الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشخصية الأولى في إسرائيل–علامة سؤال

سالم جبران

2006 / 9 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


عندما قام مقاتلون فلسطينيين باقتحام موقع عسكري إسرائيلي واختطفوا جندياً, أعلنت حكومة أولمرت أنّها لن تفاوض, لن تبادل أسرى بأسير, ولن يجتمع أولمرت بالرئيس محمود عباس ولن يتصل معه, ما لم يعد الجندي الإسرائيلي المخطوف, بدون قيد أو شرط, طبعاً.
وعندما قام مقاتلو حزب الله باقتحام موقع عسكري إسرائيلي وقتلوا أربعة جنود وخطفوا جنديين, ثارت إسرائيل وقال أولمرت إنَّ إعادة الجنديين يجب أن تكون بدون أي مقابل, بدون قيد أو شرط.
وكما هو معروف. فمنذ ذلك الوقت, سقطت قنابل لا تُعَد ولا تُحصى فوق قطاع غزة. وتقول الصحف إنَّ قوات الجيش تتصل تلفونياً بعائلات فلسطينية في مدن في القطاع وتطلب منها: عليكم إخلاء البيت خلال عشرين دقيقة لأنّه سوف يُهدم. الناس يتركون البيت دون أن يأخذوا شيئاُ إلاّ بعض الملابس. خلال ربع ساعة تُصبح العائلة بلا مأوى.
أمّا لبنان, فقد تعرّض إلى حرب شرسة, وقال أولمرت إن الحرب لن تتوقف إلاّ بعد إعادة الجنديين الأسيرين. لقد دمَّرت إسرائيل 37 ألف بيت, دمّرت الضاحية الجنوبية, دمَّرت 57 جسراً في لبنان, قصفت المطار في بيروت, وهدمت قرى كثيرة بالكامل, في الجنوب اللبناني, كما قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 1400 لبناني, ثلثهم من الأطفال.
إنّ إسرائيل, بقيادتها الجديدة, لم تفكر بالأدوات الدبلوماسية والسياسية. لم تفكر باستخدام وسيط ثالث لحل المشكلة. يبدو أن أولمرت وبيرتس, الجديدين في المنصب, فكَّرا أنّ بالإمكان استخدام المناسبة لاستعراض العضلات وإبراز حنكتهما القيادية.
ما يًمكن أن نقوله الآن بثقة كاملة إن القصف والقهر في قطاع غزة لم يُؤَدِّ إلى عودة الجندي الأسير لدى الفلسطينيين وكل القصف الوحشي لم يُؤَدِّ إلى استعادة الجنديين الأسيرين عند حزب الله. وها قد توقفت الحرب, ولم يعد الجنديان.
إنّ حكومة أولمرت –بيرتس التي ظنَّتْ أنّ الاختطاف مناسبة لاستعراض العضلات فشلت فشلاً ذريعاً عسكرياً وسياسياً والآن تُعلن وزيرة الخارجية تسيبي ليفنه أنه كان واضحاً من البداية أن الجيش الغازي للبنان من غير الممكن أن يجد الجنديين المخطوفين.
كل عاقل في إسرائيل يسأل الآن: ألم يكن بالإمكان, من البداية التقدير بأن الحرب الشاملة ليست جواباً مناسباً على خطف جنديين؟ ألم يكن بالإمكان التقدير بأن الحرب الشاملة قد تقود إلى قتل الجنود الأسرى لا استعادتهم؟
هناك مَن يقول, إسرائيلياً وعالمياً, إن حرب إسرائيل على لبنان, كانت جُزْءاً من خطة أمريكية إقليمية تحدياُ لمحور ايران- سورية- حزب الله, كانت تجربة في إطار المخطط الأمريكي- الإسرائيلي. ولكن في هذا المجال أيضاً فشلت الحرب فشلاً كاملاً.
تُوزع صحيفة "هآرتس" هذه الأيام مع ملحقها الاقتصادي استطلاعاً علمياً حول ال100 شخصية الأكثر تأثيراً في إسرائيل, سياسياً واقتصادياً وعلمياً. في السنة الماضية كان أريئيل شارون رقم واحد, بدون نقاش وبيقين مطلق.
أمّا هذه السنة فقد وضعت الصحيفة رقم واحد السيد إهود أولمرت مع علامة سؤال كبيرة, وبعده عمير بيرتس مع علامة سؤال كبيرة. بكلمات أُخرى, فإن الشخصية رقم واحد في دولة إسرائيل هي –علامة سؤال. والشخصية الثانية-هي علامة سؤال, أيضاً!!
رغم هذا, فإننا نعتقد أن إسرائيل ليست مُقْبِلة على انتخابات برلمانية عامة قد تُغَيِّر الحكومة كلياً. إذن, حكومة أولمرت. ربما مع تغييرات داخلية ستظل حاكمة.
والسؤال الكبير هو: هل تدرس حكومة أولمرت بعمق تجربة الأشهر الأربعة السابقة؟ هل تحلل وتستخلص العبر من الحرب الهوجاء على لبنان؟ هل تحلل بعمق وتستنج أن الطريق الوحيد لحل الأزمة مع الشعب الفلسطيني هي طريق العودة إلى المفاوضات السلمية على أساس دولتان لشعبين؟! ببساطة: هل تعلمت حكومة أولمرت خلال الشهور الماضية أن البلطجية العسكرية لم تحل في الماضي, ولم تحل في نصف السنة الأخيرة, ولا تحل النزاعات القومية؟
ولكن يجب أن يُقال, أيضاً, إن الفلسطينيين والعالم العربي يجب أن يستخلصوا العبر الضرورية. الوهم بتجاهل وجود إسرائيل, كما تفعل حركة حماس وحكومة حماس لا يقود إلاّ إلى المزيد من الكوارث الفلسطينية. والوهم, عربياً, بأنّ حزب الله سوف يقتلع "الكيان الصهيوني" من "ديار المسلمين" هو وهم خطير يكلف شعوبنا عذاباً ودماً ودماراً.
المطلوب إسرائيلياً, وعربياً أيضاً, التخلص من الأوهام والتقدم نحو حل عادل يأخذ بعين الاعتبار جانبي الصراع, ويقدم للأجيال القادمة شرقاً أوسطَ يسوده التعايش السلمي والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة