الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدقوني.. قد أقاضي بوش ذات يوم

ثائر زكي الزعزوع

2006 / 9 / 11
سيرة ذاتية


لا أدري السر الذي دفعني، وأنا الكتوم، للانكباب على الكتابة وكأني اكتشفها للمرة الأولى في حياتي، صرت مواظباً، وأنا الكسول، على كتابة يوميات أستعيد فيها تفاصيل من حياتي، ربما ليست ذات أهمية، لكنني وللمرة الأولى أجرؤ أن يشاركني الآخرون بعض ما عشته في زمن مضى، كنت ومن خلال روايتين صدرتا لي قد كتبت الكثير من تفاصيلي مواربة، إذ ألبستها شخوص رواياتي، في محاولة مني للاختباء.. وعدم البوح.
وأما الآن فإن اكتشافي تلك الدفاتر العجيبة المسماة مدونات، أو بلوغات، جعلني أسترخي وأنا أخط، على الرغم من استخدامي الكمبيوتر، إلا أني أميل للقول إني أخط، مستعيداً حرفة الكتابة... هذا مران ليس إلا، هكذا فكرت في البداية، لكني ومع مرور الوقت أحببت أن تصير عادة يومية تشبه عاداتي التي تمنّت عجوز سكنت عندها فترة ألا أغيرها، إذ إني أستيقظ لأشرب القهوة وأدخن بشراهة، وأقرأ صحف اليوم السابق، التي لم يتح لي الوقت لقراءتها بسبب ضغط العمل، أو انشغالي بعمل شيء مختلف.
وهكذا ومع كل صباح جديد، أضع أصابعي العشرة على لوحة المفاتيح لأدوّن ورقة جديدة تضاف إلى أوراقي التي سجلتها في الأيام التالية، والأهم من ذلك ربما، أن لا رقيب يقف لا وراء الباب ولا أمامه ليحصي عدد الكلمات، ولا عدد السقطات والعثرات، بل لا قارئ يدبج التقارير في وصف ما تكتب، هي مران أيضاً على الحرية، في أرض نسينا فيها معنى الحرية لكثرة السجون والقيود، والسلاسل والمقصات، ولعلي أتساءل مع كلمة كلمة "أدونها" أهكذا يكتبون هناك حيث لا سيف من أي شكل مسلطاً على الرقاب؟
إذن هي أولاً أشبه بالمران للعودة إلى الكتابة، فالانقطاع الكلي عن كتابة القصص، بسبب الانشغال الهائل الذي تسبب به العمل الصحفي، مع تسارع وتيرة الأحداث وتجددها، منذ أحداث الحادي عشر من أيلول مروراً بحرب أفغانستان وحرب العراق، وما يحدث يومياً في فلسطين، وصولاً إلى حرب لبنان، ذهاباً ربما إلى حرب جديدة، تلوح بوادرها في الأفق.
لا أريد أن أزعم أن وصول الرئيس الأميركي جورج بوش إلى سدة الرئاسة هو السبب الرئيس في انقطاعي عن الكتابة، ولكني، ولأكن صادقاً، أحمله جزءاً كبيراً من المسؤولية، وعليه فإني قد أقاضيه في يوم من الأيام على خسائري الهائلة، طبعاً لست أعيش في إحدى الدول الإسكندنافية لأزعم أني كنت سأعيش كاتباً متفرغاً، ولكني على كل حال كنت سأتجنب الخسائر النفسية التي تعرضت لها، من إحساسي اليومي بأني لم أعد قادراً على خط سطر واحد في قصة، بل إن مسودة روايتي الثالثة جاهزة منذ عام 2000 ولكني وبكل صدق وشفافية لا أجد الوقت المناسب للاسترخاء، وإعادة قراءتها، قبل دفعها للنشر... (حقاً قد أفكر بمقاضاة بوش بعد أن يغادر كرسي الحكم، لئلا يجن جنونه ويتهمني بالإرهاب، وساعتها قد أساق إلى معتقل غوانتانامو أو في أحسن الحالات قد أصير مطارداً).
أما الآن فسأواصل نسج يومياتي وفق إيقاع هادئ، ولن أجعل السياسة بأحداثها اليومية والطارئة تتوغل لتحتلّ ركناً وإن كان قصياً فيها، بل سأخلص فيها لما أسميه حكايتي، ولن أنكر أن الخيال سيتدخل في الكثير من تفاصيلها.
على العموم سأكتشف ما سأصل إليه بعد انقضاء شهر، فإذا واصلت العمل كما أفعل الآن، فهذا يعني أني قد تخطيت حاجز أزمتي، وأني لم أعد عاجزاً...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة