الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبل مائة عام خلت ولدت أول خلية شيوعية في تونس (الجزء الثاني)*

مرتضى العبيدي

2022 / 4 / 17
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


1963: ولادة اليسار الجديد
استقبلت قيادة الحزب"الشيوعي" بشكل انهزامي قرار حظر نشاط الحزب، مما خلق نوعا من التململ داخل قاعدة الحزب وخاصة بين الشباب. في ذلك الوقت، كانت الجامعة التونسية تقتصر على عدد قليل من المعاهد التي كانت تُعدّ حاملي شهادة البكالوريا الجدد لمواصلة دراستهم في فرنسا. ففي أوساط هؤلاء الشباب، الذين كانت تحدوهم مُثُل الحرية والمساواة والعدالة، ستنبثق أولى نواتات الاحتجاج ضد الانحراف الاستبدادي الذي كان يتوجه نحوه النظام الجديد القائم في البلاد. وهكذا، سيشهد عام 1963 ولادة أول منظمة معارضة لنظام بورقيبة، في صلب هذا الشباب الطلابي: "تجمع الدراسة والعمل الاشتراكي في تونس" (GEAST) التي سيتباين ليس فقط مع الحزب الحاكم بل وكذلك مع الحزب "الشيوعي" الذي اعتبروه مهادنا، سلبيا وغير كفاحي.
ومع ذلك، لم يكن لهذه المنظمة خط سياسي أو هوية أيديولوجية، باستثناء بعض التشيّع العام للاشتراكية. لكن مجلتها النظرية "آفاق تونسية" (Perspectives Tunisiennes)، التي سيتم إطلاقها سنة 1965 ستوفر فضاء لنقاش فكري ثري سيساهم في تطوير الخط الأيديولوجي والسياسي للمنظمة. إذ أعلنت المنظمة بداية من عام 1966، تبنيها للاشتراكية العلمية، بل واتخذت موقفًا صريحا مناهضا للتحريفية المعاصرة، في وقت كانت فيه الحركة الشيوعية تحت تأثير "الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى" التي أطلقها الرئيس ماو تسي تونغ والحزب الشيوعي الصيني. وقد اعتُبرت هذه الحقبة بمثابة المرحلة الماوية للتنظيم والتي ستستمر زهاء العشر سنوات.
وقد تم خلال تلك الفترة إنجاز العديد من الدراسات بهدف صياغة تحليل طبقي للمجتمع التونسي ، تطرق إلى جوانب متعددة مثل: الحركة العمالية والحركة النقابية ، المسألة الزراعية ، حركة الشبيبة ، المسألة الوطنية، القضية الفلسطينية، طبيعة الثورة القادمة في تونس ... كل هذه المحاور وغيرها كانت موضوع نقاشات جادة على صفحات المجلة وتم نشر ملخصات لها في كراسات وكتب شكلت الخط السياسي والأيديولوجي للمنظمة.
شيئًا فشيئًا ، ستنتقل هذه النقاشات التي كانت تدور بشكل أساسي في أوساط الطلاب التونسيين في فرنسا إلى زملائهم المسجلين في الجامعة التونسية الفتية التي فتحت أبوابها للتو. لكن الأمور لم تتوقف في تونس عند النقاشات، بل إن هذا الشباب سينتقل إلى ميدان الفعل بتنظيم الإضرابات والمظاهرات في الشوارع وغيرها من أشكال الاحتجاج في جميع المناسبات: مظاهرات دعم لنضال الشعب الفيتنامي والشعب الفلسطيني والشعوب الأفريقية الثائرة ضد آخر الإمبراطوريات الاستعمارية؛ أو احتجاجا على زيارة مسؤولي الإدارة الأمريكية للبلاد، أو مساندة للإضرابات العمالية الأولى التي حدثت في البلاد بعد خفوت نشوة "الاستقلال". وستبلغ الحركة ذروتها في مظاهرة 5 جوان/حزيران 1967 المنددة بالعدوان الصهيوني على دول الشرق الأوسط العربية ، والتي عقبتها موجة قمع واسعة النطاق ومحاولة لتفكيك هذه المنظمة اليسارية الفتية: تجمع الدراسات والعمل الاشتراكي التونسي (GEAST).
وعلى الرغم من القمع، وسجن قادة التنظيم ، إلا أن صفوفه سرعان ما تعززت بالتحاق عدد كبير من الشباب الطلابي خاصة، ولكن أيضا من الشباب العمالي الآتي من القطاعات الأكثر ديناميكية مثل النقل والمعادن والفوسفاط. وسيكون لإطلاق صحيفة باللغة العربية تحت اسم "العامل التونسي" بداية من عام 1969، على الرغم من كونها سرية، دورًا دعائيًا وتنظيميًا مهمًا. وبذلك ستصبح GEAST القوة الرئيسية لمعارضة نظام الحزب الواحد الاستبدادي الذي أسسه بورقيبة. وسيزداد القمع ضراوة وسيشمل المئات من المناضلين والمتعاطفين. سيقضي العشرات منهم سنوات طويلة في السجن بعد محاكمات صورية ، خاصة في عامي 1974 (202 مناضل) و 1975 (101 مناضل).
وخلال العقد 1970-1980 الذي سيشهد التبني الرسمي لليبرالية الاقتصادية (بعد عقد من ما سُمي الاشتراكية الدستورية = الاشتراكية التونسية) سيتعزز دور الطبقة العاملة على الساحة الاجتماعية. فالإضرابات ، التي كانت نادرة جدًا خلال العقد السابق، ستصبح أكثر حضورا، للمطالبة بتحسين ظروف المعيشة والعمل وكذلك باستقلالية المركزية النقابية عن السلطة الحاكمة وحزبها. وستبلغ هذه الديناميكية ذروتها في الإضراب العام الذي أقره الاتحاد العام التونسي للشغل ليوم 26 جانفي/ يناير1978، والذي تم إغراقه في الدماء بعد تدخل الجيش وإطلاق النار على حشود المتظاهرين. وكانت النتيجة: سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى واعتقال الآلاف من الكوادر النقابية من كل المستويات وتقديمهم للعدالة. وهكذا، اعتبارًا من هذا التاريخ، لن يكون الاحتجاج الاجتماعي والسياسي مقتصرا على فئة الشباب وحده، بل إن الطبقة العاملة ستقتحم بثقلها شيئا فشيئا هذا المجال.
لكن هذا الانقلاب الذي استهدف المنظمة النقابية تمت مواجهته بمقاومة شديدة اتخذت أشكالا متعدّدة وتجاوزت الفضاء النقابي، مما أجبر السلطة على التراجع، وإن بعد حين. فاختارت ما أسمته بسياسة التفتح والمتمثلة في تغيير الحكومة (من داخل الحزب الحاكم ذاته)، والإفراج عن آخر المعتقلين السياسيين والقادة النقابيين، ورفع الحظر عن نشاط الحزب الشيوعي، والسماح بالنشاط القانوني لحزبين اجتماعيين ديمقراطيين (حركة الاشتراكيين الديمقراطيين وحزب الوحدة الشعبية)، وإجراء المصالحة النقابية، إلخ. لكن هذا النهج لن يستمر طويلا، إذ إن ما سُمي بحكومة التفتح لن تكون قادرة على الاستجابة لمطالب الطبقة العاملة والجماهير الشعبية لتحسين ظروفهم المعيشية والشغلية ، وسيكون القمع ردها الوحيد. وسيبلغ ذروته في 3 جانفي/يناير 1984 في "انتفاضة الخبز" ، حيث ستطلق الشرطة النار مرة أخرى على الحشود التي خرجت للتظاهر ضد مضاعفة سعر الخبز الذي تم إقراره قبل يومين.
وقد طرح هذا الوضع الجديد على مناضلي اليسار المُفرج عنهم حديثا بعد أكثر من ست سنوات في السجن، وبعد التئام شملهم مع رفاقهم الذين واصلوا المشوار في غيابهم، إلحاحية التقييم، فطُرحت أسئلة من قبيل: كيف نتفاعل مع الواقع الجديد والمتسم بالانخراط المتزايد للطبقة العاملة والطبقات الشعبية في النضال الاجتماعي وحتى السياسي؟ ما الذي جعل الانتفاضتين الشعبيتين الأخيرتين، إضراب 26 يناير 1978 وانتفاضة 3 يناير 1984 ، لا تنجحان في إحداث تغيير جذري في الوضع القائم؟ وقد كان من الواضح أن ما ميز تلك الحركات هو عفويتها وما افتقرت إليه هو التنظيم، حتى أن هذه المسألة ستحتل قلب المناقشات الجارية وخاصة ما هو نوع المنظمة التي نحتاجها؟ فبرزت عديد وجهات النظر، اثنتان منها بشكل رئيسي:
ـ الأولى دعت إلى تشكيل حزب يساري كبير يجمع كل المجموعات الصغيرة التي تكاثرت في السرية والتي تعمل بشكل أساسي داخل الشباب وبطريقة محدودة للغاية في القطاعات الأخرى. حزب يتبنى الاشتراكية بمفهومها الواسع ويقتصر على الوسائل القانونية للنضال. وقد أدى هذا التوجه إلى تأسيس "التجمع الاشتراكي التقدمي" في عام 1983.
ـ أما الثانية فدعت إلى تكوين حزب ثوري من الطراز اللينيني يتبنى الماركسية اللينينية ويتوجه نحو الطبقة العاملة لكسب ثقتها ويقطع مع يُتمها السياسي. وقد أدى هذا الخيار إلى تأسيس "حزب العمال الشيوعي التونسي" في عام 1986.
1986: ولادة حزب العمال الشيوعي التونسي
شكل مؤيدو هذا الخيار الأخير حلقة في عام 1983 لتنظيم النقاش حول هذه المهمة التاريخية ونشروا سرًا نشرية نظرية حملت اسم "الشيوعي"، صدر منها 15 عددًا حتى نهاية عام 1985. وكان الهدف من هذا النقاش هو بلورة الخط السياسي والأيديولوجي لحزب البروليتاريا المستقبلي على أساس:
1ـ تحليل طبقي للمجتمع التونسي منذ فترة ما قبل الاستعمار حتى ذلك التاريخ لتحديد التناقضات التي تشقه وهي:
ـ تناقض رئيسي بين الإمبريالية (خاصة الفرنسية والأمريكية) وعملائها المحليين من ناحية والشعب التونسي ككل وخاصة الطبقة العاملة وبقية الطبقات الشرائح الشعبية من ناحية أخرى.
- التناقض بين الفلاحين الفقراء والصغار من ناحية وكبار ملاكي الأرض وأنماط الاستغلال ما قبل الرأسمالية التي كانت سائدة في الريف التونسي من ناحية أخرى.
ـ التناقض بين الطبقة العاملة والبرجوازية.
2ـ تحديد طبيعة الثورة القادمة:
بناءً على هذا التحليل، تم تحديد الثورة القادمة على أنها ثورة وطنية ديمقراطية بقيادة البروليتاريا وحزبها.
3ـ تحديد طبيعة الدولة القائمة
التي تم تحديدها كدولة للطبقات المهيمنة ، وبصورة أساسية البرجوازية الكمبرادورية، الضامنة للمصالح الإمبريالية، وبالتالي دحض الفكرة التي روجت لها الدعاية البرجوازية حول حيادية الدولة أو "دولة كل الشعب"
4ـ تحديد الإستراتيجية والتكتيكات التي سيتم تبنيها والتي تقتضي صياغة برنامج للحزب في كل أبعاده: البعد الاستراتيجي ليشرح كيفية حل التناقضات والوسائل والقوى المعنية بهذه العملية الثورية ذات الطابع الوطني والديمقراطي ذات أفق اشتراكي ؛ والبعد التكتيكي لتحديد المهام العاجلة التي تسمح بمواجهة النظام الديكتاتوري القائم وتهيئة ظروف أكثر ملاءمة لنضال الطبقات المضطهدة.
5ـ العلاقة مع القوى السياسية الأخرى:
إن عملية ثورية بهذه الأبعاد تتطلب حشد قوى اجتماعية وسياسية مختلفة، لذا يتعين على حزب البروليتاريا القادم تحديد سياسات العمل المشترك ، والتقاطعات الممكنة ، وحتى سياسات العمل الجبهوي مع القوى السياسية والاجتماعية ذات المصلحة في الثورة.
6ـ تحديد الهوية التنظيمية للحزب القادم:
إن السؤال المتكرر على أعمدة نشرية "الشيوعي" يتعلق بهوية الحزب القادم. وعلى الرغم من أن الهدف قد تم تحديده منذ البداية ، أي "تشكيل حزب مستقل للطبقة العاملة" ، إلا أنه كان لابد من معالجة وتعميق العديد من جوانب المسألة. كان من الضروري رسم الخطوط الفاصلة مع كل التنظيمات القديمة منها والقائمة التي تنسب نفسها إلى الفكر الاشتراكي وتطرح نفسها كممثل لمصالح الطبقة العاملة. كان من الضروري إظهار كيف أن تلك المنظمات (الحزب الشيوعي التونسي ، المجموعات ذات الخلفية الأناركية ـ النقابية أو التروتسكية التي تدعي الماركسية ...) هي بعيدة كل البعد عن تمثيل مصالح الطبقة العاملة. كان من الضروري أيضًا اختيار طراز الحزب وأسلوب عمله وما إلى ذلك : حزب من النمط اللينيني، يتبنى صراحة الماركسية اللينينية والأممية البروليتارية ويتباين مع كل الأيديولوجيات البرجوازية والتحريفية القديمة منها والحديثة.
7ـ تقييم للحركة الشيوعية في تونس:
وقد تطلب ذلك من المؤسسين تقييم الحركة الشيوعية في تونس منذ ولادة الخلية الشيوعية الأولى عام 1921 حتى منتصف الثمانينيات من القرن الماضي. وقد تم استعراض مختلف التجارب التنظيمية ، وخاصة الهامة منها: الحزب الشيوعي التونسي ، و GEAST ، ومنظمة "العامل التونسي" ، والمنظمة الماوية "الشعلة ". وكان الهدف من هذا التقييم هو محاولة فهم ما الذي منع كل من هذه المنظمات من أن تتحوّل إلى حزب الطبقة العاملة.
8ـ موقع الحزب القادم في الحركة الشيوعية العالمية:
لم يكن بإمكان النقاشات التي دارت من أجل تشكيل حزب الطبقة العاملة في تونس أن تتجاهل وضع الحركة الشيوعية العالمية التي كانت تعيش خلافات حادة منذ المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي المنعقد عام 1956. وقد عارضت أحزاب عديدة التوجهات المعلنة من قبل القيادة السوفيتية الجديدة. وقد كان لذلك تداعيات ليس على الأحزاب الشيوعية القائمة فقط ولكن أيضًا على ما يسمى بمنظمات اليسار الجديد التي تكاثرت في جميع أنحاء العالم منذ الستينيات. إذ سيتبنى بعضها مواقف الحزب الشيوعي الصيني وسيشكلون ما يسمى بالتيار الماوي. وسيختار آخرون الدفاع عن الماركسية اللينينية وشكلوا أنفسهم في أحزاب أو منظمات ماركسية- لينينية. ذاك ما اختاره مؤسسو حزب العمال الشيوعي التونسي الذي سيولد في 3 جانفي/ يناير 1986، الأمر الذي جعلهم يسعون إلى إقامة علاقات نضالية مع الأحزاب الماركسية اللينينية القائمة في عديد البلدان، وأن يكونوا من ضمنها عند تأسيس "الندوة الدولية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية " (CIPOML) في عام 1994.
9ـ الوثائق المبلورة لخط الحزب:
أدت هذه النقاشات إلى وضع سلسلة من الدراسات والوثائق التي ستكون أساس الخط السياسي والأيديولوجي والتنظيمي للحزب الجديد، يمكن ذكر أهمّها:
- المجتمع التونسي: دراسة اجتماعية واقتصادية
- تاريخ الحركة الشيوعية في تونس
- الماوية معادية للشيوعية
- التروتسكية والتروتسكيون في تونس
- قراءة في تاريخ الحركة النقابية التونسية
ـ المرأة التونسية: الواقع والآفاق
- الشيوعية والمرأة
- ضد الظلامية: في الردّ على أطروحات الحركة الإسلامية
- الواقعية الاشتراكية في الأدب والفن
وهي دراسات مرجعية ستكون أساس الوثائق والمقرارات التي سيتم تبنيها في المؤتمر التأسيسي الذي انعقد سرًا يومي 5 و 6 ديسمبر 1985.
10ـ الدراسة والعمل والتنظيم
لم يمنع عمل التطوير النظري هذا، الذي استمر قرابة ثلاث سنوات، نواة المناضلين المؤسسين للحزب من القيام في نفس الوقت بالعمل التنظيمي بين العمال والشباب والنساء والمثقفين التقدميين في مناطق مختلفة من البلاد. وقد مكّن ذلك مناضليه ليس فقط من الاهتمام بالمشاكل اليومية للطبقات الكادحة، واتخاذ ما يجب من المواقف من الأحداث السياسية الجارية ، ولكن أيضًا من أن يكونوا بين الجماهير في نضالهم اليومي من أجل تحسين ظروفهم المعيشية أو من أجل الحريات الديمقراطية. وعلى الرغم من السرية والقمع العنيف الذي كان عليه أن يواجهه، فإن حزب العمال الشيوعي التونسي كان قادرًا على الحفاظ على نفسه وتوسيع قاعدته والتصرف كممثل جدير للطبقة العاملة. إن تجربة الحزب خلال 25 عامًا من العمل السري وخلال العقد الماضي عندما افتك حقه الشرعي في النشاط العلني تستحق مزيدا من الدراسة و التدقيق لاستخلاص الدروس والنتائج اللازمة منها.
___________
*هذا المقال هو تتمة لمقالنا المنشور في العدد العدد: 6883 من الحوار المتمدن بتاريخ 29 / 4 / 2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا