الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحصار ، مي الصايغ

مهند طلال الاخرس

2022 / 4 / 13
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


“الحصار” كتاب لمي الصايغ ، يقع على متن 296 صفحة، صادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر سنة 1988، وهو تسجيل وتوثيق لأيام الحصار التي واجهتها الثورة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية في بيروت عام 1982.

وعلى امتداد 296 صفحة تروي مي الصايغ وبلغة شاعرية جزلة ومكثفة وقائع الحصار الذي عاشته مدينة بيروت واهلها والثورة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية، وكانت الكاتبة شاهدة عليه بفعالية الكلمة والقلم والموقف والدعم اللوجستي والاسناد والتجهيز وحتى السلاح، كل ذلك تأتى لها بحكم موقعها التنظيمي، ومن موقع الإنسان، والشاعر الوطني، والمسؤول الطليعي، وهذا كله قد ينجح باعطائنا لمحة موجزة عن قيمة وقامة هذه الشخصية صاحبة هذا الكتاب، ويدفعنا لمعرفة المزيد عنها، وهذا ما قد يتأتى لنا بالاطلاع اكثر على سيرتها الذاتية والتي تفيد بان: ميّ الصايغ كاتبة وشاعرة فلسطينيّة معروفة في الدوائر الثقافيّة العربيّة، تتسع دائرة اهتماماتها لتشمل – بالإضافة إلى الشعر- القضايا السياسيّة وقضايا المرأة. إذ تولّت الأمانة العامة لاتّحاد النساء الفلسطينيّ، وقادت الجهود النسائيّة الشعبيّة لدعم صمود الشعبين الفلسطينيّ واللبنانيّ أثناء حصار بيروت، ولها دور معروف في إنقاذ أرواح الجرحى الفلسطينيين أثناء احداث أيلول الأسود في الأردن سنة 1970، اضافة الى ترؤسها وقيادتها للتنظيم النسائي في فترة تواجد الثورة في الاردن وحتى رحيلها عنها.

مي موسى الصايـغ:
ولدت عام 1940 في مدينة غزة
درست الفلسفة وعلم الاجتماع في كلية الآداب ـ جامعة القاهرة.
كرست حياتها للنضال الوطني، وتفرغت للعمل في حركة فتح عام 1968، وأصبحت عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح، والمجلس المركزي، والمجلس الوطني لمنظمة التحرير منذ 1973.
شغلت منصب الأمينة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية 1971 ـ 1986.
شاركت في أسرة تحرير (فلسطين الثورة) 1971 ـ 1975.
عضو المكتب الدائم للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي منذ 1975، واتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين.
مثلت المرأة الفلسطينية في العديد من المؤتمرات والندوات العربية والدولية.
كتبت الشعر في سن مبكرة، ونشرت قصائدها ومقالاتها في مختلف الصحف والمجلات العربية.
دواوينها الشعرية: إكليل الشوك 1968 ـ قصائد منقوشة على مسلة الأشرفية (بالاشتراك) 1971 ـ قصائد حب لاسم مطارد 1974 ـ عن الدموع والفرح الآتي 1975 ـ الحصار (مجموعة نثرية شعرية 1988)، بانتظار القمر (رواية). هذا إلى جانب كتاباتها العديدة في مجلّة «الكرمل»، و«الكاتب»، و«شؤون فلسطينيّة»، و«السّفير».

وبالعودة لكتاب الحصار؛ فالكتاب وثيقة غاية في الاهمية، فهو يمثل شهادة حية على الحصار، وهي شهادة الابناء والعائلة والشارع والجماهير والمقاتلين وعموم الناس على اختلاف شرائحهم ومشاربهم ومذاهبهم تحت الحصار، اضافة الى ميزة تسجيل الوقائع دون ان تقع الكاتبة في اسقاطات اللحظة.

والكتاب في المحصلة، ليس مذكرات ذاتية بصفة مجردة، بل هو نص نثري وشعري اخذ دروب الرواية التوثيقية والتسجيلية باقتدار، علاوة على قيمته كشهادة ادبية وتاريخية على الحصار، اضافة الى امتلاكه ميزة النص الادبي متعدد الاسماء، والذي نجح بان يحمل نفسًا ملحميًا سطرته الحرب وخلدته ابداعات الثورة على الصمود.

الكتاب جاء بلغة شاعرية مفعمة ومكتنزة بالمعاني والصور ، لكنها لا تبتعد عن الواقع والوقائع، ولا تحلق في الخيال حرصا على النص ومصداقيته وقيمته التوثيقية والتاريخية.

وهذا الكتاب جاء ليكمل مشهد الاحاطة بالحصار والذي بادر عدد من الكاتبات والكتاب، الذين عاشوا الحصار بكل تفاصيله، إلى توثيق الحصار في أعمال أدبية شعرية وقصصية وروائية، وفي مذكّرات ويوميّات وسير ذاتية، نذكر من بينها على سبيل المثال لا الحصر: "ذاكرة للنسيان" لمحمود درويش، "ثمانية وثمانون يومًا خلف متاريس بيروت" لمعين بسيسو، "آه يا بيروت" لرشاد أبو شاور، و"الحصار" لمي الصايغ، بيروت بيروت لصنع الله ابراهيم، والحصار "يوميات بيروت 1982" لعلي حسين خلف، ايام الحب والحصار نبيل عمرو ، واطول ايام الزعيم نبيل عمرو، وورق حرير لزياد عبد الفتاح، واطفال الحصار ل بولين كاتنج، الناس والحصار ل محجوب عمر، حياة حصار ودروب المنفى لفيصل حوراني، وابراهيم الوحش في كتابه الضخم مأساة بيروت في الشعر العربي المعاصر وغيرهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صنّاع الشهرة - تعرف إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المفيدة والمج


.. ماذا وراء المطالب بإلغاء نحر الأضاحي في المغرب؟




.. ما سرّ التحركات الأمريكية المكثفة في ليبيا؟ • فرانس 24


.. تونس: ما الذي تـُـعدّ له جبهة الخلاص المعارضة للرئاسيات؟




.. إيطاليا: لماذا تـُـلاحقُ حكومة ميلوني قضائيا بسبب تونس؟