الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا نفعل بأسمائنا؟

مجدي شندي

2006 / 9 / 12
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001


قبل أيام توجهت إلي إحدي شركات الصرافة في مدينة عربية لتحويل حوالي 1200 دولار لسداد القسط الأول من مصاريف أولادي الدراسية بالقاهرة.. ورغم تفاهة المبلغ إلا أنني فوجئت بإجراءات تثير الشبهة.. فقد طلب مني الموظف التوقيع علي إيصال يخلي مسئولية الشركة في حالة عدم وصول المبلغ، وكنت قد كتبت في طلب التحويل أسماء ثلاثية كما جرت العادة لي ولمن سيصله المبلغ المطلوب، فطلبوا مني أسماء رباعية، وحينما سألت عن الأسباب قيل لي إنهم قد يشتبهون في الأسماء الإسلامية وحينها يقومون باحتجاز مبلغ التحويل.. قلت لله الحمد فاسمي فيه محمد وأحمد وعبد الجواد واسم المرسل اليه فيه محمد وعبد السلام.. فماذا قد يفعلون؟ لم يملك الرجل إجابة وإنما اكتفي بهز رأسه.. سألت من هي الجهة التي تحتجز أموال الناس بهذه الطريقة.. أجابني: إثبات شخصيتك يؤكد أنك صحفي.. أنت تعرف بالتأكيد فلماذا تسأل؟.. طلبت استرداد النموذج الذي ملأته حتي انصرف فرفض الرجل.. يبدو أن أسئلتي أثارت لديه الشبهة فأخذ يسجل بياناتي ربما ليرسلها إلي جهة ما.. وبتقصي الموضوع عرفت أن جهات مجهولة قد احتجزت حوالات كثيرة عبر ويسترن يونيون لمجرد ان المرسل أو المرسل إليه كان اسمه أو اسم أبيه أو جده محمدا.
أدرك أن حساسية الولايات المتحدة تجاه التحويلات النقدية قد تكون مبررة خاصة بعد مرور 5 سنوات علي أحداث 11 سبتمبر دون تمكن واشنطن من الانتصار في حربها ضد ما أسمته بالإرهاب العالمي.. فقادة القاعدة لايزالون طلقاء يخرجون ألسنتهم للجبروت الأمريكي، كما أن المقاومة ضد مشروعها الامبريالي تتوسع كل يوم، وبدلا من أن تحاصر أمريكا أعداءها وتعزلهم إذ بها تزيد من رقعة انتشارهم وتضم اليهم أنصارا جددا، أولا بسقوط أقنعتها واتضاح زيف الشعارات التي ترفعها عن نشر الحرية والتمدن.. فهي تمارس استعمارا بشعا في العراق لا يقل في ضراوته عن الاستعمار النازي كما تقيم سجونا عبر العالم ليست إلا محارق صغيرة.. وفوق ذلك تساند دولة فاشية في التمدد والتعملق والرسوخ فوق أكوام من الجماجم العربية في فلسطين ولبنان.
السر الثاني لفشل أمريكا هو إجراءاتها الخاطئة.. فالجهاز الأمني الناجح يحدد المشتبه بهم لكن الأجهزة الأمريكية تجعل الجميع مشتبها بهم حتي يثبت العكس.. ربما كان المرء يلتمس عذرا لأولئك الأغبياء في واشنطن لو راقبوا التحويلات من أو إلي بلد كأفغانستان أو العراق.. لكن البلدين اللذين كنت أحول من إحداهما إلي الأخري تعدان من أصدقاء الولايات المتحدة وحلفائها.. المدهش في الموضوع أن أغلب الأسر العربية لا بد فيها من محمد، فهل تراقب واشنطن كل جنيه أو دولار يرسل من مكان إلي آخر؟.. هذا هو الفشل بعينه.. وبهذه الطريقة لو ظلت أمريكا في حربها ألف عام فلن تنجح.. لأنها تتصرف كثور هائج في محل للخزف.. ولأعداء أمريكا وأنا أتشرف بانضمامي إليهم بعد قصة التحويل هذه أردد مع جرير قوله:
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا
أبشر بطول سلامة يا مربع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة