الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجربتي مع الايام، مذكرات ابو ماهر اليماني

مهند طلال الاخرس

2022 / 4 / 14
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


تجربتي مع الايام: مذكرات ابو ماهر اليماني، كتاب لاحمد حسين اليماني يقع على متن 536 صفحة من القطع الكبير، والكتاب بطبعته الجديدة من اصدارات المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات، وهذه المذكرات سبق وان صدرت في دمشق سنة 2004 بخمسة اجزاء عن دار كنعان للدراسة والنشر، وتمثل نسخة دار كنعان باجزائها الخمس النسخة الاصلية والمزيدة والمفصلة، وهذا لا يُنقص من قيمة هذه النسخة المنقحة والتي يصح تسميتها بالمختارات من تجربة ابو ماهر الطويلة والحافلة.

في هذا الكتاب يروي ويوثق ابو ماهر اليماني لتجربته الشخصية والعائلية والحياتية والنقابية والنضالية، والتي يتماها فيها العام والخاص، بحيث يصعب الفصل بين الحياتين.

تبدا صفحات الكتاب في سيرة ابو ماهر من عند روايته لطفولته في قريته الفقيرة الوادعة سحماتا الجليلية، ورغبته في اكمال تحصيله الدراسي، واصراره على ذلك ونجاحه فيه، حتى تميزه وتفوقه بين اقرانه، ثم وصولا لمرحلة العمل النقابي وتدرجه فيه حتى لقائه بالقائد النقابي البارز سامي طه، ومشاركته في تأسيس الحركة النقابية والعمالية الفلسطينية وارهاصاتها ودروس هذه التجربة، وصولا لحرب النكبة واحتلال فلسطين سنة 1948، مع اطلالة على دور ابو ماهر وعائلته وبلدته في هذه المعارك والحروب؛ من المقاومة حتى انسحاب جيش الانقاذ وتشىريد وتهجير العائلة باتجاه لبنان قسريا وتحت التهديد والوعيد وصوت زخات الرصاص، اضافة الى التعريج على تجربة ابو ماهر الخاصة في تلك الحرب واعتقاله والتحقيق معه وتعذيبه وصولا الى نفيه قسرا وتحت قوة السلاح الى خارج الحدود باتجاه لبنان.

وفي لبنان يجتمع مع الاهل مجددا وتبدأ فصول اخرى من فصول تجربة ونضال ابو ماهر على الساحة اللبنانية؛ فيبدأ بالتعليم ثم يلتحق بمدارس الاونروا ويبدأ مسيرة مهمة في الاعداد والتعبئة الوطنية فيتم فصله وملاحقته امنيا، فيلتحق بمدرسة واخرى، ثم يفصل ويلاحق مجددا في تصوير حي لمشهد مطارة الفلسطيني ومحاصرته في كل اماكن تواجده.

وعلى الرغم من ذلك ينشط ابو ماهر، ويزداد اصرارا على المضي قدما في مشروعه النضالي والتحرري، فيؤسس الفرق الكشفية والمخيمات الصيفية والاطر النقابية والجمعيات والمدارس وصولا الى التنظيم الخاص، لتبدأ مع هذه الخطوة بالذات التقاء المشارب في بوتقة واحدة بوتقة حركة القوميين العرب وصولا الى انطلاق الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ودوره الرائد والمؤسس فيها.

ابو ماهر اليماني المولود في قرية سحماتا قضاء عكا، والمتخرّج من الكلية العربية في القدس، والمنخرط في صفوف الحركة العمالية والنقابية، مناضلًا في جمعية العمال العربية الفلسطينية، ومقاتلًا في معارك الجليل في عام 1948، ومعلمًا ملهما ومدير مدرسة يشار له بالبنان في لبنان، بعد تهجيره وعائلته من فلسطين، ولينشط فيما بعد في تنظيم العمل الجماهيري في المخيمات هناك. وليساهم فيما بعد بتاسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وليتقدم ليشغل عضو مكتبها السياسي، وليصبح ممثلا لها في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وليشغل موقع رئيس دائرتي التنظيم الشعبي وشؤون العائدين فيها.

هذه المواقع والسيرة الذاتية المقتضبة قد توحي للقاريء والمهتم بمضمون المذكرات وقيمتها، لكن وللحقيقة فالمذكرات جائت فقيرة وخالية من اي معلومة جديدة ( خاصة فيما يتعلق بنشأة وتأسيس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية وانطلاق الكفاح المسلح والتدخلات العربية وحتى تآمرها) وهذا مرده الى ان من يعرف موقع ابو ماهر القيادي يتوقع منه ان يكتب تفاصيل التجربة الثرية، والتي نعتقد جازمين ان فيها الكثير مما يمكن قوله عن كثير من المواقف والوقائع والمحطات المفصلية؛ بهدف اطلاع المهتمين والباحثين وحتى عموم جماهير شعبنا عليه، بغرض الاستفادة من كم هذه التجارب والمراكمة عليها، كونها في النهاية ملك هذا الشعب وحده، ومن رصيد نضالات ابنائه، التي حق له ولهم ان تدون وان تكتب صونا لها من الضياع وخوف عليها من التحريف والتزييف.

لكن يبدو ان ابو ماهر كغيره ممن يتبوؤون مثل هذه المواقع، فجلهم يؤثرون الصمت لحكمة يرونها ولا نراها ، ولظروف يقدروها هم اكثر منا. او لربما ان كثير من افعالنا لا تستحق ان تبقى او تروى!؟ او حرصا على عدم اذكاء كثير من الجراح والندب، او حرصا على ما تبقى من وفاء وود، او ان هناك الكثير من الاسرار تستحق ان نموت لاجلها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في