الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعليقاً للقاء الجبهة الثورية بسفرء دول الإتحاد الأوروبي بالخرطوم:

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2022 / 4 / 14
الصحافة والاعلام


(رأي خاص)

إجتمع وفد الجبهة الثورية السودانية بقيادة رئيسها د. الهادي إدريس برئيس بعثة الإتحاد الأوروبي والسفراء الأوربيين في الخرطوم بتاريخ 13/4/2022 ضمن سلسلة اللقاءات التي تعمل الجبهة الثورية أن توصل مبادرتها من خلالها، وقد جاء الإجتماع المهم بغرض تقديم وعرض مبادرة الحوار للشركاء الأوروبيين من أجل البحث عن حل لأزمة السودان السياسية، ونظراً لما تم؛ فان المبادرة الآن في طورها الأول المقصود به تنويير جميع أطراف الأزمة السودانية، وتمليك رؤية الجبهة الثورية للشركاء الإقليميين والدوليين بشرح موقفها وما أنجز والمحتمل إنجازه لاحقاً، والمرحلة الآتية والمنتظرة من جميع المتابعيين للوضع العام؛ وحسب ما نتوقع؛ سيتم فتح المبادرة للتحاور المباشر والقائم علي المُصراحة بين جميع المكونات الحادبة علي مصلحة السودان، ويتم ذلك طبقاً لجدولة ومُدّد زمنية موضوعة لهذا الأمر، وإجتماع اليوم إستعرض مبادرة الحوار ومراحلها بشكل جيد وفقاً لما جاء في منشور مبثوث علي الوسائط عن الأستاذ أسامة سعيد الناطق الرسمي باسم الجبهة الثورية، وقد حث المنشور في مؤخرته دول الإتحاد الأوروبي علي دعم السودان لإنجاح عملية الحوار السياسي والإنتقال إلي دولة السلام والديمقراطية والمواطنة بلا تمييز.

أعتقد أن مبادرة الجبهة الثورية تخطت مرحلة تربُص بعض المجموعات الساعية لإجهاضها منذ إعلانها عقب بيان المؤتمر التداولي الأول للجبهة الثورية باقليم النيل الأزرق، وقد تجاوز المبادرون هذا الطريق الوعر والمحفوف بالأشواك بتحكيم أبصارهم وأشواقهم تجاه قضية السودان أولاً، وأخيراً تمكنوا في وقت وجيز من طرح مبادرة الحوار "داخلياً وخارجياً"، والإتجاه بها بذات الهمة والفاعلية نحو إستكمال هذا المشوار الشاق للعبور نحو حلول سياسية سودانية لمشكلة السودان وإخراج البلاد من دائرة الإنهيار المؤكد حسب المؤشرات فيما يخص القضايا الأمنية والإقتصادية، وكل هذا متصلاً ومضاف لشعور الجميع بأسوء حالات الإحباط الناتج عن الخوف من مآلات الراهن السياسي والإجتماعي والأمني.

بلادنا تعبر أخطر منعرج سياسي نحو إستعادة المكتسبات في طريق التغيير الذي تحقق بفضل نضالات الملايين من النساء والشباب في الريف والمدينة، ويتوجب علينا إستبدال وضع السودان الآن عبر الإنتقال من "حالة التدميير إلي التعميير" بانتهاج حوار جامع نستمع فيه لأراء بعضنا البعض دون تشنج قد يذهب بالبلاد برمتها إلي ما لا يُحمد عقباه، وعاقبة الحوار دوماً ستفتح مساحة لحل كافة المشكلات مهما كان حجمها، والعالم اليوم مستعد للمساعدة من أجل ضمان مخرج آمن للسودان لمنع إنهياره كما هو حال عدد من الدول في المنطقة؛ لذلك يجب فتح عملية سياسية جديدة للسودان لا يقودها المجتمع الدولي منفرداً بل السودانيين أنفسهم يخوضنها لحل مشكلاتهم السياسية والإقتصادية والأمنية بدعم العالم لهم، ويجب علينا حشد الطاقات الوطنية للدفع بعجلة التغيير إلي الأمام من أجل السودان المنشود.

أخيراً، أدان وشجب طيف واسع من السودانيات والسودانيين فيديو منقول مباشرةً عبر وكالة السودان للأنباء حول جلسة محاكمة الإنقاذيين الإنقلابيين، وحوى الفيديو حديث عنصري لإثنان من هيئة الدفاع عن المتهميين؛ تفوه أحدهم بـ"ألفاظ عنصرية ضد الأستاذ لقمان أحمد وسب العقيدة" بينما الأخر يحاوره بذات النهج العنصري، وهنا نودُ ذكر هذه الحادثة لا لإستنكارها فقط لكن أيضاً لإظهار مدى إنحطاط الوضع في بلادنا المنحدرة إلي قاع البؤس، ونريد عكس حاجة السودان للتغيير الجذري الذي يقضي علي مفاهيم السودان القديم وينهي كافة مظاهر التمييز العنصري ويبني دولة للسلام والمواطنة المتساوية بين السودانيين، ويعتبر حديث العنصرة جزء لا يفتك أبداً عن تركيبة معادلة مشكلة السودان، وهذه المعضلة لا يمكن حلها إلا بالجلوس علي طاولة حوار صريح يناقش جميع أجزاء الأزمة السودانية ويضع لها حلول.

لدينا فُرص جيدة لبناء دولة ومجتمع السودان الجديد يجب أن لا نضيعها كسالفاتها في العهود السابقة، وعلينا أن نوجه أبصارنا للمستقبل لا لخرافات الماضي السحيق الذي يلاحقنا كشبح عابر للعصور والأزمنة، ولا يمكن القضاء علي التفرقة العنصرية إلا عبر تنفيذ إتفاقية جوبا لسلام السودان والعودة إلي المسار الديمقراطي مروراً بسن تشريعات تجرم العنصرة وتعاقب من يرتكبها عبر أجهزة قضائية غير مسيسة تعمل علي تحقيق وترسيخ العدالة وتنفيذ القانون علي الجميع، وتعيد حادثة شتم الأستاذ لقمان أحمد للذاكرة صور ومشاهد من حوادث مشابهة لها، وتم فيها إستهداف المعتقدات الآخرى في مجتمع متنوع الأديان والأعراق والثقافات، وكيما يتم الحفاظ علي السودان مُوحداً ومستقراً يعترف بألوان الجميع يتطلب ذلك مواصلة العمل بمسؤلية وصبر لإدارة حوار جاد ومنتج يعيد السودان إلي طريق الحرية والسلام والديمقراطية والعدالة الإجتماعية.

14 أبريل - 2022م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا تحظى هؤلاء السياسيات الثلاث بشعبية كبيرة في أوروبا؟ |


.. سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان على مستوطنة كريات شمونة




.. انطلاق أولى مناظرات الانتخابات الرئاسية المبكرة لاختيار خليف


.. دمار هائل خلفه فيضان ضرب مدناً في الجنوب الصيني




.. اشتعال السيارات صيفا لأسباب لا تخطر على بالك.. إليك أبرزها