الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذه الحرب على العلم هي لإجهاض مسار النضال الجماهيري

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

2006 / 9 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أعلن مسعود البارزاني قبل بضعة أيام قراراً بإنزال ما يسمى بالعلم العراقي من جميع الأماكن الرسمية في كردستان. وفي المقابل قامت مجموعة من الأطراف والقوى الإسلامية والقومية ومن بعدها المالكي رئيس الحكومة صنيعة الولايات المتحدة الأمريكية والحاكمة بدعمها باستخدام لغة التهديد والوعيد وقاوم هذا القرار قائلاً: "يجب رفع هذا العلم على كل شبر من أراضي العراق".

ومن الواضح أن إنزال وإزالة العلم الحالي لهذه الحكومة التي صنعتها أمريكا والذي هو نفس علم النظام البعثي المقبور والعلامة التي تذكر بكل الفترات المظلمة لحكم ذلك النظام المسعور، العلامة التي تذكر بحملات الإعدام والتقتيل والإبادة والمقابر الجماعية، إزالة مثل هذا النوع من الأعلام ليس فقط في كردستان بل في العراق كله هو مطلب رئيسي لكل شخص تحرري في العراق. إن علماً جرت كل هذه الجرائم في ظله ليس بأقل من الصليب النازي المعقوف وهو يستحق إلقاه الى مزابل التاريخ. ولكن القرار الذي قرره البارزاني لا تربطه أية صله بهذا المطلب.

إن إبراز قضية العلم من قبل سلطة الحزب الديمقراطي الكردستاني ليس للإجابة على مطلب كل تحرريي العراق هذا وليس له أية علاقة برفض الشوفينية والعصبية القومية الكردية والعربية في العراق. فقد كانت يد مسعود البارزاني وكل حكام الحركة القومية الكردية دائماً بيد أولئك الذين رفعوا هذه العلم ضد جماهير العراق سواء في الماضي أو الآن. وكان هؤلاء أفضل معين وحليف.

لقد دخل إعلان إزلة علم البعث في أجندة الحزب الديمقراطي الكردستاني حين حدث تغييران كبيران جداً في كردستان وفي العراق. من جانب أوضاع العراق السياسية واتضاح فشل خطة صياغة دولة العراق المتداعية الذي أصبح أوضح من الشمس. وكما كان واضحاً من البداية فإن هذه السلطة المفروضة بالقوة والقائمة على التناقض والتضاد لا هي بحكومة ولا يمكن أن تتحول الى حكومة. فالتناقض والتضاد الجذري لهذه السلطة الرجعية وبؤسها تجاه أوضاع العراق الحالية، أغرق القوى المكونة لها في أزمة عميقة. حتى أن أمريكا وحلفائها أصابها اليأس من ثمر وقدرة هذه السلطة المصطنعة. وبهذا فإن كل التحالفات والتوافقات بين هذه القوى القومية والإسلامية هي على وشك أن لا يبقى لها أي معنى ومضمون.

ولمستقبل هذه الخطة راحت جميع القوى المتعاونة والمتفقة على خطط الماضي تفكر بكيفية تعقب مصالحها واستقطاع أكبر ما يمكن من مكاسب وامتيازات من بقايا إنهيار دولة العراق الفاشلة. ولهذا يقوم مسعود البارزاني وبالنيابة عن الحركة القومية الكردية، وفي الوقت الذي كانوا يقفزون فيه في سبيل مصالحهم على الرغبة الحقيقية لجماهير كردستان والقوائم الطويلة المليئة بالتواقيع من أجل الاستقلال والانفصال وبعد ثلاثة عشر عاماً من الانفصال غير الناجز وألحقوا كردستان بالعراق، يقوم بالقرار لأهداف أخرى خاصة بهم ضمن إطار الأوضاع الحالية على إزالة العلم الذي كان لسنوات يرفرف على مبنى برلمانهم. إن هذه الحرب على العلم ليس لها أية علاقة بمطالب جماهير كردستان وتطلعاتها للحرية.

