الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الولايات المتحدة صانعة الأزمة في أوكرانيا
خليل اندراوس
2022 / 4 / 16مواضيع وابحاث سياسية
منذ تفكك الاتحاد السوفييتي والعلاقة بين روسيا وأوكرانيا تشهد أزمات ومواجهات متتالية، وفي كل هذه الأزمات والمواجهات توجد بصمات لحلف الناتو والولايات المتحدة، بهدف تأجيج الصراع بين روسيا وأوكرانيا. والآن خلال الأزمة الحالية في أوكرانيا يسعى ويعمل الناتو والولايات المتحدة على استمرار وإطالة أمر هذه المواجهة، وإفشال المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، فالولايات المتحدة تريد خلق حرب مفتوحة تستنزف روسيا اقتصاديًا وعسكريًا، وستكون أوروبا أكبر المتضررين. وهذا يتأكد من سير جولات التفاوض بين الوفدين الروسي والأوكراني، حيث يلاحظ حجم الضغوط التي يتعرض لها المفاوض الأوكراييني من أطراف أوروبية وأمريكية مما أدى إلى وصول المفاوضات إلى طريق مسدود.
ويعمل الاعلام الغربي بشكل مخطط ومدروس وديماغوغي وكاذب، كما فعلوا في سوريا، بهدف تشويه صورة ليس فقط الرئيس بوتين لا بل تشويه صورة الشعب الروسي، وروسيا الوطن الأم، الحاضن للعديد من الانتماءات القومية والاثنية والدينية المختلفة، والذي قدم الكثير من التضحيات خلال الحرب العالمية الثانية عندما انتصر على النازية الألمانية والفاشية الايطالية، وهنا أذكر بأنّ الاتحاد السوفييتي حارب النازية والفاشية على مدى أكثر من ثلاث سنوات لوحده. فخلال الحرب العالمية الثانية التي دامت ست سنوات بين عامي 1939 و1945، انزلت الولايات المتحدة مع إنجلترا قواتها في نورماندي (الساحل الفرنسي) في 6 من يونيو عام 1944 (بينما كان اليابانيون قد ضربوا "بيرل هاربر" (قاعدة عسكرية أمريكية في هاواي، ضربها اليابانيون تحت قيادة ياماموتو بعد أن خنقهم الحصار الذي ضربته عليهم امريكا، خصوصًا في الوقود، مما أدى إلى إعلان الولايات المتحدة بعدها الحرب على اليابان).
منذ 7 من ديسمبر عام 1941، وكان الأمريكيون يحاربون حماية مصالحهم في المحيط الهادي ضد التوسع الياباني العنيف. لم يتدخل الأمريكان مباشرة ضد هتلر الا في يونيو عام 1944 عندما منيت المانيا في يناير عام 1944 بأول هزيمة كبرى لها، حيث فقدت في ستالينجراد 400,000 جندي، بينهم 140,000 أسير وعلى مستوى آخر كانت مقاومة شعوب أوروبا تستنزف النازية والفاشية بقوة. وخلال هذه الفترة كل ما فعله الأمريكيون في ظل انهيار آلة الحرب الألمانية، وأثناء الانزال في نورماندي وفي أعقابه، كان قصفا جويا عشوائيا على المدنيين أسفر عن 570,000 قتيل و800,000 جريح مدني والمثال الأكثر ايضاحا هو قصف مدينة دريسدن الذي أسفر عن 135,000 قتيل بينما كانت القوات السوفييتية تعتبر في خططها ان المدينة لم تكن هدفا عسكريا وكذلك هيروشيما التي قذفت بقنبلة ذرية في 6 من أغسطس عام 1945، أسفرت عن 160,000 إصابة ونغازاكي عرفت نفس المصير بعد ثلاثة أيام من الأولى برغم ان اليابان كانت في طريق مفاوضات الاستسلام، بناء على اقتراح الامبراطور الياباني.
وبعد الحرب العالمية الثانية، وبهدف محاربة "التهديد الشيوعي" لم يتردد القادة الأمريكيون في استخدام جنرالات من النازيين الجدد في شتى أنحاء العالم. وسياسة تعاون الولايات المتحدة من النازي بعد الحرب العالمية الثانية، في كل أمريكا اللاتينية. والآن مع النازيين الجدد في أوكرانيا، كانت لها سابقة بعد الحرب العالمية الأولى، ولكن مع الفاشية. فمنذ عام 1922 امتدح السفير الأمريكي في إيطاليا "التقدم نحو روما لموسوليني الذي قضى على أي ديمقراطية في إيطاليا. بوصفها "الثورة الجميلة والشابة"، وهذا هو اليوم تعاون الولايات المتحدة مع زيلينسكي الصهيوني اليميني الرجعي والمدعوم من قبل المنظمات القومية المتطرفة الأوكرانية وخاصة منظمة أزوت النازية، أي قوى ديمقراطية في أوكرانيا ويضطهد الروس مواطني أوكرانيا لا بل يسعى الى منعهم من التحدث باللغة الروسية ويمنع الحزب الشيوعي الأوكراييني الذي تحول الى حزب يمارس عمله الحزبي سرا. وفي ذلك الوقت شرح السفير الأمريكي في إيطاليا بأنه قد يكون الفاشيون العامل الأقوى في الضغط على البلاشفة ومواجهتهم. ومن ثم تمتعت إيطاليا الفاشية بوضع خاص من جانب الإدارة الامريكية، وكانت إحدى الدول الأولى بالرعاية فيما يخص تسوية ديون الحرب والاستثمارات الامريكية المتدفقة. في عام 1933، تحدث ثيودور روزفلت عن موسوليني بوصفه "هذا الجنتلمان الإيطالي المهذب واللطيف".
وأقول ليس من المستبعد ان تقوم الولايات المتحدة ودول الناتو بوصف القومي المتطرف مرتكب جرائم الحرب ضد جمهورية دانسك الشعبية على مدى عدة سنوات، وقتل أكثر من 100,000 مواطن مدني من سكان جمهورية دانسك، وبصمت أمكي أوروبي، ان يوصف أو يلقب "برجل السلام" كما لقب الغرب مناحيم بيغن برجل السلام.
وهنا أريد أن أذكر حقيقة تاريخية أخرى وهي بأنه في عام 1937، أكدت الإدارة الأمريكية بأن "الفاشية أصبحت روح إيطاليا"، "لقد وضعت حدا للنظام الفوضوي وفرضت نظاما خاصا إيطاليا" على البطالة والافلاس. وحتى غزو اثيوبيا، لم يغير بالمرة العلاقة الحميمة مع إيطاليا. وقد برر السفير الأمريكي لونج ذلك بانه " بدون هذا التوجه، كانت البلشفية على وشك النجاح في مراكز التصنيع والمقاطعات الزراعية، حيث تتحكم الملكية الخاصة" (شميت: "الولايات المتحدة وإيطاليا الفاشية" أكسفورد – 1987).
اعتبرت الولايات المتحدة، وطبقة رأس المال العسكري والمالي المهيمنة والمسيطرة على السلطة في أمريكا عام 1937 بأن الفاشية متوافقة مع المصالح الاقتصادية الامريكية، بما يعني أيضا توافقها مع المفهوم الأمريكي "للديمقراطية" – "ديمقراطية" لا بل ديكتاتورية طبقة رأس المال.
ولم يكن الأمر مختلفا في تقييم ومعاملة هتلر. ففي عام 1933 كتب القائم بالأعمال الأمريكي في برلين لواشنطن، بأن الأمل في المانيا يتوقف على الجناح المعتدل في الحزب الذي يقوده هتلر... الذي يخاطب كل الأشخاص المتحضرين والعقلاء (المرجع السابق).
وبما أن المحور- المانيا وإيطاليا- (عقب بيرل هاربر) لم يهاجم الولايات المتحدة بقيت هذه النظرة للفاشية والنازية دون تغيير.
بعد الحرب العالمية الثانية استمرت الولايات المتحدة نفس السياسات العدوانية الاستعمارية الإرهابية في مناطق مختلفة في أمريكا اللاتينية وافريقيا وآسيا وخاصة في منطقة الشرق الأوسط بشكل مباشر ومثل على ذلك احتلال أفغانستان والعراق والمؤامرة لا بل الحرب الإرهابية ضد سوريا بهدف تقسيمها الى دويلات خدمة لمصالح إسرائيل الاستراتيجية ولمصالح الصهيونية العالمية.
