت ولم تتوقف الة قتلهم ونهبهم؛ تسعة عشر عاما مرت من السفالة والوضاعة والانحطاط والرثاثة؛ كل قاموس الكلمات القبيحة لا تستطع وصف من جاءت بهم الدبابة الامريكية.

تسعة عشر عاما، اه، حقا انها أعوام كثيرة من عمرنا المحدود، قضيناها مع عفن الأرض وجيفتها، مع الصديد والخراج والقيح، مع وجوه كالحة، قذرة، قتلت كل حياة في هذا البلد، انقضت على كل نبتة خضراء لتقطعها وتدفنها، محولة إياه لصحراء، لا زرع فيه ولا ماء.

مضت تسعة عشر عاما على حكم هذه الاعاقات، وفي كل عام من حكمهم يزداد الألم والوجع، يزداد الجوع والعوز والقحط، يزداد الخراب والدمار، ويغدو المستقبل أكثر قتامة وأشد ظلاما؛ وفي كل عام تلعن ذلك اليوم، مع أنك كنت تتمناه بشدة، وكنت ترسم بخيالك جنة سوف تصنعها، او ان البلد سيرجع "باسم سعيد"، لكن الدبابة الامريكية ارادت سيناريو آخر لهذا البلد، سيناريو اسود، فاستقدمت تلك الدبابة على ظهرها كل الغربان، الذين نهشوا بهذا البلد وحولوه الى جثة هامدة.
#طارق_فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ممر رملي قد يدهشك وجوده.. شاهد كيف عبَر إماراتي من جزيرة إلى


.. حزب الله يعلن استهداف موقع السماقة الإسرائيلي في تلال كفر شو




.. لماذا تضخ الشركات مليارات على الذكاء الاصطناعي؟! | #الصباح


.. حكومة نتنياهو تستعد لتطبيق فكرة حكم العشائر خاصة في شمال غزة




.. هل يمكن للأجداد تربية الأحفاد؟ | #الصباح