ومن جانب آخر فإن الأحزاب الحاكمة في كردستان وبعد خمسة عشر عاماً من التلاعب بمصير الجماهير وسلب ونهب ثروات الجماهير تتخبط في مشاكل وحرب كبيرة مع الجماهير. وتواجه السلطة الفاسدة لهذه الأحزاب اليوم الغضب الواسع النطاق والمطالب الملحة للجماهير. إبراز مشكلة العلم هو لحرف أذهان الجماهير وجعلها تنسى مطالبها الملحة والعاجلة تلك، وللتهرب من مشاكل الجماهير. فخلق المشاكل مع أصدقاء الأمس واليوم ينفع الحزب الديمقراطي الكردستاني كما يتوهم في التستر والتغطية على مشاكله العميقة والحقيقية مع جماهير كردستان.

إزلة علم الفاشية البعثية ومطلب انفصال كردستان هما مطلبان عادلان لجماهير كردستان. فجماهير كردستان وبالإضافة الى رفع مطالبها التاريخية هذه وإزالة كل تلك الأعلام والرموز التي هي علامة وحشية وسيطرة البعث والحركة القومية العربية، عليها أن تكون واعية تجاه سياسة وخطة الحزب الديمراطي الكردستاني هذه وأن لا تتحول الى حطب للنار التي تريد الأحزاب الحاكمة في كردستان أشعالها مع أصدقائها القدماء وبالتعاون معهم.

نحن ومثلما دعونا قبل أكثر من عشر سنوات، نؤكد مجدداً أن سبيل حسم مصير كردستان هو تنظيم استفتاء تقرر فيه الجماهير بحرية على مستقبلها ومصير كردستان السياسي.

وفي الأوضاع التي يتجه أنهيار الدولة المتداعية التي صنعتها أمريكا في العراق نحو جر كردستان أيضاً نحو دوامة الحرب والصراع الدائم فإن الوقت هو وقت رفع جماهير كردستان بصوت صادح لمطلبها العادل هذا وجعله أحد مطالبها العاجلة والملحة في احتجاجاتها.

إن سبيل خلاص الجماهير من الأوضاع السياسية المعلقة في كردستان هو فصلها لمصيرها عن السياسة الانتهازية للحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني. ولا يجب أن يتحول مطلب الجماهير في الانفصال الى رهينة بيد السياسات الرجعية للحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني ورأسمالاً بأيديهما للمساومة والتعامل مع بقايا الفاشية القومية العربية والإسلام السياسي في العراق. الوقت هو وقت قيام جماهير كردستان بالإضافة الى تقوية وتصعيد حركاتها الاحتجاجية في سبيل مستلزمات المعيشة الرئيسية أن ترفع مطلب انفصال كردستان في طليعة مطالبها السياسية والاقتصادية العادلة في جميع تحركاتها الاحتجاجية.

كذلك على جماهير العراق المحرومة والمضطهدة التعامل بوعي مع الدعاية السخيفة والشوفينية للجماعات المكونة للحكومة الكارتونية صنيعة أمريكا وبقية القوى القومية والإسلامية. فهؤلاء هم من دمر في ظرف بضعة سنوات وبكل قوتهم أسس تمدن العراق وأغرقوا المجتمع في جحيم الحرب الداخلية ويعملون بكل قوتهم لتعميق الصراع الطائفي والقومي. إن هؤلاء الذين يدفعون بمساعدة أمريكا ودعمها بالمجتمع العراقي نحو الفناء، ليسوا مؤهلين للقرار على تماسك المجتمع العراقي ووحدته. ماضي ومستقبل هذه القوى مظلم وممارستها رجعية ومخربة لدرجة بحيث أن تحقيق مستقبل مشرق وحر للمجتمع العراقي وجعله مجتمعاً هانئاً ومستقراً يكون ممكناً فقط بإضعاف قوة ووجود هذه القوى. وعلى جماهير العراق التحررية أن تعلن بعكس السياسات الفاشية والدعايات القومية للقوى القومية والإسلامية عن دعمها ومساندتها لمطالب جماهير كردستان العادلة في إقامة الاستفتاء وحسم مصير كردستان السياسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخابرات الألمانية على خط الحرب بين حزب الله واسرائيل | ال


.. هل تستطيع بريطانيا الاستغناء عن العمالة المهاجرة؟ | الأخبار




.. النمسا تواجه تركيا لحجز آخر بطاقة لربع نهائي كأس أمم أوروبا


.. مصر.. تغيير 20 حقيبة وزارية في الحكومة الجديدة من بينهم الخا




.. هل تتحول مخيمات الضفة إلى غزة جديدة؟