الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحادي عشر من أيلول... الذاكرة الاليمة

شاكر الناصري

2006 / 9 / 12
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001


ليس هناك ما هو اشد وطأة من الالم الذي كون ذاكرة من يعيشون في هذا العالم يمكنه ان يكون مرادفا لاستذكار الاحداث الارهابية الدامية في 11 ايلول 2001، فكل شيء في هذا الحادث الكارثي الذي ترك بصماته على كل الاحداث العالمية التي اعقبته، مؤلم ومرعب وهاجس دائم من تكرار تلك المشاهد المرعبة، على الرغم من انها تكررت ولكن بصور مغايرة، في مدريد ولندن واسطنبول وبالي وبغداد ...واماكن اخرى يصعب تعدادها.
الاحداث المفرحة في هذا العالم بدأت تترك لحظاتها الى ما يحمله لنا الارهاب من فجائع تدفعنا لاستذكارها وكانها علامات شاخصة في مسيرة البشرية المعاصرة وأن العالم قد نسي احداثا كثيرة مفرحة وتحمل معاني انسانية وامآلا كثيرة. انه عالم اليوم الذي يراد له ان يكون عالما مشحونا بالقلق وترقب لحظة الانفجار وتطاير الاشلاء والابنية والقطارات.عالم اصبح فيه الانسان رهينة للاعلام التهويلي وانتظار ما تسفر عنه قرارات رجال السياسة واتجاهاتها والحكومات ومصالحها وستراتيجياتها او الشركات العملاقة التي تجد في ما يحدث لهذا العالم فرصة للربح وتحقيق ما عجزت عنه قرون طويلة وان كان ذلك عبر تطوير أسلحة هائلة التدمير اوعبر تصنيع ما يبقي العالم يعيش دوامة الحرب والقلق .
الاحداث الدامية في 11 أيلول 2001 احدثت شرخا كبيرا في الاوضاع العالمية وغيرت مسار الاحداث والمعادلات السياسية التي كانت قائمة آنذاك. لقد أوجدت عالما آخرا يشكل الارهاب والتطرف الديني والقومي او البروز المتصاعد للحركات العنصرية واليمينية المتطرفة علاماته المميزة، عالما تشكل الصراعات الدينية ظاهرة مميزة ومتحكمة في تعقيد اوضاعه ورسم مستقبل قاتم ومضطرب، فيما وجدت الجماعات والكيانات القومية في ما يحدث لهذا العالم فرصة لاظهار عزتها وتعاليها القومي وطموحاتها في اقامة وتحقيق كيانات ودول قومية، عالما أصبحت فيه الديمقراطية وحقوق الانسان والحرية راية لشن حروب مدمرة وحصدت أرواح عشرات الالاف من الابرياء، عالما تعززت فيه مكانة تيارات الاسلام السياسي واصبحت قاب قوسين او ادنى من الوصول الى السلطة السياسية في الكثير من البلدان العربية والاسلامية واصبحت هذه التيارات تمارس ضغطا كبير ومتواصلا في الكثير من الدول الاوربية من أجل الاعتراف بوجودها واقرار شريعتها .
الارهاب الاسلامي ممثلا بالقاعدة والحركات السلفية الجهادية وبن لادن او مجرم ومتعطش للقتل كمحمد عطا وغيره ممن أرتكبوا جريمة 11 أيلول و شنوا غزوة مانهاتن قد اعطوا لامريكا فرصة تاريخية نادرة للانفراد بقيادة العالم وتسييره وفقا لمعطياتها ومصالحها. الجرائم الكثيرة التي اقترفت تحت ستار مكافحة الارهاب وأسقاط الانظمة الدكتاتورية وحروب امريكا في أفغانستان والعراق كثيرة وكلها تستحق ان تكون علامات شاخصة في مسيرة البشرية وان يستذكرها العالم كما يستذكر جريمة 11 ايلول 2001 كونها دليلا على البشاعة والانحطاط السياسي والغطرسة التي فرضتها امريكا على العالم وتريد ان تجعل منها سمة لهذا العصر.
الارهاب و التهديدات الارهابية المتكررة لبن لادن والظواهري وابي حفص المصري وغيرهم جعلت الانسان وفي كل مكان يعيش هاجسا مرعبا من ان جسده سيتطاير في لحظة ما يقرر فيها ارهابي ان يطرق ابواب الجنة وان تكون ارواح الابرياء وسيلته للتمتع بجنة سماوية ورضا الالهة عنه.السفر بقطار او طائرة او التواجد في اماكن عامة ومزدحمة باتت محكومة بظلال بن لادن والظواهري وتهديداتهم ، بل انهم باتوا موضوعا دائما في مجالس واحاديث الكثير من الناس. الوصول الى نهاية امنة لرحلة قطار او طائرة ما أصبحت أملا يراود الكثير من سكان معظم العواصم والمدن الاوربية.
ان البشرية التي تعيش على وقع الالام الكبيرة التي خلفتها احداث 11 أيلول 2001 قادرة على تجاوز هذه الالام وايجاد مساحات شاسعة من الامن والحرية السلام. غير ان أنقياد البشرية لسياسات امريكا والليبرالية الجديدة واليمين المتطرف وصراعهم الاعمى ضد قوى الارهاب سيجعلنا نعيش واقعا مؤلما يتكرر كل يوم وان جريمة 11 ايلول قد لاتشكل شيئا أزاءه. وان استذكاراتنا وذكرياتنا ستكون مؤلمة على الدوام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية