الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدينة القامشلي في ذاكرة الحزب الشيوعي العراقي 2

عادل امين

2022 / 4 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مدينة القامشلي في ذاكرة الحزب الشيوعي العراقي ـ 2 ـ
ـ لقاء في فرع الأمن العامة ـ
عادل أمـين
في شهر تشرين أول (أكتوبر)عام 1980 وصل الرفيق (أبو فرات) إلى القامشلي قادماً من بيروت في طريقه إلى كوردستان العراق للالتحاق بالفصائل المسلحة لأنصار الحزب الشيوعي العراقي التي كانت تقاتل ضد نظام صدام حسين الدكتاتوري، لا يتذكر بالضبط اليوم الذي حطت به الترحال في هذه المدينة إلا أنه يتذكر كان في أوائل الشهر، ولم يكن يتوقع ولا في ظنه سيأتيه من أمرٍ يغير وجهة سفره، ويبدل ما رسمه لنفسه أو كما تراءت في ذهنه المهام التي سيضطلع بها في كوردستان.
ظروف كوردستان ووضع الأنصار لم تكن بغريبةٍ عن فهمه، لقد عايشها في بداية سبعينيات القرن الماضي مع الرفاق الأخرين في قاعدة الحزب في (بير موس) التي كانت مقراً له آنذاك وكان مسؤولها العسكري الفقيد القائد الأنصاري (توما توماس) ومسؤولها السياسي الشهيد (عادل سليم).
عندما أقدم نظام البعث الدكتاتوري بداية سبعينيات القرن الماضي على حملته الإرهابية البشعة ضد الحزب بدءاً بالاغتيالات والاعتقالات والتصفيات الجسدية والسياسية وراحت ضحيتها كوكبة لامعة من قيادته وكوادره الشهيد محمد الخضري وقبله بفترة الشهداء شاكر محمود وعبد الأمير سعيد وستار خضير، أثبت للحزب دون المواربة أن نهج حزب البعث المعادي للحزب الشيوعي العراقي والسعي لتصفيته وهو نهج ثابت كالعهود السابقة لم ولن يتغير بالرغم من الوعود والخطابات المعسولة، حينذاك بدء الحزب بسحب مجموعة من كوادره من بغداد وبعض المحافظات الأخرى إلى قاعدة (بير موس) كإجراء احترازي للحفاظ على كوادره ، وكان (أبو فرات ضمن تلك المجاميع مع الرفاق صاحب الحميري، صاحب الحكيم، جميل ألياس، علي حسن، اسكندر، عزيز وسبقوهم إلى هناك الرفاق عمر الياس وعبد الرحمن القصاب ...وآخرين)، لقد كان القتال متوقفاً آنذاك بين الحركة الكردية ونظام البعث إثر بيان (11 آذار 1970) فكانت المناطق المحيطة بالقاعدة والمنطقة وكذلك في عموم كوردستان هادئة والحياة اليومية في المقر عادية. لقد عايش الرفيق (أبو فرات) ظروف الأنصار هناك، لذلك اللوحة التي رسمها في ذهنه عن مهامه هناك كانت شبه واضحة له، إلا أن الذي حدث معه في القامشلي لم يكن في مخيلته قطعاً، خاصة أنه لم يكن قد أُبلغَ مسبقاً في بيروت ما يخالف تلك التصورات التي كان قد رسمها وأعدها للمهام القادمة، حيث تم نقله اليوم الثاني من وصوله القامشلي إلى مكان أخر بمفرده، ولقائه بعده بأسبوع أو أكثر من نقله بالرفيقين سليمان يوسف (أبو عامل) وجلال الدباغ، كانت هي المفاجأة التي غيرت مشواره ووجهة سفره، إذ تم تنسيبه كمساعد لمسؤول محطة النقل للحزب الشيوعي العراقي في القامشلي.
لم يكن يعرف لا في حينه، ولا لاحقاً فيما إذا كان هذا التغير الذي طرأ على وجهة سفره جرى بمحض الصدفة، أو رسم له أثناء لقائه في بيروت مع الرفيق (أبو عامل) إذ أُبلغَ من قبل مسؤول منظمة الحزب في بيروت فجأة قبل أسبوع من سفره وبعجالة بفك ارتباطه من العمل والاستعداد للسفر إلى كوردستان، ومن ثم سفره سوية مع (أبو عامل) من بيروت إلى دمشق، أنه كان يعرف بأن (أبو عامل) عضو المكتب السياسي للحزب إلا أنه لم يكن يعرف بأنه هو المشرف الرئيسي على مكتب النقل بين القامشلي وكوردستان، أم تم باختيار الرفيقين (أبو عامل وجلال) له في القامشلي اثناء وصوله اليها. وهكذا نسب كمساعد لمسؤول المحطة وتم تَكليفَه بمجموعة من المهام المتعلقة بأمور الرفاق والنقل لإدائها مع المسؤول الأول الرفيق (جلال الدباغ).
في الشهر الأول من تواجده في القامشلي باشر بإداء المهام التي أُنيطت به وكذلك تَعرفَ على بعض الوجوه البارزة من القوى السياسية العراقية في المدينة، والرفاق السوريين المتعاونين مع حزبنا، ومسؤول مكتب شؤون العراق (أحمد ذنون ـ أبو مدين وهو عضو قيادة قطر العراق لحزب البعث الجناح الموالي لسورية) والشهيد محمد باخ ممثل الإتحاد الوطني الكردستاني في القامشلي الذي كان قد ساعد الرفيق جلال الدباغ الأيام الأولى قبل أن يكون للحزب التواجد الرسمي في المدينة ولا ينكر مواقفه الإيجابية من الحزب... وأخرين الذين تعرف عليهم فيما بعد، ولم يكن قبل تلك الأيام أي تواجد للحزب الديمقراطي الكردستاني في القامشلي بشكلٍ رسمي.
بعد شهر من وصول الرفيق (أبو فرات) إلى القامشلي وتحديداً في 18 تشرين الثاني، استجدت له مهمة أخرى إلى جانب مهامه السابقة وهي أن يكون ممثلاً للحزب في العلاقة مع فرع أمن الدولة (الأمن العامة) في القامشلي. كانت هذه المفاجئة الثانية له لكنها تختلف عن ما سبقتها من المفاجأة، وهي مثيرة حقاً بالنسبة له، وملئته الغبطة لأنها أول تجربة له في حياته الحزبية، وكُلف بأن يقوم في اليوم نفسه بزيارة للفرع وتعريفهم بنفسه كممثل للحزب، و بالمطالبة في نفس الوقت بأطلاق سراح مجموعة من رفاق حزب (كوك) من كوردستان تركيا وعددهم (11) شخصاً، كانوا قد هربوا من تركيا بسبب ملاحقة السلطات التركية بعد الانقلاب العسكري في 12 أيلول عام 1980 للقوى اليسارية والقومية آنذاك، واستطاعوا من إيصال أنفسهم بالتسلل ليلاً للحدود التركية ـ السورية إلى القامشلي وقد وقعوا في الليلة نفسها بقبضة مفرزة لأجهزة أمن الدولة (الأمن العامة) وادعوا أنهم أعضاء في الحزب الشيوعي العراقي، وذلك حسب الاتفاق والتنسيق بين قيادة الحزب الشيوعي العراقي وقيادة حزبهم، والآن بات على مسؤول المحطة في القامشلي التدخل لدى الجهاز المذكور وطلب اطلاق سراحهم وتسليمهم له، ولحد تلك اللحظة لم تكن لمحطة القامشلي أية علاقة مع فرع هذا الجهاز الأمني في محافظة الحسكة والذي مقره الرئيسي في قضاء القامشلي.
حوالي الساعة التاسعة مساءً يوم 18 تشرين الثاني أرسل الرفيق جلال الدباغ مسؤول المحطة الرفيق السوري (أبو وحيد) الذي كان مفروزاً من الحزب الشقيق للعمل مع الحزب الشيوعي العراقي وطلب منه إحضار مساعده (أبو فرات) فوراً لبيت الرفيق عثمان إبراهيم ( أبو شهاب) عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري ومسؤول منظمة الجزيرة للحزب، ولم يكن يتواجد آنذاك خط هاتف في البيت الذي يسكنه (أبو فرات)، فوصل برفقة ( أبو وحيد ) على الدراجة النارية إلى هناك، ولم تكن لديه أية فكرة عن الباعِث لهذا الاستدعاء الفوري ولا عن هذا اللقاء الطارئ، حال وصوله لبيت الرفيق عثمان وجد الاثنين (جلال وعثمان) بانتظاره، حال وصوله ولقائه بالرفيقين شرح له الرفيق جلال ملابسات قضية اعتقال هؤلاء الضيوف (أعضاء حزب كوك) والتزامات الحزب تجاه حزبهم وضرورة بذل اقصى الجهود لإطلاق سراحهم، وبما أن هذا أول حالة من نوعها التي تصادفها محطة القامشلي مع جهاز أمن الدولة، ولدتْ بعض المخاوف والتوجس من أن التباطء في اطلاق سراحهم قد يؤدي إلى إحالتهم إلى أجهزة قضائية أخرى في المدينة وبالتالي يتعقد الأمر ويخرج الموضوع عن السيطرة، لذا تستوجب المسألة العجالة بالمطالبة لإطلاق سراحهم وتسليمهم لمحطة الحزب الشيوعي العراقي في القامشلي.
أوعز الرفيق جلال لـ (أبو فرات) بالاتصال على وجه السرعة برئيس فرع أمن الدولة في المحافظة المقدم محمد طالب للقاء به وتعريفه بنفسه بالاسم الصريح كممثل للحزب الشيوعي العراقي في القامشلي وبأنه أي (ابو فرات) قد وصل القامشلي في الأيام القليلة الماضية ولم تتسنَ له الفرصة للاتصال بهم (أمن الدولة) لتعريفهم بنفسه، وإعلام رئيس الفرع بأن هذا التكليف قد جرى بالاتفاق مع حازم حسين ( جبار الكبيسي ) أمين سر قيادة قطر العراق لحزب البعث ( الجناح السوري) وأن يعطيهم رقم هاتف (جبار الكبيسي) للاتصال به إذا تطلب الأمر، وإن إقامته (أبو فرات) حالياً وبشكلٍ مؤقت في بيت الرفيق عثمان إبراهيم وهم يعرفون عنوانه ورقم هاتفه هذا أولاً ، وثانياً المطالبة بتسليمه هؤلاء الرفاق وعددهم (11) باعتبارهم أعضاء في الحزب الشيوعي العراقي وهم من الرفاق الكورد لا يجيدون اللغة العربية، هذا وأبلغه الرفيق جلال في نفس الوقت بانه من اليوم فصاعداً سيكون ممثلاً رسمياً للحزب مع الفرع بإيعاز من قيادة الحزب، وطلب منه التحرك على العجل بالاتصال بهم.
وتوخياً للدقة والأمانة لم يجر أي أتصال أو اللقاء للرفيق (أبو فرات) مع (جبار الكبيسي) ولم يكن تواجده لا باتفاق ولا بإيعاز من (الكبيسي) إنما كان ذلك مجرد ادعاء لاستقواء موقفه في لقائه مع قيادة الجهاز الأمني ليس إلا، هذا من جهة، ومن جهة أخرى تزامن الحدث فترة تشكيل جبهة (جوقد) في دمشق وكان الحزب الشيوعي العراقي عضواً فيها. وكانت العلاقة الرسمية للحزب في القامشلي مع المخابرات العسكرية، ومخازن أسلحة الحزب كانت محفوظة في ثكناتها، وكان آنذاك رئيس فرع الحسكة لهذا الجهاز المقدم (محمد منصورة) وهو شاب علوي ذكي وحزبي عقائدي ويكن الاحترام للحزب الشيوعي العراقي وبمعيته مجموعة من الضباط (المقدم سليمان مساعد رئيس الفرع، الضابط رياض أبو ريشة والنقيب صلاح مدير الانضباط العسكري وكذلك الإداري أبو غاندي والأخير كان حزبياً وعقائدياً يتفهم الأمور على النمط السياسي بالتعامل مع الأحزاب العراقية وليس على الأسلوب الأمني) وجدير بالذكر أوعز رئيس الفرع ( محمد منصورة ) في حينه إلى المخافر الحدودية تسهيل مهمة عناصر مكتب النقل للحزب وكان الرفيق ( جلال الدباغ ) نفسه يمثل الحزب بهذه العلاقة.
قبل أقدام (أبو فرات) الاتصال بمقسم أمن الدولة، قدم له الرفيق عثمان إبراهيم شرحاً وافياً عن الأجهزة الأمنية في المدينة.
الرفيق عثمان إبراهيم من الشيوعيين السوريين القدامى في مدينة القامشلي إذ أحتفظ بموقعه لعقود عديدة كمسؤول منظمة الجزيرة للحزب الشيوعي السوري التي تعتبر العمود الأساسي للحزب، جذوره الطبقية ينتمي إلى الأوساط الفقيرة كان يعمل عتالاً أيام شبابه في محطة السكك وفترة في سايلو الحبوب، كان له دوراً رئيساً في إنشاء نقابة العتالين في الجزيرة ونشط في وسطهم، كان عصامي النشأة لم يكن قد وصل إلى المراحل المتقدمة في الدراسة وربما لم يكمل المرحلة الابتدائية إلا أنه كان مواظباً في تنمية إمكانياته الثقافية والفكرية، كان يمتاز بكاريزما أوصلته إلى عضوية المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري وإلى عضوية مجلس الشعب السوري( البرلمان) ممثلاً للحزب، وكان له حضور متميز في الحياة السياسية في المدينة وبين القوى السياسية فيها، كان إنساناً متواضعاً يجمع بين المرونة والشدة في تعامله الحزبي، قاد منظمة الجزيرة بكل الجدارة، وكان يكن احتراما كبيراً للحزب الشيوعي العراقي ويعرف أغلب قادته.
إضافة إلى ما قدمه الرفيق عثمان من المعلومات عن الأجهزة الأمنية في القامشلي للرفيق (أبو فرات) إلا أنه هو الآخر كان نفسه يمتلك أيضاً معلومات لا بأس بها عنها من خلال مطالعاته عن المنظومة الأمنية السورية أثناء فترة وجوده في بيروت التي كانت آنذاك تحت حكم الجيش السوري.