وهنا أريد أن أذكر بأن عام 1943 انسحبت قوات الدوتشي من جنوب إيطاليا بنصائح من تشرشل الذي تذكر شبح البلشفية الزاحف في ذلك الوقت، وقد دعمت الولايات المتحدة ملك إيطاليا الذي تعاون مع النظام الفاشي. وفرضت ديكتاتورية المارشال "بادوجليو"، مثلما أرسى روزفلت في الجزائر في عام 1942 حكم الأميرال دارلان وليس حكم الجنرال ديغول. فقد كان الهدف في كل أوروبا منع وصول أي من قوى مقاومة الفاشية للحكم. والتي أسهم الشيوعيون والاشتراكيون فيها اسهاما رئيسيا. هذه صفحات قليلة تؤكد العلاقة بين طبقة رأس المال العالمي وخاصة الأمريكي وشركات صناعة السلاح والفاشية. العلاقة بين واشنطن والفاشية. فالولايات المتحدة الأمريكية هي الشيطان الأكبر في عصرنا.
وهنا نذكر بأن الولايات المتحدة جندت مجرمي حرب نازيين خطرين للخدمة في جهاز الاستخبارات الأمريكية (CIA) ومن أشهر هؤلاء كلاوس باربي.
خرجت الولايات المتحدة من الحرب العالمية الثانية، مهيمنة اقتصاديا وسياسيا على العالم الغربي لا بل عالميا، وهذه الحالة ليست لها سابقة على مر العصور والتاريخ فخلال سنوات الحرب العالمية الثانية تضاعف الإنتاج الصناعي في أمريكا أربع مرات خلال سنوات الحرب، وامتلكت الولايات المتحدة في نهاية الحرب نصف ثروة العالم.
وفي ذلك الوقت أي بعد الحرب العالمية الثانية وضعت الولايات المتحدة "خطة مارشال" والتي هدفت الى إعادة بناء غرب أوروبا بشروط سياسية حازمة: أولها عزل الشيوعيين من الحكومات الغربية. وفي ذلك الوقت، والآن، الاستجابات الغربية كانت واضحة.
الوزراء الشيوعيون الفرنسيون استبعدوا في 4 من مايو عام 1947 والوزراء الشيوعيون الايطاليون استبعدوا من الحكومة في 13 من مايو عام 1947. والوزراء الشيوعيون البلجيك استبعدوا من الوزارة في الشهر ذاته. ومحاربة الشيوعية وقوى اليسار الأخرى منذ ذلك الوقت، خلال الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفييتي والآن جعلت من أغلبية الدول الأوروبية يسيطر عليها أحزاب اليمين ويكفي أن نذكر ما يجري الآن في فرنسا، وأوكرانيا وبدعم أمريكي صهيوني عالمي تحولت الى وكر لليمين القومي المتطرف وللنازيين الجدد- وأكبر مثل على ذلك منظمة آزوت اليمينية في أوكرانيا.
فانهيار الاتحاد السوفييتي لم يساهم في اختفاء نظرة الولايات المتحدة الى السياسة الدولية على انها معركة ضد العدو. يكفي ان نذكر ما كتبه صامويل هنتنغتون حيث قال: "الكراهية جزء من صميم إنسانية الانسان. لتحديد هويتنا واذكاء مشاعرنا، سنكون في حاجة الى أعداء". وبالنسبة للولايات المتحدة وحلف الناتو روسيا والصين هم الأعداء. خلال الحرب الباردة كانت المواجهة مع الاتحاد السوفييتي، واليوم الولايات المتحدة تعيد المواجهة مع روسيا الى مواجهة قد تؤدي الى حرب عالمية ثالثة.
وعندما بدأت روسيا المواجهة مع أوكرانيا ونازيتها الجديدة، كانت تهدف الى منع تعرضها، أي تعرض روسيا لهجوم عسكري عدواني من قبل النازيين الأوكرانيين مدعوم من قبل الناتو والولايات المتحدة. ولذلك روسيا بعمليتها العسكرية في شرق أوكرانيا تمنع حرب عالمية ثالثة.
وهنا لا بد أن نقول بأن الغرب الامبريالي والممولون الكبار، والحركة الصهيونية قسموا العالم بين هم و "أعداء لدودين". الأعداء الذين يتم تحديد هويتهم في إسرائيل والولايات المتحدة الامريكية، الشيطان الأصغر والشيطان الأكبر.
لكي نفسر الحاضر ونرى المستقبل علينا أن ندرس بشكل الماضي، ومن هذا المفهوم الجدلي يجعلنا ندرك الروابط بين مصالح الشركات التجارية والاحتكارات وخاصة احتكارات صناعة السلاح والجيش في الدول الامبريالية وخاصة الولايات المتحدة. فجذور المجمع العسكري-الصناعي تمتد عميقا في صلب آليات تشكل الإمبراطورية (السلطنة) الأمريكية المتميزة في عصرنا الحالي والتي تفتعل الصراعات والمواجهات والحروب المحلية في شتى انحاء العالم.
عندما قصفت الطائرات الألمانية قرية جرنيكا في إقليم الباسك في اسبانيا خلال الحرب الأهلية هناك في ثلاثينيات القرن الماضي (1937) رسم بيكاسو لوحته الشهيرة "الجرنيكا" قتلت القنابل النساء والأطفال ودمرت البيوت وغيرها من المباني الأثرية للقرية. ولو كان هناك أمثال بيكاسو لرسموا مئات لوحات جرنيكا لأحداث إجرامية ارتكبتها أمريكا حول العالم وإسرائيل في المنطقة.
وهنا لا بد وأن نذكر بأن الولايات المتحدة خلال العقدين الأخيرين تحاول تطويق روسيا بالصراعات، يكفي ان نذكر مثلا تسعير ثلاثة صراعات حول روسيا عام 2021 بشكل متزامن ومفاجئ في كازاخستان وبيلاروسيا ودونباس ولكن الولايات المتحدة وحلف الناتو فشلا باستدراج موسكو الى أي منها. فالغرب الامبريالي خدمة لطبقة رأس المال وشركات صناعة السلاح، يسعى الى ضرب العمق الروسي من خلال البوابة الغربية لروسيا، كييف أوكرانيا. والغرب من خلال تقديم الدعم العسكري والمالي للنازيين الجدد في كييف يقوم بتحد واضح ضد روسيا حتى ولو كان استمرار هذا التحدي هو استمرار لسفك دماء الشعب الروسي والشعب الأوكراني الشقيقين باعتقاد من الغرب بأن استمرار الحرب سيضعف روسيا، ويجعلها غير قادرة على الوصول لأهدافها الأمنية السياسية الأساسية وهي نزع سلاح أوكرانيا، ومنعها من امتلاك السلاح النووي، واعلانها دولة محايدة في أوروبا مثل النمسا والسويد. ولكن الغرب الامبريالي- حلف الناتو والولايات المتحدة- يسعى من خلال الدعم العسكري والمالي وحصار روسيا الاقتصادي، يسعى الى تحويل أوكرانيا الى قاعدة أمامية للإمبريالية العالمية ضد روسيا. (مثلها مثل القاعدة الأمامية للإمبريالية العالمية في منطقة الشرق الأوسط- إسرائيل، ضد الشعوب العربية). ومن اجل تحقيق الحلم الأمريكي بإقامة حلف أورو- آسيا محيط لروسيا من الغرب ومن الجنوب، وبعد ذلك العمل على تفكيك روسيا من الداخل الى دويلات صغيرة ممزقة على أساس أثني قومي ديني. هذا هدف الغرب في روسيا. وهذا كان هدف الغرب في سوريا. ولكن في سوريا فشلوا، وسيفشلون في المواجهة مع روسيا الآن.
وهنا لا بد وأن أذكر بأنه خلافا لكل التعهدات من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا- ريغن وتاتشر- لرئيس الاتحاد السوفييتي غورباتشوف، الذي رافقه، أي رافق غورباتشوف مستشاره عميل الـ CIA، الذي أعلن أي غورباتشوف عن الغاء وتفكيك حلف وارسو، توسع حلف الناتو شرقا وضم دولا من جمهوريات الاتحاد السوفييتي سابقا، بالإضافة الى دول حلف وارسو. وما يؤكد النية المبيتة ضد روسيا، ما حصل في العام 2000، حين سأل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس الأمريكي بيل كلينتون عن موقف أمريكا إزاء طلب روسيا الانضمام الى الناتو، "ولكن لم يأت الرد". ولم يكن اعلان أوكرانيا عن رغبتها الانضمام الى حلف الناتو وإعلان كييف عن نيتها امتلاك سلاح نووي سوى خطوات كبيرة باتجاه الهدف الأكبر وهو محاصرة روسيا ولاحقا الصين، الأمر الذي كان سيؤدي الى حرب عالمية ثالثة، وتكون نهاية البشرية. وهذا ما دفع الرئيس بوتين للقول بأن ما تقوم به روسيا في أوكرانيا هو لمنع حرب عالمية ثالثة.
وباختصار القول، الولايات المتحدة دولة امبريالية عدوانية تمارس في عصرنا الحاضر دور الإرهاب والعدوان دور الكابوس، فهتلر لم يمت بل ترك من يستمر بطريقه الولايات المتحدة وحلف الناتو.
فالولايات المتحدة من خلال ممارساتها التي أعلن عن اكتشافها في أوكرانيا في الفترة الأخيرة تُخالف التزاماتها أمام المجتمع الدولي في مجال الأسلحة البيولوجية والكيميائية. فمعاهدة حظر الأسلحة البيولوجية الموقعة عام 1975، لم تمنع الولايات المتحدة، وابن الرئيس الأمريكي بايدن من إقامة عشرات المختبرات البيولوجية في أوكرانيا، وهذا دليل على ان الولايات المتحدة لا تلتزم بالمعاهدات الدولية، ولا تلتزم بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1540 الخاص بمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل.
وهنا لا بد وأن نذكر بأن الولايات المتحدة تحتفظ في قانونها على بنود تسمح لها بمواصلة العمل في مجال تطوير الأسلحة البيولوجية، على الرغم من أن ذلك يخالف مسؤولياتها الدولية في هذا المجال.
وهنا لا بد وان نذكر بان الولايات المتحدة لدى ابرامها بروتكول جنيف الخاص بحظر استخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في النزاعات المسلحة الدولية قدمت سلسلة تحفظات يسمح باستخدام هذا النوع من السلاح بإجراء جوابي. وهناك قانون فدرالي أمريكي الذي يحمل اسم " وحدة وتلاحم أمريكا في مكافحة الإرهاب" يسمح بإجراء بحوث في مجال الأسلحة البيولوجية بتفويض من الحكومة الأمريكية، مؤكدا ان الولايات المتحدة ضمن إطار هذه البحوث تعمل خصوصا على تطوير وتسجيل براءات اختراع وسائل خاصة بنقل استخدام أسلحة بيولوجية.
وبموجب ما ذكره قائد قوات الدفاع الاشعاعي والكيميائي والبيولوجي في الجيش الروسي الجنرال ايغور كيريلوف لقناة روسيا اليوم بمناسبة ذكرى انشاء معاهدة حظر الأسلحة البيولوجية عام 1975 تطرق الى شهادة براءة "الاختراع" الأمريكي رقم 8967029 من تاريخ الثالث من مارس عام 2015، وهي تخص طائرة مسيرة مخصصة بنشر حشرات مصابة بفيروسات في الجو، بغية "تدمير قوات العدو أو إخراجها من الخدمة دون تعرض العسكريين الأمريكيين لأي خطر" وكشف الجنرال الروسي ان واشنطن بررت ذلك، ردا على استفسار قدمته الخارجية الروسية عام 2018، بالقول ان اصدار شهادة الاختراع لهذه الطائرة لا يعني تطويرها على أرض الواقع. ولكن هذا الموقف الأمريكي لا يصمد امام أي تمحيص موضوعي، واكتشاف أكثر من 30 مختبر بيولوجي في أوكرانيا ممول من ابن بايدن وتحت اشراف وإدارة البنتاغون، لأكبر دليل بأن الولايات المتحدة وسياساتها وأنشطتها البيولوجية تشكل خطر كبير ليس فقط ضد روسيا