الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتوازي.. المتعاكس

رحاب حسين الصائغ

2006 / 9 / 12
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001


كيف ونحن نعيش في التواءات حلزونية، وانكسارات عاطفية لا مثيل لها، ندخل معترك بعيد عن الإلتواءات لكي نعيد تشكيل المتعاكس، نبحث في ظل تقاطع الأصوات عن ابتسامة نجرها ونرسمها على نوافذ باتت صدئة شوهاء في ردهات التعايش السلبي، وأصبح الطفل محكوم عليه بالعزلة والفراق، والكبير يلعق كبرياؤه ويلعن التاريخ، كافراً بالحاضر متحسراً على مستقبل طلي بما لا يمكن رؤيته واضحاً، لذا علينا العمل متفائلين لأن العمر لا يحده حدثاً زمكانياً حتى لو أصبح الوقت مضلعاً، يجب عقد الطموح وفرضه على النفس، وهو من أهم الضروريات في ساحات حياتنا التي تدفعنا إلى غسل الألتواءات بالصبر ودفن الانكسارات وتنشيف الدموع بما هو أسمى من البؤس واليأس، ومحاولة وصله بالفرح ليدمغ حوافي ما عانيناه وكل ما نعانيه، وما نأمل أن يتغير بجهدنا وجدنا رغم الإحساس بأننا كالأواني المستطرقة، الانتظار لا يفي بطعن المجهول الملتوي، بل إيجاد التوازي الذي يقود للأمام، لا نبقى نأكل هواجسنا اللينة ونلك ألسنتنا بهش الألم، لندرج أحزاننا الزهور بأيدينا كي لا يأتي من يضع منها ما لا نرغب فوق بقايانا المدفونة. ومن أجل أن لا أترك طفلي يتنهد.. أصرخ عند مفترق الطرق بشجاعة في لحظة وجدتها تحتاج إلى ذرة من الاندفاع بساقين مطليين بالعذاب والألم بحثاً عن جماليات المتوازي والتخفيف من حدة المتعاكس، بعد أن وجدت الحياة لا تخلو من التبادل في التغيير والتحول في ثناياها، ويختبئ بين خفاياها أسئلة كبيرة بحجم السكون لذرة رمل في قبر أصبح التاريخ شاهداً عليه.. أو تنهيدة طفل في حيرة يسحبها من كبار أضاعوا حلمه.. أو أنظرة داخلي فلم أجد سوى رغبات قلقة تولد واحدة وتموت في أثرها أخرى، حتى لا أكاد أنقذ واحدة لأبعثها في نزهة إلى عالم الجمال الطفولي الذي أضاعته بدايات ما زالت مستمرة وبشكل متوالي على حساب البراءة التي قتلت في مهدها، وصرخة جنين حديث الولادة، أنبتت في عمقي الرغبة والشجاعة في التواصل عبر نفسي وعبر الماضي لعل تنهيدة الطفل تتحول إلى سلسلة بحار يمسكها طفل ويشد قواه بها وتدفعه الرغبة للبحث عن ما ينقذه، وبأمان يصعد إلى سطح الحياة ، ليشاهد فجراً بازغاً، فينطلق ليكمل ما بدأناه من حاضر، وينعش مستقبله، سوف لا أتكلم عن الديمقراطية، أو الحرية، أو الدولة، أو أي موضوع لا يهم الطفل الذي أصابته الحيرة وهو في عمر الورود.
بل سأكتب عن الجمال دون زيف، أو مبالغة. لأن الطفل هو ما يثير اهتمامي في الموضوع، وللجمالية مكان وقيمة عند الإنسان منذ الصغر، وأساس حياته، وما خلفه التمدن الاقتصادي، وليس الحضاري الثقافي.
الذي من المفروض أن يكون امتداد في صنع الجمالية من أجل الرفاهية، أصبح نقمة على العباد ، والجمالية تعني التوازن في اختيار الشيء الذي يدفع بالإنسان إلى الإحساس بلذة الحياة وتناغمها، وليس التفكك والتشظي والرغبة بالعدم من وجود طعم لاستنشاق الهواء والتنفس حتى عند الأطفال، فالطفل يبحث عن في حانا أمه في أركان البيت، وفي جنباة سريره، في وجود أبيه، ثم يؤثث على ما يجده من حوله ويعكسه على مستقبله، الطفل لا يعرف القبح بطبعه، ويرى كل شيء جميل بدءاً من المكان، فتبحث مخيلته عن رسم نقوش جميلة على جدران الواقع من حوله بألوان الفرح، وأثبت أن هذه الحالة صحيحة، حين وجدت على جدران الكهوف منذ القدم والتي كانت مأوى للإنسان عليها آثار الحفر والرسم، والإنسان قديماً، لا نقول عليه بدائي بل طفل يحلم ويجسد خياله بالطريقة التي يحسها تقربه من الوجود الجمالي، وبعد تطور الأمر على أن أصبح يؤسس لحضارة الإنسان وتقدمه، فسن الشرائع بعد أن نضج عقله من حلال تجاربه ومن أجل حياة أجمل خطوطها وتحمل وضوح الصورة المتطورة، وفي عصرنا شاخ الإنسان بعد أن حصل على التقدم التكنلوجي والتطور الاقتصادي، وأخذ يصنع الدمار ويسن شرائع الخراب وأطلق العنان لفكره.. بدل رسم الأمان، علق شعارات تحمل مصطلحات ضخمة، يقدمها دسمة تهلك الكبار والصغار، ونسي أن هناك نقاط تعتبر أسس المتوازي لا يمكن تجاهلها أو التغاضي عن وجودها، وهي الجمال الذي يحمله الطفل، وأن ما يحصل الآن ليس التطور الحضاري بل التكالب الشكلي، لأن كل ما يصنع من أجل التدمير والسيطرة سيقاوم، من أجل النقاء والبراءة علينا التفكير قليلاً، بأننا نحفر خنادق في قلب أطفالنا وأجنة الحياة التي لا تكف عن النمو والتواجد، وكما يملك عصرنا الحالي أدوات الدمار، سيكون هناك زمن يملك أدوات تضفي الجمال على الحياة، والندم لا ينفع من لا يتعض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة