الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرتقال الانكليزي والحلم الامريكي ....

عمر عبد الكاظم حسن

2022 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


دخلت هذه الفاكهة إلى العراق بعد الاحتلال البريطاني للعراق مباشرتا وزرعت في محافظة ديالى على نطاق ضيق في بادئ الأمر وكانت تصدر إلى أسواق بغداد .

والمفارقة العجيبة أن البغداديين حينها كانوا يتوجسون منها خيفة لاعتقادهم أنها فاكهة سامة جلبها البريطانيين معهم لأنهم يريدون الحاق الأذى بهم.

لان الأجواء السياسية والدينية التي كانت سائدة حينها شحنت مشاعر البسطاء ضد الاحتلال البريطاني.

حتى أن الفتاوي التي أطلقتها مرجعية النجف والتي اوجبت الوقوف مع العثمانيين المسلمين لقتال الإنكليز باعتبارهم كفار ولا يمكن تمكينهم من أرض المسلمين كانت ضمن هذا الجو العام .

مع العلم ان الاحتلال العثماني للعراق الذي استمر مايقارب ٤٠٠ عام كان يعامل العراقيين عموما باستخفاف وإهانة اما العراقيين الشيعة كانت لهم خصوصية في الاهانة باعتبارهم روافض حسب الفقه السني للامبراطورية العثمانية الإسلامية.

لكن من ضمن حسنات الاحتلال البريطاني الذي جنوا ثماره العراقيين بعد ذلك انه ادخل الكثير من المفاهيم الانسانية وأسس الدولة العراقية الحديثة من مؤسسات عامة وحياة سياسية دستورية وبرلمانية ...الخ

وايضا ادخل الكثير من السلع والخدمات عبر تعزيز والحاق العراق بالمنظومة التجارية العالمية عن طريق اسطوله البحري الذي كان يبحر عبر دجلة والفرات منطلقا إلى أسواق العالم .

من هذه السلع الذي تعتبر اليوم من أساسيات المطبخ العراقي وغذاء فقراءه.

هو البرتقال الانكليزي الاسم الذي أطلقه البغداديين على الطماطم في اول مشاهدتهم لها في الأسواق العراقية والطماطم اسم مشتق من كلمة tomatl المكسيكية.

وهذا النبات موطنه الاصلي امريكا الجنوبية وانتشرت زراعته تدريجيا في العالم بعد اكتشاف الأمريكيتين في القرن الخامس عشر وتسمى الطماطم أيضا في اللغة الإنكليزيةب tomato .

منذ أيام متتالية وسعر الطماطم مرتفع جدا في الأسواق العراقية حتى وصل سعرها إلى الفان دينار في بعض الأحيان والفقراء هم كالعادة يدفعون الثمن .

على ما اعتقد نحن الشعب الوحيد في العالم الذي ندفع دائما ثمن ازدواجيتنا وعنجهيتنا وعدم فهمنا بسبب مفاهيم دينية قاصرة ومغامرات سياسية فاشلة و كبرياء مزيف ايضا واباطيل نعتنقها نعتقدها أفكارا عظيمة .

بالأمس البعيد أطلقت مرجعياتنا الدينية فتاوي ضد الإنكليز باعتبارهم كفار في حين كان الاحتلال الانكليزي بمثابة الفانوس السحري الذي يحقق الاحلام مقارنتا بالاحتلال العثماني المتخلف .

واليوم بعد أن خلصتنا قوة احتلال أيضا في يوم تسعة نيسان من نظام قمعي إجرامي أصبحنا نقتفي اثره في كل شئ تقريبا من تأسيس الميليشيات ورفع نفس الشعارات مثل كلا كلا امريكا وكلا كلا إسرائيل.

ونهدم الحلم الديمقراطي ونسرق دولتنا بناءا على فقه ديني واصبح قسم من قادتنا ادوات بيد دول الجوار بناءا على مفاهيم دينية أيضا .

ونسى قادتنا التنمية والعمل والزراعة والصناعة وانشغلوا ببناء الميليشيات والصراع فيما بينهم على فطيسة الدولة .

ونسى قادتنا أيضا الفقراء والبسطاء لكن فقراء اليوم وبسطاءهم بفضل التطور الحياتي والتكنلوجي .

ليس بهذه الغفلة والسذاجة كفقراء الأمس الذي كان يطلقون اسم البرتقال الانكليزي على الطماطم .........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة