الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات الفرنسية وانعكاسات نتائجها على القضية الفلسطينية والوضع الدولي

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2022 / 4 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


ينتخب الفرنسيون رئيس جمهوريتهم بالاقتراع العام المباشر لولاية مدتها خمس سنوات، وإذا لم يستطع أي مرشح الحصول على 50 بالمئة من الأصوات في الجولة الأولى، يتم تنظيم دورة انتخابية ثانية بعد 14 يوما على أقصى تقدير، يتنافس فيها على الوصول لقصر الإليزيه فقط المرشحين اللذين فازا في المرتبة الأولى والثانية في الدورة الانتخابية الأولى.
لقد خاض الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم الأحد 10/ 4/ 2022 اثنا عشر مرشحا، وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية نتائجها التي أظهرت تقدم الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون مرشح حزب " الجمهورية للأمام " بحصوله على 27.85 بالمئة من الأصوات، على مرشحة " حزب التجمع الوطني " اليميني المتطرف مارين لوبين التي حصلت على 23.15 بالمئة، وتأهيل ماكرون ولوبين إلى الدورة الثانية النهائية المقررة في 24 نيسان/ ابريل الحالي، وخرج الفائز الثالث مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلونشون من السباق بعد حصوله على 21.95 بالمئة.
ويرتكز برنامج ماكرون الانتخابي على الاستثمار بكثافة في الصناعة والزراعة والتعليم والصحة والمساواة الكاملة بين الجنسين، وتحقيق ما وصفه بأمة " أكثر استقلالا في أوروبا أقوى "، ولا سيما على الصعيد العسكري للدفاع عنها، إي فرنسا، بتعميم الخدمة العسكرية الشاملة وزيادة قوات الاحتياط في وقت تطغى فيه الحرب في أوكرانيا على السياسة الأوروبية، لكنه متهم بكونه رئيس الأثرياء بعد أن ألغى الضرائب على الثروات وألغى المساعدات للإسكان، وفي المقابل يرتكز برنامج لوبين على رفع الضرائب على الأغنياء، ورفع الأجور لمواجهة الارتفاع المستمر في نفقات المعيشة وتسهيل قروض الإسكان للمواطنين؛ وعلى معاداة التكامل الأوروبي، وسحب فرنسا من الجناح العسكري لحلف شمال الأطلسي" الناتو."
لكن قضية الهجرة تعتبر من أبرز القضايا الشائكة التي تتماهى في جوهرها بين وجهتي نظر المرشحين، حيث يجد الناخب الفرنسي نفسه أمام الاختيار بين ماكرون الواقعي الذي يطرح مقاربة اجتماعية تتوخى اندماج المهاجرين في النسيج الاجتماعي الفرنسي، ولوبين العنصرية التي تكره المهاجرين وتعتبرهم مصدر المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية؛ ولهذا يرتكز برنامجها الانتخابي على محاربة الهجرة، وغلق الحدود الفرنسية أمام المهاجرين غير النظاميين، والتضييق على الفرنسيين من أصول عربية وإفريقية وآسيوية، وعلى المسلمين عموما، ومنع الحجاب في الأماكن العامة.
أما فيما يتعلق بموقف ماكرون ولوبين من القضية الفلسطينية ليس هنالك فرقا كبيرا؛ فماكرون عبر في أكثر من مناسبة عن تأييده لإسرائيل، مع حفاظه على الخطاب الفرنسي التقليدي التدليسي اللفظي بتأييد حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة؛ وكرر مرارا أنه لا يجد فرقا بين معاداة السامية ومعاداة الصهيونية، وأعلن " أن معاداة السامية ومعاداة الصهيونية هما عدوان للجمهورية." أما لوبين فقد سعت ونجحت خلال السنوات الماضية في التقرب من الجالية اليهودية الفرنسية، وعبرت عن دعمها للسياسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، ووصفت الفلسطينيين الذين يقاومون الاحتلال بأنهم" إرهابيون وإسلاميون."
من الصعب التنبؤ بمن سيفوز بالانتخابات؛ إلا أن المؤشر الأقوى على ترجيح كفة ماكرون بالفوز هو طلب اليساري جان لوك ميلونشون الذي حصل 20.1على بالمئة في الجولة الأولى من ناخبيه إعطاء أصواتهم لماكرون، وإن الشيوعيين والاشتراكيين والخضر واليمين الوسط الذين يمثلون 15% من مجموع الأصوات سيدعمونه في مواجهة لوبين.
لكن إذا حدث العكس وفازت لوبين، فإن تداعيات انتخابها ستكون كارثية على الغرب خاصة والعالم عامة، لأنها ستزيد من قوة وعنصرية اليمين الأوروبي والأمريكي المتصاعد، وتكون بمثابة ضربة موجعة للديموقراطية والحرية والمساواة، وتثير المزيد من النعرات العنصرية والدينية والكراهية والحروب والفوضى؛ وقد تمهد الطريق لظهور هتلر جديد قادر على إشعال حرب كونية نووية، تدمر ما بناه الإنسان خلال تاريخه الطويل، وتعيد العالم إلى العصر الحجري!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حادث مفاجئ جعله رئيساً مؤقتاً لإيران.. من هو محمد مخبر؟ | ال


.. مراسم تشييع الرئيس الإيراني في تبريز| الأخبار




.. نتانياهو -يرفض باشمئزاز- طلب مدعي الجنائية الدولية إصدار مذك


.. مقتل الرئيس الإيراني: هل تتغيّر علاقات طهران بدول الخليج وال




.. بايدن: ما يحدث في غزة ليس -إبادة جماعية- نحن نرفض ذلك