الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نتائج الحادي عشر من ايلول

صبيحة شبر

2006 / 9 / 11
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001


تمر الذكرى الخامسة ،، للحادي عشر من أيلول ، وعالمنا أكثر تأخرا وتناحرا ، وتفرقا ،كثر الظلم واستبد الظلام ، أصبح الإنسان متشائما من إمكانية التغيير نحو الأفضل ، وهو يجد ان كل أمر يسوء ، وتشتد النعاسة ، ويخيم القنوط ، وتتبدل حياة الناس الى ذل منقطع النظير ، أعمال قام بها مجموعة من الأشخاص الذين ينظرون الى الدنيا ، وكأنها مجموعة من القنابل والمتفجرات ، يلقونها في جمع من الناس ، فيصيبون بها البريء قبل المذنب ، وهم يظنون أنهم بعملهم غير المدروس ، يحاولون ان يخففوا من الظلم ، واذا بهم يزيد ونه حدة بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ الحديث ، تراجعت الديمقراطية ، وخفتت الأصوات المنادية بها ، وتعالت تلك الصرخات المنادية بالثأر ، والانتقام من القتلة الذين أدى فعلهم الى سقوط العديد من الأبرياء ، أصبح العالم ينظر الى المسلمين ، وكأنهم مجموعة من القتلة ، الذين يسعون الى سفك الدماء ، ولا يهمهم أمر الأبرياء ، اخذ الناس في العالم الذي يطلق عليه لفظة المتمدين ، يفتش عن تاريخ المسلمين ، ليجد لفظة تبرر سفك الدماء في كلام أي شخصية تاريخية ، ثم لينادي بعد ذلك متهما الدين كله ، انه قام على إسالة دماء الأبرياء ، وانه قام بقوة السلاح ، ولم يقم بالإقناع حسب ماجاء به القران الكريم ( لا إكراه في الدين ) استغلت أمريكا هذه الحادثة ، لتزيد من شراستها والتي لم تكن قليلة يوما من الايام ،، ضد قوى التقدم والعدالة في العالم ، أصبحت لاتفرق بين الإسلام كدين إنساني له أتباع كثيرون ، في العالم اجمع ، يؤمنون بالمباديء الإنسانية الكثيرة التي جاءت به ، مثل إنصاف المظلوم ، ونجدة الملهوف ، وإغاثة المحتاج ، ومساعدة الضعيف ، ومقاومة الظلم ، ومحاربة الاستبداد ، وكل هذه المباديء النيرة التي أتت بها الأديان ، أصبح كل مسلم مدانا بشريعة أمريكا ، ولم تفرق بين المسلم الذي يدعو الى احترام الإنسان ،، وعدم فرض المعتقد بالإكراه ، وبين الإسلام السياسي ،،الذي يدعو الى فرض الدين بالقوة ،، وليس بالإقناع الهاديء ،، القائم على الإتيان بالأدلة المنطقية والبراهين العقلية ،
انتهزت أمريكا هذا الحادث ،، لتقوم بفرض سياساتها العدوانية على العالم اجمع ، مدعية انها معرضة للعدوان من قبل هذه الجماعات ، وان عليها ان تقوم بواجبها ، للدفاع عن نفسها ،، ضد تلك الجماعات الإرهابية التي تسعى الى محاربة أمريكا ، كدولة وشعب ، وقام الصراع الرهيب بين أمريكا التي ادعت انها تمثل الحضارة الإنسانية ،، والرغبة في التحضر والديمقراطية ،، ومحاربة العنف ، قام الصراع القوي بين أمريكا ،، والجماعات الإرهابية التي وجدت ان العودة الى ما قبل ألف من السنين ،، هو مطلب مبدئي،، يتيح لها ان تنتصر على أعدائها ،، ناقلة البشرية من ظلام الجهل ،، الى نور العلم والإيمان ، أرادت تلك القوى ،، ان تعود بنا الى الوراء متناسية ، الآلاف من المكتسبات الإنسانية ،،التي حصل عليها الإنسان ،،نتيجة نضاله الطويل ،، ضد التخلف والجهل ،، والمرض والفاقة ، حاربت المدارس الحالية ،، ودعت الى بقاء النساء في البيوت ،، وعدم التعلم الحديث وادعت ان العلم الحديث ،،مدعاة الى الكفر والإلحاد ، أصبح العالم وخاصة المنطقة المتوترة منه ،، والتي ندعوها بالشرق الأوسط في قلق دائم ، احتلت أفغانستان ،، ثم احتلت العراق ،، وان كان السبب في الاحتلال ،، يختلف بين الدولتين ، الا ان انعدام الحريات ،، والنظام الشمولي القائم على الاستبداد ،، هو السبب الذي حدا بأمريكا للقيام باحتلالها للدولتين ، أصبحت أمريكا بنظر بعض الناس البسطاء ،، حامية للديمقراطية وحقوق الإنسان ، وأصبحت دول عديدة مهددة بالاحتلال ،، وفرض العقوبات الاقتصادية ،، وسياسات التجويع لأنها اختطت لنفسها ،، سياسة بعيدة عما تريده أمريكا ، أصبح العالم كله يسير وفق السياسة الأمريكية
الشعوب العربية في هذه المنطقة المتوترة ،، والغنية بالثروات كانت تحلم بتحقيق الديمقراطية ،، أسوة بالشعوب الأخرى ، ولكن هذا المطلب أصبح الآن بعيد المنال ، أضحى الناس يركضون نحو مطالب ،، ابسط من الديمقراطية مثل الأمان والاستقرار ، وان تتحقق أهداف لنا أكثر سهولة ،، مثل الصحة والتطبيب ، والحصول على عمل مناسب ، والتمتع باجر يلبي الحاجات الضرورية للإنسان ، أمريكا والحكومات العربية تتعاونان فيما بينهما ،، لسلب المواطن حقه في الحرية والعدالة والمساواة ، والتمتع بحياة أكثر جمالا ، تخلو من المنغصات ، الأنظمة العربية تجد من مصلحتها ان تبعد شعوبها ،، من التمتع بالديمقراطية والحرية ، فهي تلبي وتنفذ سياسات أمريكا بالمنطقة وان حاولت ان تبدو بمظهر المعارض لتلك السياسات ، كما ان من مصلحة أمريكا ان تبقى الحكومات الظالمة في سدة الحكم ، لأنها تخشى ان جاءت حكومات شعبية ، تقف موقف المعارض للمصالح الأمريكية بالمنطقة
تحاول الحكومات ان تعسكر الحياة ، وان تبعد الحياة المدنية عن الأنظار متذرعة ان العدو على الأبواب ، لتلهي المواطن عن التفكير بتحقيق حلمه الأزلي بالديمقراطية والحرية ، وهي بحقيقة الأمر لم تعمل شيئا ،، لمحاربة العدو الحقيقي وليس من مصلحتها ان تحاربه
أثرت أحداث الحادي عشر من سبتمبر على الحياة الاجتماعية ، بان جعلت الأسر تتفكك بعد ان كانت متلاحمة ، تتعاون فيما بينها كما أثرت على الحياة الاقتصادية اذ ربطت الاقتصاد الوطني بالسوق الرأسمالي ، وتركت بعض الدول صناعاتها الوطنية ،، التي كانت متطورة نسبيا ، لتعتمد اعتمادا كليا على الاستيراد ، وخسرت المراة الكثير من الحقوق التي استطاعت ان تنالها بتضحياتها الجسام ، وأضحى وضعها يتراجع كثيرا عما كان عليه قبل الإحداث
استغلت الحكومات الغربية هذا الوضع في اختراق القوانين المدافعة عن حقوق الإنسان ،، والحريات التي كان يتمتع ،، بها المهاجرون من دول الشرق الاوسط الى الدول الغربية ، فزادت الرقابة على حياة الأفراد وسلبت حرياتهم ، وأصبح كل شخص قادم من دولة شرق أوسطية إرهابيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-