الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عَيِّلة تايهة يا ولاد الحلال

مجدي مهني أمين

2022 / 4 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


الحقيقة أنها ليست تائهة ولكنها مخطوفة، بل هن كثيرات مخطوفات، والناس في كل مكان تلهج بالصلاة كي يردهن الله لأهلهن، وقد استجاب الله ورد واحدة منهن لأهلها، مريم وهيب، ردها لزوجها، وحضن أمها، حاملة على كتفها طفلتها، فكانت كانت مخطوفة مع طفلتها، والغريب أنها، في خطفها، تظهر على الشاشات تعلن إسلامها، في صورة حزينة مرتبكة، وتقول كلماتها بلا روح، وسط خلفية من صرخات طفلتها، ولعل مريم نجحت في هذا الفيديو أن تظهر على الشاشة بشرط أن تكون ابنتها بالقرب منها وأمام عينها، فكانت الطفلة أمام عين أمها، وكانت على مسمع منا.

عادت مريم، ولكن الصلوات مستمرة بصراخ وبكاء كي تعود باقي المخطوفات لأسرهن، الخاطف مجرم، ولكنه يدَّعي أنه يقوم بعمله الإجرامي إكراما للدين، وهو هنا يخفي جريمته خلف الدين دون أن يعي، أو يعي ولا يهتم، بالضرر الذي يلحقه بالدين، والتساؤلات عديدة،
- فهل هذه الجرائم رسالة من المتطرفين كي يقولوا أنهم موجودون وقادرون على الفعل؟

والحقيقة، لنا أن نقول أن الرسالة قد وصلت، ولكن:
- أي عن أي فعل تتحدثون، "عن خطف!"، وقبلها بأيام، "عن قتل!"

طبعا هم لا يريدون الخطف ولا القتل، الخطف والقتل وسيلة متواضعة، الهدف هو "الوصول للحُكْم"، هم يرون أنهم الأجدر بالحُكْم، وعمليات مثل "الخطف" و"القتل" يقومون بها ليؤكدوا وجودهم وحرصهم على هدفهم.
- "الخطف" و"القتل" مجرد وسيلة!
- نعم مجرد وسيلة، فالدم عندهم رخيص، حتى دمهم بين أنفسهم، وكلمات مثل حقوق الإنسان، والاحترام، والكرامة الانسانية، والمواطنة، هي كلمات ساذجة لا يعرفها قاموسهم.

ويمكننا أن نفهم كل هذا، ولكن الأمر الذي يصعب فهمه هو:
- كيف يكونوا من الباحثين عن كرسي الحُكْم، ولا يعطوا اهتماما لمعنى المواطنة، فهم في النهاية يسعون لحُكْم "مواطنين"؟
-
حتى هذه المعضلة هم قادرون على حلها، فهم لن يحكموا مواطنين بل رعايا، وكل من ينضم إليهم من هؤلاء الرعايا، يكون قد ضمن مكانة في دولتهم، صدامهم هنا لن يكون مع الشعب، الرعايا، لكن مع مَن يكون مثلهم منتميا لجماعة ترى نفسها أنها الأجدر بالحُكْم.

طبعا سيكونون أكثر سعادة عندما تنضم إليهم هذه الجماعات الساعية مثلهم للحُكْم، انضمامهم ييسر مهمتهم في تحقيق الهدف الأسمى ألا وهو غزو المزيد من البلاد "والوصول لحُكْم العالم"، مشروع طموح يرغب أن يسود العالم لأنهم يرون أنهم الأجدر بسيادة العالم، دون أن يكون له رؤية لمدينة فاضلة كتلك التي يتحدث عنها الفلاسفة والمفكرون والمصلحون، أو تلك التي كان يراها الصول فرحات فى قصة يوسف إدريس في "جمهورية فرحات".

فأي دار لم يصل إليها حُكْمهم هي دار حرب، ولا سلام مع هذه الدار حتى تخضع يوما لهم، والأمر بالنسبة لهم لا يقبل المساومة ولا الحلول الوَسَط، فسيد قطب في كتابه "معالم في الطريق" قد أوضح أن الحلول الوَسَط تأخدهم بعيدا عن الهدف في "الوصول لحُكْم العالم"، هم أسرى هذا التصور، وطريقهم لهذا الهدف هو المزيد من الإيذاء، أقله الخطف والقتل، ووصولهم للحُكْم في أي بقعة من العالم، يحمل سكانها لنفس المصير من الأيذاء والعنف.
كلها أمور لا يغني معها نفعا سوى الصلاة هذه المرة كي تعود المخطوفات لذويها، وكي يرحم الله الشهداء الذي سقطوا في طريق هؤلاء الإرهابيين،
- نعم، الصلاة، اللهم لا تترك الناس في يد من لا يرحم، فهؤلاء بأسمك ينالون الناس بالأذى، لا تدعهم يتمادون، ولا تتدع المسئولين يتهاونون في واجباتهم كي يحموا الناس من شرورهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ستولتنبرغ: لا نواجه تهديدات نووية من روسيا فقط، بل أيضا من ا


.. مباحثات عراقية إيرانية في بغداد بشأن الحرب في غزة




.. الرئيس الأمريكي يستبعد التوصل قريبا لاتفاق بشأن وقف إطلاق ال


.. تواصل اشتعال الحرائق في بيريا قرب صفد شمال إسرائيل




.. غانتس: كان يجب على نتنياهو التحلي بشجاعة أكبر وإبرام صفقة تب