الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


11سبتمبر.. نعي العقل

عبدالمنعم الاعسم

2006 / 9 / 11
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001


في مثل هذا اليوم، الحادي عشر من ايلول -سبتمبر، قبل خمس سنوات، كان شيئا ما اشبه بالعاصفة الذرية قد ضرب بناية مركز التجارة الدولي في نيويورك فيما كانت الشاشات الملونة تنقل هذا المشهد الذي سرعان ما تشظى، في ذات الوقت، الى عواصف اصابت منطق الاشياء، فلم يكن احد ليجازف بالقول ان وراء الحادث طبيبا للعيون طورد في بلاده، واضطر الى نزع البدلة البيضاء ليرتدي العمامة وبدلة القتال الافغانية الرقطاء، وقد اخفى اسمه الحقيقي ليتخذ اسم عبدالمعز قبل ان يكتشف العالم اسمه على نطاق واسع: الطبيب المصري ايمن الظواهري، باعتباره المصمم الحقيقي لذلك الزلزال، والساعد الايمن لاسامة بن لادن، ملهم العاصفة.

في الغرب، والولايات المتحدة حصرا، كان شعور المهانة والذهول بحاجة الى تعويذة وقائية عاجلة تحول دون انهيار كل شيء فوق كل شيء، فاكتشف اصحاب الشأن الدواء الناجع في لغة القوة التي زرقت في عضل الملايين المترنحة، غير ان احدا لم يكن ليعرف، على الاقل في لحظات تساقط ابراج المركز، ضد من ينبغي استخدام هذه القوة، وفي هذه المفارقة اعلن الغرب، في حقيقة الامر، هزيمته بمواجهة المجهول، على الرغم من ان غريزة الخوف الجمعي فرضت على الغربيين اقامة تحالف لا سابق له في اية حرب سابقة، فلم يجد الاخرون بدا من دخول السقيفة مخافة ان يتهموا بالتشفي، او ان يسجلوا في قائمة دول تحالف الشر.

اما في الشرق، الاسلامي حصرا، فقد كان المنطق متدثرا هناك باوهامه واكاذيبه وهرطقاته قبل ان تتساقط عليه انباء العاصفة، فلجأ، كما في كل مرة يتطلب فيها الموقف تفكيرا جديا، الى الرطانة والتمنيات والانتظار، وفي الصباح الثاني امتلأت المانشيتات بالزعيق: امريكا قصفت نفسها توطئة لاتهام الاسلام والمسلمين بالجريمة، بل ان المحامي المصري المتقاعد محمد الاميرعطا اقام الدعوى على سلطات الطيران الامريكية بتهمة قتل ولده محمد عطا الذي عرف انه قائد الفريق الانتحاري الذي نفذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر، اما المحللون السياسيون فقد حللوا كل شيء باستثناء ما ينبغي تحليله فعلا: كيف يتحول الاسلام الى خلفية لمثل هذه الجريمة التي اودت، في رمشة عين، بحياة ثلاثة آلاف موظف وشغيل وعامل اطفاء لا علاقة لغالبيتهم الساحقة بحكوماتهم او بالسياسة، وليس لديهم مشكلة حقيقية مع الاسلام والمسلمين؟.

ثمة في التفاصيل التي ازدحمت فيها الاخبار طوال السنوات الخمس العجاف الكثير من الوقائع عن النمو المضطرد، في ثنايا الانتاج الثقافي والسياسي والفكري، للكراهية والعصبية والخوف وانعدام الثقة والعزل وازدراء الشعوب المغلوبة على امرها، وعن تراجع بيّن للحكمة وقيم الصداقة والاعتدال، وفي تلك التفاصيل نستدل الى الجواب عن السؤال المؤجل عن العلاقة بين تفجير مركز التجارة الدولي في نيويورك بتفجير سوق الشورجة التجاري في قلب بغداد، وهل يكفي القول ان الامر ينطوي على محاولة احياء منطق ما بعد الخروج من الكهف..او ما قبل الدولة؟

ــــــــــــــــــــــ

..وكلام مفيد

ــــــــــــــــــــــ

“لا اريكم إلا ما ارى”.

فرعون









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا