الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحادي عشر من سبتمبر وانعكاساته على روسيا الاتحادية

فالح الحمراني

2006 / 9 / 11
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001


بعد الاعمال الارهابية في نيويورك في 11 سبتمبر 2001 اعلن الرئيس فلاديمير بوتين عن انضمام بلاده لما يسمي بالتحالف المناؤ للارهاب.وما زال الكرملين يتباهى بان بوتين كان اول زعيم اجنبي يتصل هاتفيا بالرئيس جورج بوش ليعلن وقوف روسيا لجانب امريكا في المحنة، ودون قيد او شرط. وعقدت موسكو الامال والرهانات على انه وبعد هذه الاحداث المروعة فان الغرب سوف يحتضنها كشريك ويعيد لها الاعتبار كدولة كبرى، ويتفهم ايضا سياسة الكرملن في الشيشان باعتبارها عملية لمكافحة الارهاب، ويتغاضى ايضا عن التجاوزات التي تقع في مجال حقوق الانسانية وحرية الصحافة والعقيدة.
ودون شك فان روسيا انضمت بعد تطورات الاحداث التي اعقبت الحادي من سبتمبر روسيا في مجموعة اللاعبيين الدوليين على الساحة السياسية، وكانت روسيا قد وقفت قبل الحادي عشر من سبتمبر، على هامش السياسة الدولية بيد ان الغرب ادرك في خريف 2001 صعوبة تسوية النزاعات الدولية من دون موسكو.
ولم تتاكد للنهاية صدقية التنبؤات التي رصدت تبلور هدف واحد جمع الولايات المتحدة الامريكية وروسيا تمثل بمحاربة الارهاب وان احدهما سيفهم الاخر بشكل افضل.فبعد 11 سبتمبر مباشرة كان من الممكن ان نلاحظ فعلا حدوث تقارب بين الجانبين. فموسكو باركت نشر امريكا قواعدها في جمهوريات اسيا الوسطي. وتعاملت مع التطور على ان امريكا اخذت على عاتقها مسالة الدفاع عن تخوم روسيا الجنوبية من تغلغل الاسلاميين المتطرفين ومن عمليات تهريب المخدرات.بيد انه اتضح بعد حين ان امريكا لاتروم الاكتفاء بالتواجد العسكري في المنطقة. فواشنطن شرعت بنشر نفوذها السياسي والاقتصادي في جمهوريات اسيا الوسطى وجورجيا واوكراينا. فاثار ذلك حفيظة الكرملين، وقرر عدم السماح به فظهرت مؤشرات انتهاء شهر العسل الذي بدأ مع احداث 11 سبتمبر المأساوية.من جانبها اشهرت امريكا بوجه روسيا فاتورة انحسار الديمقراطية التي بلغت ذروتها بمحاكمة الملياردير رئيس شركة يوكوس النفطية العملاقة ميخائيل خودوركوفسكي.وثمة اجماع على ان روح التضامن بين موسكو وواشنطن بين روسيا الذي خلقه 11 سبتمبر قد ذهب دون رجعة. واعربت روسيا على مختلف الاصعدة عن شكوكها بمصداقية نوايا الولايات المتحدة الامريكية بمكافحة الارهاب، وتحدثت ايضا على لسان وزير خارجيتها عن ان واشنطن توظف قضية مكافحة الارهاب لتحقيق اغراض سياسية بحته، وتخلط الاوراق في العملية، وتتجاوز تحت تلك الشعارات على مصالح روسيا وغيرها من الدول. واعربت عن الغضب من منح دول غربية لاسيما امريكا وبريطانيا حق اللجوء السياسي بل والمواطنة لمجموعة من قيادات الحركة الانفصالية الشيشانية الذين تتهمهم موسكو بالارهاب، مثلما يتهم الغرب قادة القاعدة به.
وظهرت في دوائر الدفاع عن حقوق الانسان بالغرب حينها هواجس من ان يستغل الرئيس بوتين احداث 11 سبتمبر في نيويورك وما اعقبها من ما يسمى بالحرب على الارهاب من اجل تبرير ممارسات موسكو في الشيشان والتضييق على الحريات العامة.ورغم انه يمكن القول بان بوجود اسا ما لتلك المخاوف شئ، الا المجتمع الروسي وبعد مرور 5 سنوات على احداث 11 سبتمبر الروسي لم يعد يحفل كثيرا بالشيشان لان النزاع هناك تحول الى نزاع محلي وانيطت ادارة الجمهورية لابناء الشيشان، وان الصراع على السلطة والنفوذ يدور بين الشيشان انفسهم، وتدير موسكو التطورات هناك عن بعد.
وتركت احداث 11 سبتمبر دون شك تاثيرات على الوضع الداخلي الروسي. فالمعروف ان تلك الاحداث الهمت القوى التي تتخذ من الارهاب وسيلة لتحقيق اهدافها السياسية، وممارسة قتل الابرياء لترويع الدول وشعوبها. وهكذا فان روسيا شهدت بعد الحادي من سبتمبر ابشع الاعمال الارهابية، حيث فجرت نساء ورجال انفسهم في عربات مترو الانفاق والاسواق العامة والملاعب الرياضية ودمرت البيوت وقتل ساسة ليحصدوا ارواح المئات من الابرياء. وكان ابشع تلك العمليات السيطرة على مدرسة الاطفال في 1 سبتمبر 2004 في بلدة بيسلان في القوقاز التي راح ضحيتها 333 شخصا اغلبهم من الاطفال والنساء. واطلق على الحادث " 11 سبتمبر روسي".والمعروف ان روسيا اجرت العديد من التعديلات على قوانينها الجنائية والادارية ونظامها السياسي في ضوء تنامي الاعمال الارهابية بعد 11 سبتمبر في نيويورك.
ان هاجس وقوع الاعمال الارهاب ورغم تصفية زعماء الحركة الانفصالية مازال قائما في روسيا، لاسيما في ضوء انتشار الاعمال المسلحة في جمهوريات شمال القوقاز.وتحدث الاستخبارات الروسية مرارا عن القاءها القبض على ارهابيين كانوا يخططون لتكرار سيناريو العملية الارهابية في 11 سبتمبر في الاجواء الروسية.
*اعلامي عراقي مقيم في موسكو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية