الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراكش دواليك قراءة نقدية لعبد الصادق الشحيمة الجزء الثاني

عبد الرحيم الرزقي

2022 / 4 / 10
الادب والفن


رواية مراكش دواليك لعبد الرحيم الرزقي – 2
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ






تجسد الساحة كل التناقضات والثنائيات ،ويختفي خلف صوت السارد صوت الشرقاوي مول الحمام والركيلة وصديقه بن فايدة وهما يرددان :

إلى بغات تجي كتجيبها اسبيبة

وإلى مشات كتقطع السلاسل

كول الطعام ماحدو حلو وبنين

قبل ما تولي تشوف الطعام وتلقاه حار وباسل

ينتهي الطواف والتطواف وما أسماه السارد بالإفاضة في المدينة التي قيل بأنها الوحيدة من بين المدن التي تحتضن الزيارة زيارة الرجالات السبع والتي سماها أبو العباس السبتي “مدينة العلم والخير والصلاح ” وسماها ابن الخطيب ” تربة الولي وحضر ة الملك الأولي ” ووصفها الحسن بن محمد الغسال بالمحروسة في عنوان كتابه “رحلة إلى حضرة مراكش المحروسة “.

طواف السارد شبيه بتقليد الطواف حول الكعبة حيث زيارة أكبر عدد ممكن من الأولياء ،الرجالات السبعة أعلام كالجبال بوصلة يهتدى بهم ،والمرور بأكبر عدد من الأحياء دون تنكيس أو رجوع إلى القهقرى ،يستحضر السارد مجمل أدوار الطواف السياسي منها والتعليمي والاجتماعي ويكون استسقاؤه بدلا من طعامه “نخبا نبيلا تناولناه في صهريج أكدال باحماد …”

ليلة السارد هي واحدة من ليالي الحسن ابن هانئ الحكمي /أبونواس والذي لا شك أنه يقبع صحبة يوسف بن حموية القزويني خلف دنان السارد وكؤوسه وقواقيزه ،إنها نفس الأجواء والطقوس ، أبو نواس يصحب السارد ويقدم شهادة أولى بشعره إذ يقول :

أما يسرك أن الأرض زهراء والخمر ممكنة شمطاء عذراء

ما في قعودك عذر عن معتقة الليل والدها والأم خضراء

يا ليلة لا أمل ذكراها لست لطول الزمان أنساها

يا ليلة بتها أسقاها كأسا نفت همنا حمياها

سقيا لأيامنا التي سلفت يشفي من الهم طيب ذكراها

ويقول :

يا ليلة طاب لي بها الأرق حتى بدا من صباحها الفلق

وينشد بشعر من حذا حذوه وقد أعجب به قوله :

حج مثلي زيارة الخمار واقتنائي العقار شرب العقار

ووقاري إذا توقر ذو الشيبة وسط الندي ترك الوقار

ما أبالي إذا المدامة دامت قول ناه ولا شنعة جار

رب ليل كأنه فرع ليلى ما به كوكب يلوح لساري .

من الداخل إلى الخارج من مسح وتمشيط الأماكن مشيا على الأقدام ،تفيض المدينة بساردها وتفضي وتقذف به في سيارة طاكسي لتمخر شارع علال الفاسي متوجهة إلى البرانس .

إن الاقتران القسري الذي عاشه السارد بعيدا عن أجواء الساحة بالداوديات ،فتح أعينه على تحول يقول لسان حاله بصدده ” آه وكيف لها أن تبقى تواشيح المدينة الرائعة على حالها ؟ ! والساكنة -ياوعدي -ها قد غابت !؟ هرولت صوب خارج السور ! ؟ باحثة عن شقق صندوقية ، بأسها الإسمنت الرمادي – ذي الغزو -الجارف يمشي كالنار في الهشيم ،يحرق الخضرة ،ويزرع التكتلات السكنية المتناثرة هنا وهناك تتفقع منها وعلى مهل ألوان من البطالة !؟وصنوف من “التشرميل “ص100

في الصفحة 103 ونحن على مشارف نهاية هذيان الحضرة ،يتساوى شوق الحاج وحنينه نحو الطواف ،بشوق سالم الخزاعي ،ومن لم يتذوق الحنين لم يذق قط لذة وعبق المكان ،وحيث أن السارد وهب قلبه للمدينة وتركه خلفه،غير ناس زمن المسير والسرى ،حقق المطلوب وهانت طرق الطلب ،اضطرمت الأحشاء شوقا فولى الكرى واسترسلت السرابة ،فخرس اللسان ونطقت الروح وكان هذيانها ” هذيان الروح “.



ـــ عبد الصادق الشحيمة ـــ ناقد من المغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ


.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع




.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي


.. الأسطى عزيز عجينة المخرج العبقري????




.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