الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين تسييس المثقف و تثقيف السياسي

رمضان بوشارب
كاتب-شاعر هاوي - رسام - خطاط

(Bouchareb Ramdane)

2022 / 4 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


لو نتكلم عن المشهد الثقافي عندنا، وعن دور المثقف في تغيير ذهنية هذا المجتمع وبنائه، كل في دائرة اختصاصه.
هنا يتوجب علينا أولا، أن نبحث في ماهية هذا المثقف، والذي كان ولا يزال تائها يبحث عن ذاته، بين من هم أشباه مثقفين محسوبين على الثقافة، وبين من تولوا زمام الأمور.
أولئك الذين راحوا يتكلمون بلسان من هم ربما أحسن منهم، ومن هم في طريق بناء أنفسهم، فلم يجدوا من يشد على أيديهم، فيقودهم إلى سبل النجاح.
أو حتى ينزعوا من أفكارهم عقدة التسلط والزعامة، فيسلموا المشعل لجيل لم ولن يؤمن بذلك الموروث الثقافي الاستعماري الدخيل.
كما أننا سنجد أنفسنا كذلك بأننا قد وصلنا إلى نقطة التوقف والتفكر والتدبر.
ثم نعود إلى السطر إذ يتحتم علينا ساعتها أن نشترك في سؤال ومحاولة البحث عن إجابة له.
وهو ما نوع ثقافتنا؟
هل هي ثقافة نابعة من ديننا الحنيف، وضعوا في طريقها متاريس كي لا تتماشى ولا تواكب المتغيرات العصرية ؟
أم هي ثقافة عربية متفتحة على كثير من الحضارات ومختلف الأديان؟
أم تراها مجرد موروث حضاري استدماري مفروض علينا، تم ترسيخه في أذهاننا وتقنينه، وتسطيره لنا كي نمشي وفق ما سطر لنا، دون أن ندري إلى أين سيصل بنا.
وهنا يمكننا القول، أنه من الواجب علينا أن نضع حدا فاصلا لنقف عنده فنتدارك أنفسنا، قبل الضياع الأخير، حيث لا مجال لطوق النجاة، فننقذ ما تبقى مما يجب إنقاذه من نُخبٍ شابة .
ولذا صار من المفروض علينا، تثقيف السياسي بدلا من تسييس المثقف، وليس هذا فحسب، إنما علينا أن نفكر في كيفية خلق سلطة ثقافية معاصرة، من شأنها مجابهة الامتداد الاستعماري القديم، والتكيف ومستجدات الاستعمار الثقافي الجديد.
والعمل على إيجاد آليات، لتحصين مثقفينا من كل فيروس فكري دخيل، خاصة عقول الناشئة من أبنائنا.
لقد صار لزوما علينا أكثر من ذي قبل، أن نحرر تلك المستعمرات الفكرية، التي تستوطن جماجم الموضوعين على رأس الثقافة، فيسيرونها بتوجيه محكم ومدروس، من لدن أعداء الأمة، فتهوى بنا في هاوية لا قرار لها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل


.. القوات الروسية تعلن سيطرتها على قرية -أوتشيرتين- في منطقة دو




.. الاحتلال يهدم مسجد الدعوة ويجبر الغزيين على الصلاة في الخلاء


.. كتائب القسام تقصف تحشدات جيش الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم




.. وزير المالية الإسرائيلي: إبرام صفقة استسلام تنهي الحرب سيكو