الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا حقوق ولا كرامة في وطن مسلوب الارادة

علي عبد الستار الطربولي

2022 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


قد يبدو العنوان متشائما بعض الشيء غير انه وبعد كل سنوات ما بعد الاحتلال لم يعد هنالك من مكان للمحاباة والمعالجات الترقيعية ، بل مطلوب صراحة متناهية تضع النقاط على الحروف . اليوم وقداقترب الفصل التشريعي الاول لمجلس النواب ان ينتهي ما زال صراع الاطار التنسيقي مع التيار الصدري محتدم ويعيق انتخاب رئيس الجمهورية وبالتالي تأخير تشكيل الحكومة التي لن تكون بحسب رأينا بافضل من سابقاتها !
وفي خضم هذا المشهد المعقد فان المواطن العراقي هو الخاسر الاكبر منذ الاحتلال الى اليوم .. فاصحاب الفخامة والسيادة من رؤساء السلطات الثلاث والنواب والوزراء الى اصغر حلقة من الدرجات الخاصة وسياسيي الصدفة يتنعمون بالرواتب والمخصصات المالية الخيالية والامتيازات ولا يهمهم ان كان الشعب يعيش القهر والحرمان والذل والهوان ..
ويبدو ان ما يصفونه بالانسداد السياسي سيطول حيث اعلن الاطار التنسيقي انهم غير معنيين بمدة الاربعين يوماً التي حددها مقتدى الصدر لهم لتشكيل الحكومة ، وليس هنالك في الافق ما ينبيء عن وجود تفاهمات بين الاطراف السياسية المتصارعة على " الكعكعة " التي اعتادت الكتل السياسية ان تتقاسمها بينها برغم الاخبار عن نية النظام الايراني الضغط اكبر لتقريب وجهات النظر بين التيار الصدري والاطار التنسيقي .. فكما هو معروف ان هذا النظام هو اللاعب الاكثر هيمنه على مقدرات عراق ما بعد الاحتلال .
وواهم من يتصور ولو للحظة ان كل هذه الخلافات والتجاذبات هي من اجل مصلحة الوطن والمواطن فالجميع يعرف ان الصراع هو على حصة كل طرف ليس الا .. كما ان جميع الكتل السياسية ومن دون استثناء كانت وما زالت مشاركة في ما يصفونه بالعملية السياسية على وفق تفاهمات وتقسيم الحصص بينها . الاختلاف الوحيد الذي حصل بعد الانتخابات الاخيرة هو خسارة اطراف لمقاعدها في مجلس النواب الذي يعني تقليص حصتها في الوزارات والدرجات الخاصة لصالح اطراف اخرى ، لذا فلا فمن السذاجة ان نصدق تصريحاتهم التي توحي بان الخلاف بينهم من اجل مصلحة العراق وشعبه ..
ان تسعة عشر عاماً منذ الاحتلال الى اليوم تؤكد وبالملموس ان هدف الادارة الاميركية الخبيث وهي تسلم مقدرات العراق لخونة فاسدين والى ايران، استمرار الفوضى وانتشار الفساد وعرقلة اي محاولة ليستعيد العراق عافيته التي لن تتحقق الا بتطهيره من جميع الاحزاب الطائفيةوغيرها من احزاب الخيانة ومن سياسيي الصدفة ..ومن هنا فان انتفاضة تشرين في 2019 عبرت عن تطلعات العراقيين وهي ترفع شعار( نريد وطن ).. فقد ادرك التشرينيون الابطال ان لاحقوق للمواطن ولا كرامة في وطن مسلوب الارادة ..
آن الاوان لكل مواطن ان يعي مسؤوليته ويدرك انه من دون تغيير جذري ستبقى هذه الاحزاب الماصصاتية مهيمنة على مقدرات العراق وان هذا النغيير لايتحقق من دون صحوة وطنية تبدأ بالالتفاف مع شباب تشرين الحقيقين ومعاودة طريق الانتفاضة الشعبية لانقاذ وطننا والا فان مستقبلنا مجهول مجهول .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ما بعد الحرب.. ترقب لإمكانية تطبيق دعوة نشر قوات دولية ف


.. الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة عبر الميناء




.. مظاهرة في العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية في


.. إعلام إسرائيلي: الغارة الجوية على جنين استهدفت خلية كانت تعت




.. ”كاذبون“.. متظاهرة تقاطع الوفد الإسرائيلي بالعدل الدولية في