الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل بيان نقابي -1-

أشملال حدو

2022 / 4 / 15
الحركة العمالية والنقابية


من أجل بيان نقابي -1-
توطــئة:
نستهدف من خلال هذه الورقة، فتح نقاش على هامش ما يعرفه المشهد النقابي بالمغرب، على الأقل في قطاع التعليم، من قلق وتوتر غير بعيد على أشكال الإضطراب الاجتماعي والسياسي العام. طبعا، من العوائق الكأداء التي نرى على قاعدتها تتعمق أسباب وفواصل الإختلاف بين الأفراد أو الجماعات، منظمين كانوا أو غير منظمين، غياب بوصلة نظرية/إيديولوجية مستوحاة من صلب الشروط البنيوية للواقع الاجتماعي-السياسي، فضلا عن الجمود في تجديد آليات التحليل والفهم الممكنة أو المتاحة، واختزال النضال النقابي في سلوك يومي، تقني وبيروقراطي، لا ينفك التعبير عن الطابع الإحصائي والآلي-الإستلابي الذي أضحى يطبع العمل المهني لنساء ورجال التعليم بالمغرب.
I. فـــي استقراء اليومي
كل محاولة لفتح نقاش نظري وفكري-موضوعي مع "الهيآت التربوية"، على اختلاف تموقعاتها، مصيره الانسحاب حتى لا أقول الفشل. ذلك أن القناعة الراسخة، لدى " الفاعل التربوي " مرحليا، هي أن المقاربة التشخيصية و التحليلية لم تعد تثير اتجاهات نساء و رجال التعليم النفسية؛ بمبرر الكل يشخص، الكل يحلل، الكل يفهم، الكل يناور سرا و علنا، لكن النتيجة أحادية الكل متواطىء بدرجات.. مع من؟ ضد من؟ لأية غاية أبعادية؟ بالموازة مع ذلك، الكل يرفع شعارات من طينة: " الوحدة النقابية"، " ديمقراطية التنظيم"، "الجسم التربوي"، "الإصلاح/التغيير"... وغيرها من الدوال الفاقدة لمدلولاتها الإنجازية. ما هي خلفيات/أصول هاته الشعارات و أخرى؟ الوعي ؟ اللاوعي الفردي/الجماعي؟...ربما مزاجية/وقتية لنتيجة في نفس الفاعل. لذلك، قد تفيدنا أدبيات سيكولوجيا التنظيم والجماهير، وسوسيولوجيا التنظيم في تفكيك عناصر هذا الوضع الباتولوجي.
تبدو لنا أهمية المنهج التاريخي الإجرائية، في تحليل الموضوعات/المشكلات بناءا على اقتفاء أصولها الجذرية من حيث طريقة تكونها، تشكلها وتطورها. ويسمح لنا المنهج الفنومنولوجي، بالعمل على توضيح عناصر الظاهرة، وتبريزها – على حد تعبير مطاع صفدي – دون أي تدخل ذاتي مسبق في متغيراتها أو محدداتها. المعنى من ذلك، وضع الظاهرة (النقابية) بين قوسين، ومحاولة تبين أبعادها وتمفصلاتها.
عرفت مرحلة (56) من تاريخ المغرب السياسي، تباينا بين مكونات وتيارات الأحزاب التاريخية/اللاتاريخية، وبينها وبين النظام السياسي من جهة. و التي، من أهم نتائجها تفكيك أنوية جيش التحرير، توجت باغتيال (عباس المسعدي)، متابعة " شيخ العرب"، تضارب المصالح بين " التيار التقدمي" و "الإصلاحي/المحافظ" داخل " حزب الإستقلال".. معطيات، وأخرى ليست المناسبة لعرضها الملل، كان لها بالغ تأثير على واقع النضال السياسي، النقابي وكذا على التنظيمات المدنية/الجمعوية. ولنا في " جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية = الفديك "، و " جمعيات الهضاب والسهول" حجة على هذا التشرذم/الشتات الذي ستعرفه التنظيمات النقابية في فترات لاحقة، وعلى واقع القمع الموجه ضدا على تنظيمات التخوم السياسي.
هل نتمتع بالعقلانية والوضوح الكافيين لتقويض لاعقلانية الآخر؟ من نحن؟ ومن هو الآخر؟ وما حدود هذه العقلانية؟ ومن أي موقع متاح لنا بوصف هذا " الآخر " باللاعقلانية؟
II. الشيخونقابية.. الجمع في " الواحد "
فضلا عن تعدد و تمايز " القبعات النقابية "، تحت يافطة " مصالح و خدمة الشغيلة "، و "البديل التاريخي"، و "النفس التنظيمي الجديد"؛ لا أحد ينكر أن نسبة مهمة من التنظيمات النقابية/الحزبية تقودها فئة تشربت من تجارب (عمر البشير، بوتفليقة، مبارك..) ومن على شاكلتها في الحكم أو القيادة، بوعي أو بدونه. النتيجة؛ أنا التنظيم/القيادة، والتنظيم أنا.
حقيقة أنظر بعين يطبعها الإحتقار، لمن يتبنى مقولة " الجيل الذهبي" في كل شكل من أنماط الممارسة الإنسانية؛ فهذا إقصاء لذاتك...لأبنائك. فلكل مرحلة تاريخية شروطها وأسئلتها الحارقة، وأجوبتها المعطاة. فما قد نصفه بنابغة عصره، فهو نتيجة لمعطيات ذاتية وموضوعية محددة، وهو أمر ينسحب على أشكال التنظيم النقابي. فانعطافات الواقع وتموجاته تفترض تغييرا في ميكانيزمات الفهم، التفسير والإنجاز. فما يستفاد من أبجديات المنهج العلمي المرسخ من الأنساق النظرية؛ بأن لا حقيقة بديهية، وكل بداهة جاهزة إلا وتخضع لممكنات الكشف، الخلخلة والنقد تجنبا لأية " صنمية " من تبعاتها الجمود والتسيج داخل إطار وصفه كارل بوبر وصفا لا تاريخي (أسطورة الإطار). هذا إذا أخذنا بعين النظر، أن الحقيقة/الحقائق – بتعبير لينين – هي دائما ثورية، كثيرا ما يتم مجابهتها بالرفض أو التحفظ.
كيف إذن، يمكننا إقناع قيادي/قيادات شيخونقابية في الأجهزة التنظيمية النقابية بأن " بن الصديق قد مات "، وبأن "الناصرية " هي لمصر وليست لموطن شمال إفريقي ضارب في الماضي السحيق؟ هل لمقولة " تشبيب التنظيم" مشروعية واقعية أمام " بوتفليقات " نقابية؟
صحيح أن الإنسان في التعريف العام، هو تراكم لمكتبسات مركبة؛ تتقاذفها إمكانات ذاتية بالخبرة، التعلم والممارسة. وهو ما قد يستفيد منه الشاب المنظم من أفراد اجتماعيين سبق أن تمرنوا على الممارسة التنظيمية. ومن ثمة، خلق دينامية تنظيمية انطلاقا من الطاقات المتجددة، هذا طبعا إذا كان التنظيم النقابي يحترم مبدأ الديمقراطية كفعل لا كتأمل، وهذا مستوى آخر من الفهم والمساءلة. يا شيوخ النقابات الأفاضل لكم أن تستريحوا...واتركوا أماناتكم في طاقاتكم/ شبابكم... أبنائكم!
III. الفاتح من مايو 2022... عيد بأية حال عدت يا عيد
ربما قد نتقاطع في ملاحظة عامة، مفاذها أن الفاتح من مايو في كل سنة، قد تحول إلى "فلكلور" أكثر مما هو محطة للتقييم، لمحاكمة الفكر/الممارسة/الوضع. قد يقول قائل: لا تتعب نفسك يا هذا، النقابات بالمنطق الدارج " باعت الماتش"، كما الأحزاب. وآخر همها هو التفكير في شعارها/الفونتازم الخالد: خدمة الطبقة العاملة لا استخدامها. قد يبدو هذا الانطباع لدى البعض محفز للتطهير على واقع يطبعه التضييق على الحريات العامة، القمع وتقسيم المقسم. لكن، هذا الانطباع ذاته غير موضوعي إن هو تساكن واستسلم للفعل اللامنظم على حساب التنظيم (التنسيقيات تنظيم ضد التنظيم!). إن المناضل النقابي الذي لا يجدد آليات تفكيره في التنظيم، هو جرثومة تأكل التنظيم...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في الأرجنتين اعتراضا على سياسات التقشف للحكومة


.. طلاب جامعة كاليفورنيا يواصلون اعتصامهم للمطالبة بوقف حرب غزة




.. استمرار اعتصام الطلبة في جامعة نورث ويسترن با?يلينوي


.. شاهد: فرق الإطفاء تستمر في إخماد حريق اندلع بمأوى للمشردين ف




.. كلمة أخيرة - كيف استفادت الحكومة من تجربة التأمين الصحي الشا