لا بل وضد الإنسانية جمعاء. ويأتي بايدن ويتهم بوتين الذي يدافع عن بلاده في مواجهة مع الناتو والولايات المتحدة والنازيين الجدد في أوكرانيا، بأنه مجرم حرب ان هذه التصريحات من بايدن هي قمة الوقاحة والديماغوغية والغوغائية، ولذلك اعجبني رد كوريا الشمالية التي وصفت تصريحات بايدن المتهورة هذه بأنه لا يدلي بها سوى احفاد اليانكيز مجرمي حرب إبادة السكان الأصليين لأمريكا الهنود الحمر. وكذلك وصفت كوريا الشمالية بأنه "عجوز أعياه خرف الشيخوخة" فالولايات المتحدة هي كابوس العالم، وهي التي تقوم وتفتعل الحروب المحلية في شتى أنحاء العالم، والتي تتقن المؤامرات والانقلابات السياسية، وأخر مثل على ذلك ما يجري في باكستان، وما جرى في العالم العربي من احتلال أفغانستان والعراق، والمؤامرة على سوريا، ودعم التحالف العربي الرجعي في حربه على الشعب اليمني. وهنا أريد أن أذكر أيضا بأنه بعد مغادرة البنوك الأمريكية روسيا إثر العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والدول الغربية على موسكو، بعد الأزمة في أوكرانيا، أدت عمليات بيع الديون الروسية الى خلق نافذة لنوع جديد من الموازنات التي يعتبرها الممولون المتآمرون عصابة الثلاث مئة على روسيا، وعلى رأسهم جورج سوارس، "أموالا سهلة". والمؤسسات الأمريكية مثل "غولدمان ساكس"، "وجي بي مورغان" تعملان على تسهيل عمليات ربح المال بكميات كبيرة وبسهولة. ولكن الاقتصاد الروسي سيتكيف للأوضاع الجديدة، ولا يمكن للغرب عزل روسيا، لا استراتيجيا ولا اقتصاديا ولا سياسيا، وانتصار روسيا في هذه المواجهة نهاية عالم القطب الواحد. وخلال زيارة بوتين الى مطار "فوستوتشني" الفضائي في مقاطعة لا أمور بشرق روسيا بمناسبة يوم الفضاء الذي يصادف 12/4، شدد بوتين على ان اهداف العملية الخاصة في أوكرانيا "مفهومة تماما، فهي نبيلة". وأضاف: "الهدف الرئيسي هو مساعدة سكان دونباس وشعب دونباس الذي اعترفنا به، واضطررنا الى القيام بذلك لأن سلطات كييف، بتشجيع من الغرب، رفضت الامتثال لاتفاقات منسك الهادفة الى حل سلمي لقضية دونباس" وأشار بوتين الى ان "اوكرانيا بدأت تتحول الى موطئ قدم مناهض لروسيا، وبدأت براعم القومية، والنازية الجديدة التي كانت موجودة منذ فترة طويلة في النمو هناك". وشدد الرئيس بوتين على انه " تمت تغذية نمو النازية الجديدة بشكل متعمد، وكان صدام روسيا مع هذه القوى أمرا حتميا". لقد كانوا بصدد اختيار التوقيت المناسب للهجوم. وقال الرئيس بوتين بأن "الولايات المتحدة مستعدة للقتال مع روسيا حتى آخر أوكراييني".
مراجع المقال:
أمريكا طليعة الانحطاط- روجيه جارودي.
تزفيتان تودوروف- دراسات.
الحلم الأمريكي كابوس العالم- ضياء الدين سردار- ميريل وين ديفيز.
أثقل من رضوى- رضوى عاشور.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - تعقيب
على سالم
(
2022 / 4 / 16 - 04:24
)
من المهم ان نعترف جميعا ان روسيا دويله معتديه مجرمه اعتدت على دوله اوكرانيا ذات السياده وسببت دمار هائل للبنيه التحتيه فيها , قتلت الالاف من المدنيين ( اطفال ونساء وعواجيز ) قتل المدنيين فى الحروب ممنوع منعا باتا ويعتبر جريمه حرب , المجرمه روسيا المعتديه قصفت العمارات والمدارس والمستشفيات بالمدفعيه الثقيله والطيران على رؤوس من فيها , المجرم بوتين يجب ان يدفع ثمنا غاليا لجرائمه البشعه فى اوكرانيا
.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من
.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال
.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار
.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل
.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز