الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعليقاً ملحقاً لمسألة الحوار السوداني من أجل السلام العادل والديمقراطية التشاركية:

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2022 / 4 / 16
الصحافة والاعلام


(رأي خاص)

أولاً. لا يختلف إثنان حول أهمية الذهاب إلي مائدة حوار جاد وشامل من حيث طرح الموضوعات الوطنية الملحة وشمول الحلول المستخلصة عبر الحوار؛ إضافةً لذلك، وهذا من الأمور الأساسية المطلوبة تأكيد تحديد الجهات المشاركة مع إعتبار عميق لحساسية مستقبل السودان الذي بات علي المحك، وقد تراجع السودان أمنياً وإقتصادياً، وأصبح السودان اليوم مهدد باحتمالية الإنزلاق إلي أسحق ما يتصوره الإنسان؛ هذا نظراً لحجم الأزمة السياسية التي نعيشها حالياً، وقلنا آنفاً أن الأزمة السودانية لن تُحّل إلا عبر جلوس السودانيين أنفسهم للحوار، وأن جميع المبادرات المطروحة صالحة لتغيير هذا المشهد المأساوي الذي هيمن علي المسرح السياسي، وأن الحوار رافعة للعبور نحو السلام المستدام والديمقراطية التشاركية والعدالة الناجزة والتنمية الإقتصادية المتوازنة في الريف والمدن، وأن نجاح الحوار يعتمد علي عناصر أساسية منها "الرغبة والإرادة وإجراءات بناء الثقة"، وكل ذلك لتهيئة مناخ الحوار المطلوب، ويتم بموجب هذا الأمر رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقليين السياسيين وإيقاف كافة أشكال العنف ضد الإحتجاج السلمي وإنتاج خطاب سياسي جديد ملائم للمرحلة الجديدة التي نتطلع إليها من أجل إستعادة مسار تكوين السودان الديمقراطي المدني.

ثانياً. هنالك مؤشرات جيدة من جميع الأطراف المتنازعة نقرئها من خلال الخطاب العام المبثوث علي وسائل الإعلام، والجميع يؤمنون علي ضرورة إجراء حوار صريح يستخلص الحلول من المبادرات السياسية المطروحة لمعالجة أزمة السودان، والتحول لوضع جديد يمهد الطريق لإحياء كافة مؤسسات الدولة "المدنية والعسكرية" عبر ترتيبات سياسية وأمنية محكمة وتفعيل المفوضيات وإجراء المؤتمر القومي الدستوري وصولاً لإنتخابات حرة ونزيهة تختار فيها الجماهير من يحكم البلاد، وهذه الخارطة تُرسم بريشة الحوار السودانوي المسؤل الذي يمثّل المخرج المنطقي والآمن لهذه البلاد المنكوبة الآن، وما زال النقاش جارٍ حول مبادرة الجبهة الثورية السودانية كونها من أكثر المبادرات العملية الحاصلة علي إجماع من الأطراف الداخلية والخارجية رغم بعض التحفظ الملاحظ من قبل مجموعات ذات إعتبار في المشهد السوداني، لكن كل ما يُطرح عبارة عن أراء طبيعية يجب أن تُدرج تحت طاولة النقاش لإزالة المخاوف والمرور السريع نحو الأهداف النهائية الموضوعة لإنهاء المشكلة السودانية الممتدة عبر التاريخ؛ وفي هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ السودان يتوجب علينا العمل بروح المسؤلية الوطنية بعيداً عن التشنجات والإنكفائية السياسية كيما نَعبُر بسلام إلي المستقبل، ويجب أيضاً جعل الحوار أداة لمنح أفكارنا فُرص للتجديد والتغيير والتحرر من قيود مخاوف الماضٍ التي لا نستفيد منها إلا تعميق الهوة بين السودانيين، وأعتقد أننا سنخرج من هذه الدائرة؛ شديدة الإظلام والبؤس ونحن أكثر مناعةً وقوة مما سبق، ذلك لأن الجميع إستفاد من الأزمة ودروس وأناشيد وشعارات الثورة المجيدة القائلة "أن الشعب يريد بناء سودان جديد، والشعب يفعل ما يريد"، ونحن أمام شعب معلم أطاح بنظام الإنقاذيين الإنقلابيين ليبني بنفس البطولة والجسارة سودان جديد تسوده الحرية والسلام والعدالة والديمقراطية، ونحن اليوم مؤمنيين بأن أبناء السودان المخلصيين والحادبيين علي البلاد وإنجازات شعبها سيلتقون لوضع قضايا الشعب في مائدة بناء الدولة المنشودة؛ بذات شجاعة الملايين الذين قادوا أشرس معارك التغيير والتحرر الوطني.

ثالثاً. الجبهة الثورية بعد عقد مؤتمرها التداولي الأول باقليم النيل الأزرق وضعت إستراتيجية مدروسة بعناية لإحداث إختراق عميق في المشهد السياسي لصالح السودان، وكانت بمبادرتها المجدولة عنوان عريض لنجاح المؤتمر التداولي، وبعد شهور الإحتقان والصراع المستمر مع حالة الجمود السياسي المنظور وسط ترقب المتابعيين لإلتقاط هواء من الأمل الذي يحتاجه الجميع أتت المبادرة ضمن مبادرات آخرى مُعتبرة غير أنها الأكثر تأثيراً لما تضمنته من عوامل النجاح؛ فقد إستحسنتها أطراف العملية السياسية وشركاء السودان من الهيئات الدولية مثّل بعثة الأمم المتحدة المتكاملة وسفراء الترويكا والإقاد والإتحاديين الافريقي والأوروبي والشارع السوداني الواسع الذي يتابع مجريات الأحداث باهتمام كبير علي مدار الساعة، وأعتقد أن هذه المبادرة تمتلك مقومات إحداث نقلة نوعية للجبهة الثورية وللسودان ككل حتى بلوغ غاياتها المرجوة في تحقيق الأمن والإستقرار والسلام والديمقراطية؛ فقط يجب التقدم للأمام بذات الخطوات الثابة والجادة لفتح حوار شامل تُستجلب له مقومات الإستمرار، وأهم ما يجب توفيره الآن هو دعم المبادرة شعبياً لتحقق أهدافها عبر إيجاد الحلول السودانوية لمشكلات السودان، وعلي العالم أن يسرع في دعم الإنتقال الديمقراطي المدني السوداني من أجل الإبتعاد عن خطر الإنهيار الذي ستكون عاقبته وخيمة داخلياً وخارجياً؛ وهذا مهم لأهمية إستقرار السودان، ولإستقرار السودان أثره علي دول الجوار خاصة في ظل إضطراب بعضها، ويجب علينا مراعاة المتغيرات السياسية والأمنية العالمية؛ فضلاً عن ذلك يتعين أيضاً إستشعار أهمية صون المصالح المشتركة بين السودان ودول العالم أجمع، وكل ذلك آمال تتحقق إذا تمت عملية حل مشكلة السودان، ونحن ندعم العمل من أجل حماية الإستقرار السياسي والأمني والإقتصادي لصالح الجميع.

16 أبريل - 2022م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا


.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا




.. الاحتلال الإسرائيلي يقصف المدنيين شرقي وغربي مدينة رفح


.. كيف تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية عرض بايدن لمقترح وقف حر




.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا