الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ناديه برادلي؛ الفدائية المغربية الشقراء

مهند طلال الاخرس

2022 / 4 / 12
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


الفدائية المغربية الشقراء نادية برادلي، كتاب يقع على متن 100 صفحة من القطع المتوسط، وهو من اصدارات دار الجليل للنشر والدراسات والابحاث الفلسطينية في عمان الاردن سنة 1986.

الكتاب يتناول قصة الفدائية المغربية الشقراء نادية وشقيقتها مارلين التي اقتحمت اسرائيل لتنفيذ عملية فدائية فاعتقلتها قوات الاحتلال الاسرائيلي بمجرد هبوطها في المطار... هذه الفدائية قصتها تستحق ان تكتب وتروى، فكان هذا الكتاب خطوة على الطريق..

قامت نادية وخليتها بالعملية الفدائية من خلال تنظيمها لصفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من قبل مسؤول المكتب الاوربي للعمليات الخارجية في الجبهة الشعبية المناضل الجزائري محمد بودية؛ حيث اقتحمت " إسرائيل " في الحادي عشر من نيسان عام 1971 ، وأرادت مع مجموعة تضم شقيقتها وثلاثة فرنسيين آخرين ، القيام بعملية فدائية تتمثل بتفجير تسعة فنادق دفعة واحدة وسط مدينة " تل أبيب " ، وبمجرد وصولها إلى مطار " اللد "، اكتشف أمرهما وعثر بين أمتعتهن على بودرة متفجرات شديدة الانفجار وبطاريات لأجهزة التفجير ، وعند أكتشاف أمرها القت السلطات الإسرائيلية القبض عليها وحكمت عليها بالسجن 12 عام، لتقضي ثلاث سنوات من عمرها في سجون الاحتلال الاسرائيلي وليفرج عنها بعد ثلاث سنوات بحكم مرضها وذكائها الوقاد.

ولدت ( نادية خليل برادلي ) عام 1945 في المغرب، وتابعت دراستها في الفلسفة والآداب بجامعة السوربون ، وتعرضت لحادث مؤسف عام 1971 فينقذها جارها (محمد بودية) الذي كان يرأس المكتب الأوربي لـ" الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" فخلق الحادث بينهما صداقة ، ومن ثم أطلعها صديقها الفلسطيني على القضية الفلسطينية وما تمارسه " اسرائيل " بحق أبناء شعبه ، فانتمت للقضية وشحنت أفكارها بضرورة القيام بعمل ما لنصرة الشعب الفلسطيني ودعم حقه بالتحرر ، فقررت اقتحام " إسرائيل " وتنفيذ عملية فدائية ونوعية دعما للثورة الفلسطينية .

وفي الحادي عشر من نيسان عام 1971 وصلت إلى مطار " اللد " في كيان الاحتلال، بجواز سفر فرنسي مزور تحت اسم " هيلين ماترين " برفقة شقيقتها الصغرى مارلين ، فعثر بين أمتعتهما على بودرة متفجرات، شديدة الانفجار وبطاريات لأجهزة التفجير كانت معدة بشكل محكم وداخل أكعاب أحذية وضمن مساحيق التجميل وداخل الملابس، فاعتقلت مع شقيقتها مارلين واودعت سجن نفي ترستا .

استقدم الإسرائيليون خبراء متخصصين في صناعة وتفكيك المتفجرات وتأكدوا من أن الملابس التي كانت بحوزة الأختين مشبعة بمواد بلاستيكية قابلة للانفجار وقادرة على تدمير الفنادق التسعة بسهولة فائقة.

ومن ثم أصدرت إحدى المحاكم الإسرائيلية حكماً بسجنها لمدة اثنتي عشرة سنة ، وسجن شقيقتها لمدة عشر سنوات، وفي نيسان 1974 أي بعد مرور ثلاث سنوات من الاعتقال في السجن الإسرائيلي المخصص للنساء " نفي تريستا " ، أفرج عنها جراء تدهور وضعها الصحي واصابتها بمرض "ساندروم" ، وأبعدت من السجن في "إسرائيل " على متن طائرة توجهت الى باريس، في حين بقيت شقيقتها بالسجن ليطلق سراحها لاحقا، وبعدها توجهت نادية إلى لبنان وعملت مع الثورة الفلسطينية وتزوجت من استاذ جامعي فلسطيني مصطفى جفال يعمل وينتسب الى الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.

وتقول في احدى المقابلات معها: بعد اطلاق سراحي، توجهت الى لبنان حيث توجد المقاومة الفلسطينية ، ومكثت هناك سبع سنوات، فقد خرجت من السجن وأنا أكثر اصرارا من ذي قبل على مواصلة النضال... لعل معايشتي اليومية للفلسطينيات في السجن كانت وراء هذا القرار، فقد عرفت منهن حقائق كثيرة أجهلها.

في هذا الكتاب قصة نسجتها خيوط الواقع، وترجمتها احاسيس نابضة بالتضحية والفداء، طفح بها قلب فتاة عربية مغربية ، دعاها الواجب ، فلبت النداء، لانها على يقين بان العمل من اجل فلسطين ، هو العمل من اجل اجمل واصدق وانبل قضية في الوجود.

بقي ان نشير الى ان فصول هذه القصة اذيعت على اربع حلقات في راديو صوت اسرائيل باللغة العبرية ضمن برنامج "اذن صاغية" مرفقا بها اغان وقصائد كتبتها نادية ولحنتها وغنتها وهي في السجن، كما قامت جريدة يدعوت احرونوت بنشرها على حلقات خلال شهري اذار ونيسان 1986 وقامت اسرة دار الجليل بتلقف الموضوع سريعا وترجمته واخراجه الينا في هذا الكتاب بجهد محترم من المترجم غسان كمال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صنّاع الشهرة - تعرف إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المفيدة والمج


.. ماذا وراء المطالب بإلغاء نحر الأضاحي في المغرب؟




.. ما سرّ التحركات الأمريكية المكثفة في ليبيا؟ • فرانس 24


.. تونس: ما الذي تـُـعدّ له جبهة الخلاص المعارضة للرئاسيات؟




.. إيطاليا: لماذا تـُـلاحقُ حكومة ميلوني قضائيا بسبب تونس؟