بعد أن بانت مسالك الأمور للرفيق (أبو فرات) أتصل على الفَوْر من بيت الرفيق عثمان بمقسم أمن الدولة، عرفهم بنفسه كممثل للحزب الشيوعي العراقي وطلب مقابلة رئيس الفرع، بعد لحظات كان على الخط المقدم محمد طالب، رحب به بحفاوة، ويظهر أنه هو الأخر كانت له الرغبة بالتعرف على ممثل الحزب الشيوعي العراقي في هذه المدينة، إذ لم يكن يعرف لحد تلك اللحظة من هو ممثل الحزب، بالرغم من معرفته بوجود محطة التواصل لقيادة الحزب الشيوعي العراقي في سورية مع تنظيماته في العراق، وقال له:" أنا بانتظارك وسأبعث لك سيارة لإيصالك إلى الفرع " شكره الرفيق (أبو فرات) وقائلا بأنه سيدبر حاله للوصول إلى مقر الفرع ويكون عنده في ظرف ساعة.
الوصول من بيت عثمان إلى الفرع لا يتعدى عشر دقائق بالسيارة، فعندما أخبره أنه يستغرق ساعة للوصول إلى مقر الفرع كان يهدف كسب الوقت للتباحث أكثر مع مسؤوله الرفيق (جلال).
قام الرفيق جلال الدباغ بعد ذلك بتوصيله بسيارته إلى مكانٍ قريب من الفرع قبل الوقت، ترجل من السيارة، أما الرفيق جلال رجع إلى بيت عثمان لانتظاره هناك، لم يدخل (أبو فرات) الفرع مباشرة إذ كان بحوزته ما يكفيه من الوقت للخلوة مع نفسه وهذا ما كان يبتغيه، تمهَّلَ في المشْيِ عند ساحة (سبع بحرات) القريبة من مقر الفرع.
يقول (أبو فرات): لا أود المغالاة بأني استسهلتُ اللقاء وكأني ذاهب إلى وليمة عند الأصدقاء أو في زيارة لمقر من مقرات حزبنا، أنه اول لقاء لي مع الأجهزة الأمنية السورية، وهو ليس لقاء لمراجعة عادية كتوقيع لمعاملة ما، وإنما لقاء لبحث الشؤون الأمنية والحزبية والسياسية لمحطة الحزب في هذه المدينة وطلب اطلاق سراح معتقلين عندهم، بيد أني لم أكن هائباً، لسبب بسيط هو أن تواجدي رسمي في القامشلي وفي نفس الوقت بحماية جهاز أمني أخر متنفذ أكثر من الجهاز الذي أنا متوجه للقاء برؤسائه، لكن أكثر ما كنتُ أخشاه من الأمر في هكذا اللقاءات هو زلة اللسان التي قد تؤدي إلى الانزلاق.
ويضيف: حاولتُ في الخلوة مع نفسي أن أتذكر الوصايا أو النصائح التي لقننا بها المحاضر في محاضرة قيَّمة ومثيرة لـست ساعات كانت تهدف تزويد الكوادر الحزبية للأحزاب الشقيقة التي تعمل في الظروف السرية بالمعلومات الضرورية ، حضرتها مع الرفاق الأخرين قبل تسع سنوات خارج العراق في واحدة من الدول الاشتراكية، كان الذي وقف خلف أعداد تلك المحاضرة وطالب بتنظيمها الشخصية العسكرية التي كانت لديه هاجس أمني قوي هو الرفيق سليمان يوسف ( أبو عامل ) عضو المكتب السياسي للحزب ومسؤول المجموعة، كانت المحاضرة معدة لأخذ مسارين، الأول: السلوك اليومي للمناضل في التجوال لإداء مهامه الحزبية وكيفية الإفلات من المراقبة أو من قبضة الأجهزة الأمنية، والثاني: عن التحقيقات في الأجهزة الأمنية بشكلٍ عام، ويقول أبو فرات: نبشتُ بين تلافيف ذاكرتي عن أوراق تلك المحاضرة التي مضى عليها تسع سنوات، قلتُ لنفسي لم يمض عليها وقت طويل وهي ما زالت طرية، واهتديت حينها إلى بعضٍ منها فكرتُ إنها قد تفيدني في هكذا اللقاءات:
ـ كن مستمعاً قدر الإمكان لا تكن ثرثاراً وقلص إجاباتك، إذا كان السؤال أربع كلمات ليكن جوابك كلمتين.
ـ كن ذكياً في داخلك وتظاهر بالغباء.
ـ لا تناقشهم ولا يستفزك كلامهم بأنك لا شيء.
ـ لا تنسَ الكلمات التالية: لا أتذكر، لا علم لي، لم أكنْ بالموضوع، لا تواريخ ولا ساعات دقيقة كلها تقريبية.
ـ أعلم أنهم يبالغون باحترامك في البدء وفجأة يغيرون اسلوبهم معك.
ـ المتخاذل يكون حقيراً عندهم (بالرغم من توددهم له ظاهرياً) كبرياءك في صمودكَ.
ـ فَكَّرْ أن المحقق هو موظف مرتزق ويشعر في داخله بالدونية وأنت صاحب المبادئ أعلى وأشرف منه.
هذا الذي استطاع (أبو فرات) اصطياده من بين ثنايا ذاكرته وكانت هناك أمور أخرى كثيرة ومهمة جرف الزمن قسم منها والقسم الأخر لا يرى الضرورة لذكرها هنا.
سار نحو الفرع بعد أن تأخر فليلاعن موعده، ودخل الاستعلامات حيث رافقه الموظف هناك إلى مكتب رئيس الفرع، كان في استقباله المقدم محمد طالب ومساعده المقدم عبد الكريم (الملقب أبو حسن) والجدير بالذكر هنا أن أغلب موظفي هذا الجهاز هم من المسلكيين في الوظيفة، كان هذا أول لقاء له مع الأجهزة الأمنية السورية، كان لقاء متعباً أوله الترحاب وآخره الجفاء. كان يعرف عندما نُسِب كمساعد لمسؤول محطة القامشلي بأن العلاقة الرسمية للمحطة هي مع المخابرات العسكرية التي هي ثاني أقوى الأجهزة الأمنية في سورية بعد مخابرات القوة الجوية.
في سورية المنظومة الأمنية تتكون من عديد من الأجهزة والشُعَب التي تتولى حماية الدولة والنظام السياسي فيها، أربعة منها هي الأساسية، لكنها مستقلة بعضها عن البعض، وجميعها مرتبطة بمكتب الأمن القومي لحماية النظام، وهناك تنافس شديد بين هذه الأجهزة وأحياناً الصراعات حول نشاطاتها وفعالياتها لإظهار منجزاتها للقيادة، فكانت مراقبة تلك الأجهزة شديدة ومتواصلة لمعرفة ما تخفى عنها من المعلومات والنشاطات، كل جهاز يريد أن يظفر بشيء من ما لا تعرفه بقية الأجهزة، وكان العمل موزعة فيما بينها ( مراقبة الرسائل البريدية لأمن الدولة، مراقبة الهواتف للمخابرات العسكرية ،نشاطات الأحزاب السورية للأمن السياسي (ورئيس فرعه كان العقيد فؤاد بدرالدين)، أما منظمات الحزب الحاكم كلها عيون مفتوحة وآذان صاغية لإيصال المعلومات للأجهزة الأمنية، إلا أن للمخابرات العسكرية السلطة على الكل بما فيها جميع دوائر الدولة (هذا ما استشفه من الرفيق عثمان إبراهيم).
أن رئيس فرع أمن الدولة ( المقدم محمد طالب) كان يعتقد إن المخابرات العسكرية ( التي للمحطة علاقة معها) تعرف كل شيء عن محطة القامشلي للحزب الشيوعي العراقي (بالطبع كان هذا الاعتقاد وهماً، لأن المخابرات لم تتدخل في شؤون المحطة فحسب، بل طلبت من جميع المخافر الحدودية عدم التعرض لتحركات وأنشطة هذه المحطة وعناصرها) لذا هو أيضاً ( المقدم محمد طالب) يريد أن يعرف كل شيء عن محطة الحزب الشيوعي إسوةً بالمخابرات العسكرية هذا من جهة، ومن جهة أخرى إسوةً ببعض الأحزاب العراقية (الصغيرة) المتواجدة في المدينة، الذي كانت له ( أمن الدولة) "الركائز" فيها والمعلومات التفصيلية عنها....ولتجنب هذه المسألة وعدم الوقوع في شركهِ، قرر الأثنان المسؤول جلال الدباغ ومساعده (أبو فرات) بتر هذه القضية من اليوم الأول للعلاقة مع هذا الجهاز وقطع دابر أية محاولة له لتحقيق مطامحه في هذا المجال، لاسيما الجهاز نفسه إذ قد يكون موبوءً بعناصر لا يؤتمن لها، ومن البديهي إن هذا لا يعني توتير أجواء العلاقات معه ومع بقية الأجهزة المتنفذة الأخرى في المدينة، وإنما إبداء المرونة في العلاقة ومن دون المساس بالوضع الأمني للحزب، وذلك لتسهيل عمل ومهمة المحطة من جهة، ومن جهة أخرى لتفادي العراقيل التي قد يضعها ليس هذا الجهاز فحسب، بل الأجهزة الأخرى أيضاً في عجلة حركة محطة القامشلي. كان لابدَّ من لعبة القط والفأر قدر المستطاع.
في بداية اللقاء، رحب الأثنان بالرفيق (أبو فرات) وتجاذبوا أطراف الحديث العام عن الوضع السياسي في العراق والمنطقة والحرب العراقية الإيرانية وتداعياتها...الخ
ومن ثم طرحوا عليه بعض الأسئلة الشخصية، أعطاهما بدون أي تحفظ اسمه الصريح الكامل والمثبت في جوازه العراقي المنتهي صلاحيته، وهو معروف باسم (أبو فرات) ورقم هاتف بيت الرفيق عثمان وبأن سكنه وعنوانه هناك في الوقت الحاضر، أدعى بأنه كان قبل أيام عند الرفيق جبار الكبيسي (أمين سر قيادة قطر العراق لحزب البعث ولديه ـ الكبيسي ـ كامل المعلومات عنه)، وأتى إلى هنا بالاتفاق بين (الكبيسي) وقيادة الحزب الشيوعي.
تناوب الاثنان في حديثٍ ٍطويل أشبه بخطاب تناول الموقف من النظام العراقي ومساندة سورية للشعب العربي الشقيق في العراق والأخطار المحدقة بالقطر العربي السوري وخاصة في القامشلي لوجود مقرات للمعارضة العراقية، وحرص الأجهزة الأمنية على الرفاق العراقيين، وعدم ضمان الأجهزة الأمنية لنظافة المدينة من الجواسيس العراقيين ...الخ من هذه الأمور، وكان (أبو فرات ) يستمع ويترقب نهاية الخطاب، وأخيراً أضاف رئيس الفرع: لسلامتكم وحرصنا عليكم نطلب منكم تزويدنا بالمعلومات عن تواجد رفاقكم الذاهبين والقادمين من وإلى العراق، وعناوين سكناهم في القامشلي مع صورتين لكل واحد منهم، مع الأسماء الصريحة الكاملة والأسماء الحزبية أو الحركية.
ـ طمأنهما (أبو فرات) قائلاً: أنا موجودٌ هنا وفي حالة وجود أي شيء ضدنا أو ضد القطر العربي السوري لا نقف مكتوفي الأيدي وسنعلمكم مسبقاً فلا حاجة للقلق بهذا الشأن لأننا الطرفان السوري والحزب الشيوعي مستهدفان من نفس العدو وهو النظام العراقي، أما فيما يتعلق برفاقنا نحن لدينا الإمكانيات لحمايتهم وتواجدهم هنا أساساً لفترات قصيرة لذلك لا تحتاج المسألة كل هذه الإجراءات والمعلومات والتعقيدات. وأضاف: أنا أتيتكم اليوم لأعرفكم بنفسي كممثل للحزب هنا في القامشلي، ولأنقل لكم تحيات رفاقنا في قيادة الحزب وتحيات الرفيق جبار الكبيسي، وفي نفس الوقت لأخذ الرفاق الذين في ضيافتكم.
أبدى المقدم محمد طالب امتعاضه وعدم ارتياحه من هذا الجواب واحتد قليلاً، وذهب أبعد من ذلك مضيفاً:” قد يحاول النظام العراقي إلحاق الأذى بالقطر العربي السوري من خلال دس عناصره في صفوفكم، وجرت الأسئلة والأجوبة بالشكل التالي:
ـ رد أبو فرات عليه: أشكركم على اهتمامكم بنا لا تقلقوا من هذه الناحية نحن لدينا أساليبنا لحماية رفاقنا وحزبنا وكذلك في معالجة مسائل الاندساس.
ـ مثل أية أساليب؟ سأله رئيس الفرع.
ـ أجاب (أبو فرات): الخاصة بنا، وأضاف أنا موجود هنا وقريب منكم وعنواني وتلفوني عندكم متى احتجتم بالإمكان الاتصال بي، والآن أريد أخذ رفاقي معي كعربون لتعارفنا).
لاحظ ان صبر المقدم محمد طالب على وشك النفاد ويكاد الهدوء يفلتُ منه (علماً أنهم هم بطبيعتهم هادئين) من خلال توتره ونبرات صوته وطبيعة حديثه وعدم الرد على طلبه وتمسكه بما طلب، وكان المقدم عبد الكريم أهدأ منه في الحديث.
ـ أعاد رئيس الفرع طلباته مرة أخرى وأضاف مشدداً: نحن بحاجة إلى المعلومات عن رفاقكم القادمين والذاهبين إلى العراق وعن الطريق الذي يسلكون لحمايتكم وحماية أنفسنا، نريد أسماءهم الصريحة والحزبية والحركية وصورهم وعناوينهم هنا في القامشلي وأوقات سفرهم وعن أي طريق!
ـ رد عليه (أبو فرات) قائلاً: أنا غير مخول بتنفيذ هذه الطلبات، وبإمكانكم طلب ذلك من قيادة الحزب عن طريق قيادتكم، وانا جئتُ للتعارف وأخذ الرفاق الذين بضيافتكم.
ـ قال: "أولاً هؤلاء أتراك وليسوا عراقيين".
ـ أجاب (أبو فرات): هؤلاء من رفاقنا الأكراد من المناطق الكردية ولا يجيدون اللغة العربية.
ـ قال: "لا أسلمك أي شخص إذا لم تأت بما أريد ".
رد عليه (أبو فرات) قائلاً: أنا آسف ليس لديَّ الصلاحية لتنفيذ طلباتكم، والآن أستأذن بالذهاب.
قال: " تفضل، لكني بانتظارك غداً الساعة الثالثة بعد الظهر مع المعلومات التي طلبتها ".
رد عليه أبو فرات: لا تنتظر سيادة المقدم لأني لن أتيَ!
قال رئيس الفرع: " غداً إذا لم تأت بالمعلومات التي طلبتها، سأجمع جميع رفاقكم في القامشلي وأرميهم على الحدود العراقية ".
أجابه أبو فرات: سيادة المقدم اعمل بالذي تمليه عليك وظيفتك وغداً سأتصل بقيادة الحزب في دمشق والرفيق جبار الكبيسي وأخبرهم بأن الأمن العامة (فرع الحسكة) قد منع تواجدنا في القامشلي وهددوا برمي رفاقنا على الحدود العراقية.
خرج (أبو فرات) من عندهم وكانت الساعة قد جاوزت الواحدة بعد منتصف الليل، من دون أن يستلم المعتقلين.
غادر (أبو فرات) مقر الفرع واتجه نحو بيت الرفيق عثمان سيراً على الأقدام، كان بانتظاره الرفيقان جلال وعثمان وأفراد من عائلة الرفيق عثمان، وقَصَّ عليهم تفاصيل ما جرى في اللقاء، استحسنوا موقفه وردوده على طلبات رئيس الفرع، طلب منه الرفيق عثمان البقاء عندهم الليلة أذ قد يتصلون به ثانية أو يرسلون بطلبه مرة أخرى، مكث عندهم تلك الليلة ونهار اليوم الثاني.
في الساعة الثانية بعد ظهر اليوم الثاني وهو في بيت الرفيق عثمان ومعه الرفيق جلال، أتصلَ به المقدم عبد الكريم وطلب زيارته لشرب فنجان قهوة، قال له الرفيق جلال " اذهب وأنا في انتظارك هنا ولا تساومهم ". بعث المقدم عبد الكريم سيارة إلى بيت الرفيق عثمان، ترجل منها رجل طويل القامة، أصهب البشرة وأحمر الشعر، عَرّف نفسه باسم ( أبو افرام ) وكضابط العلاقات مع الأحزاب العراقية، وقال: " بعثني المقدم عبد الكريم أرجو مرافقتي إلى مكتبه "، ذهب معه، في الطريق إلى مقر الفرع تبادلوا الأحاديث الودية، وأشاد أبو افرام بالمعارضة العراقية وعرض نتفة قصيرة عن نفسه ومهامه مع الأحزاب العراقية تاركاً انطباعاً مقبولاً عن شخصيته، (حاول أبو فرات كسب وده منطلقاً من مقولة تعلمها في العراق إذا أردت تسهيل معاملاتك حاول أن تكسب فراش المدير فهو حلقة الوصل بينك وبين المدير)عند وصوله إلى مكتب المقدم عبدالكريم، كان الرجل في استقباله، بالود والترحاب.
ـ قال له المقدم عبد الكريم: " ليلة أمس كنتَ متشنجاً وهذا عادة (رفئاتنا ـ وهي لهجة سورية يعني رفاقنا) العراقيين، " وبدأ يكيل المديح للعراقيين، وأضاف: " كنتُ اريد أن أحتفظ بك صديقاً لي يا أبا فرات ونحن في خدمتكم في أي شيء تحتاجونه ونريد أن نبقى بعلاقات الود ونحن نريد سلامتكم والحفاظ عليكم " ، وزاد من الأحاديث الودية وأطرى محاسن وأخلاقية وصلابة الشيوعيين، شكره (أبو فرات)على لطفه و رد بالعبارات المرنة التي تحمل نوعاً من الشكر للدولة السورية في تقديم المساعدات للمعارضة العراقية وللحزب الشيوعي العراقي، وعبر له في نفس الوقت عن امتعاضه من طلبات الجهاز الأمني لمعلوماتٍ عن الشيوعيين العراقيين المتواجدين في القامشلي ...الخ
ـ وأضاف (أبو فرات) مخاطباً المقدم عبد الكريم: " سيادة المقدم أبو حسن إذا كنتم تريدون تكرار طلبات ليلة أمس، أنا آسف وغير مخول من قيادة الحزب لتلبية هكذا الطلبات، فالذي تريدونه اطلبوه من قيادة الحزب عبر قنواتكم، وانا أعتبر موقفكم هذا فيه شيء من المضايقة لعملنا في مقارعة نظام صدام حسين المعادي للأمة العربية والبشرية، وسأسافر بعد غد إلى دمشق لأضع قيادة الحزب والرفيق جبار الكبيسي بالصورة التي نحن فيها " وجرت أحاديثٌ أخرى للمجاملة وتلطيف الأجواء. استشف من كلامه أن هذا اللقاء كان لجس النبض لا أكثر، وكرر مطالبته بالرفاق الموقوفين عندهم، اوعده المقدم عبد الكريم وقائلاً:
" سأخبر سيادة المقدم محمد طالب رئيس الفرع بطلبك "، ودعَّ المقدم بدون نتيجة، رجع إلى بيت الرفيق عثمان وأخبر الرفيقين جلال وعثمان بما جرى بينه وبين المقدم عبد الكريم، طلبا منه الرفيقان جلال وعثمان البقاء في بيت الرفيق عثمان فقد يستدعونه مرة أخرى.
في الساعة الحادية عشرة ليلاً وقفت سيارة أمام بيت الرفيق عثمان وترجل منها أبو ( افرام )، قال: " رفيق أبو فرات تفضل للمجيء معنا إلى الفرع للتعرف على رفاقكم واستلامهم "، ذهب إلى مقر فرع أمن الدولة دخل غرفة التحقيق، كان هناك ثلاثة محققين عرفه بهم (أبو افرام )وهم ( علاوي سطم ـ أحمد وهو كوردي ـ نبيل مصطفى محقق متدرب ) وأخبرهم أن (أبو فرات ) مسؤول الحزب الشيوعي العراقي في القامشلي جاء ليستلم رفاقه الذين في ضيافتنا وعددهم أحد عشر شخصاً، رحبوا به ورافقه أبو افرام، أحمد ونبيل إلى غرفة التوقيف للتعرف عليهم واستلامهم، ماذا جرى في غرفة التوقيف؟ كان لدى كل مجموعة من القادمين إشارة للتعرف عليهم في حالة وقوعهم في قبضة السلطات السورية إضافة إلى الادعاء بأنهم من الحزب الشيوعي العراقي، الاسم المتفق عليه لهذه المجموعة كان (أبو محمود) عندَ دخوله الغرفة خاطبهم بصوتٍ مسموع و"باللهجة الكرمانجية "(أين فلان؟) لأنه لا يعرف أشكالهم وقد تكون هذه المجموعة غير التي جاء لطلبها وبالتالي قد يقع في مقلب من مقالب الأجهزة الأمنية، ما من أحد يرد! كرر مناداة الاسم في المرة الثانية يظهر ان الشخص الذي عليه أن يجيب ربما لارتباكه قد نسي نفسه! لحظات وتذكر، وتصرف بذكاء فاقترب منه وهمس بأذنه بأنه (هو فلان) وسأله " هل انتَ أبو محمود؟ " أجابه تمام، العناصر الذين برفقة (أبو فرات) من الأمن بدأوا ينظر الواحد للأخر! سأله (أبو افرام) " خير أبو فرات في مشكلة ـ يعني هل هناك مشكلة؟ قال لا، كان يفترض أن يكون معهم صديق لي فبقي لظروفٍ خاصة ولم يستطع العبور إلى طرفنا.
أخذ معه المجموعة إلى بيت الرفيق عثمان بسيارة الأمن، وهناك سألهم فيما إذا تعرضوا للإساءة من قبل دائرة الأمن قالوا " لا، سوى أنهم حققوا معنا عن جنسياتنا، فقلنا نحن من رفاق الحزب الشيوعي العراقي، لكننا أكراد لا نجيد اللغة العربية "، ثم اخذهم بسيارة الحزب وسلمهم لحزبهم.
هكذا كانت بداية علاقة المحطة مع فرع أمن الدولة في القامشلي، واستمرت قرابة تسع سنوات ونصف، وبقيت اللعبة على الدوام هي لعبة القط والفأر، بقي (أبو افرام )في موقعه وكذلك المقدم عبد الكريم واصبح عقيداً، ونُقل محمد طالب من هناك، التقيا به صدفة ( أبو فرات ) والأخ غازي زيباري في "كافيتريا" بدمشق بعد نقله ورحبوا ببعضهم البعض، جاء مكانه العقيد عبد الرحمن النهار ( أبو مناف )، لم يكن علوياً وإنما مسلكياً وقد جُرِح في حرب تشرين عام 1973، كان لطيف الشخصية ومحترماً في علاقاته مع المحطة إلا أنه كان يمارس وظيفته كمسؤول لجهاز أمني، حاول (أبو فرات )ان يحافظ على علاقة الود و الوفاق معهم، لتجنب مضايقتهم للمحطة، خفت بمرور الوقت حدة المضايقة لكن مساعي الفرع لمعرفة أسرار المحطة بقيت قائمة واستمرت دون أن يحقق مراميه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: أين الضغط من أجل وقف الحرب ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مؤثرة موضة تعرض الجانب الغريب لأكبر حدث للأزياء في دبي




.. علي بن تميم يوضح لشبكتنا الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن


.. بوتين يعزز أسطوله النووي.. أم الغواصات وطوربيد_القيامة في ال




.. حمّى الاحتجاجات الطلابية هل أنزلت أميركا عن عرش الحريات والد