الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سطوع نجم مناضلة شيوعية ...!

عبد الرضا المادح
قاص وكاتب - ماجستير تكنلوجيا المكائن

2022 / 4 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


بصمت وبهدوئها المعهود غادرتنا اليوم الأحد 17-04-2022، المناضلة الشيوعية العراقية الكبيرة الدكتورة سعاد خيري زوجة المناضل الشيوعي المخضرم الراحل زكي خيري ، وأم كل من يحيى و وداد ، بل أمنا جميعاً ، لقد آلمني رحيلها فكنت عند زيارتي أو لقائي بها في النشاطات ، أشعر بأعتزاز كبير بها لروحها الأنسانية الراقية ، وإيمانها الراسخ بحتمية أنتصار الشعوب على قوى الشر ، وهي بهذا تترجم قيم الشيوعية الصادقة الغير سهلة الأدراك على الكثير من دعاتها ، كانت تغني دائماً رغم تقدمها بالعمر للشعوب وللحزب والسلام ، ولم يكن إيمانها بالشيوعية عاطفياً بل مبني على دراستها وتجربتها الكبيرة في النضال ، وهي كاتبة مرموقة ولها عدة مؤلفات ، عُرفت الرفيقة أم يحيى بمواقفها البطولية ، فقد تم اعتقالها من قبل النظام الملكي بعد وثبة كانون 1948 ، ومورست معها الضغوطات لكي تترك الحزب فرفضت ، كما عرضوا عليها بحضور سفير الأحتلال البريطاني شخصياً لزنزانتها ، بأن يُطلق سراحها ويتم تجنيسها بجنسية الكيان الصه يوني وتسفيرها مباشرة إلى فلسطين رفضت ذلك بشدة ، ورداً على تلك الضغوط ، إعتنقت الدين الأسلام لكي تستطيع وفق القانون الزواج من حبيبها ورفيق دربها زكي خيري ، وبقيت حتى وفاتها تناصر الشعب الفلسطيني وترفض سياسة الأمبريالية وصنيعتها الصه يونية . كما تعرضت وعائلتها لملاحقات نظام البعث ، مما اجبرها ذلك على مغادرة الوطن ، لتعيش حياة الغربة والتنقل واستقرت بالعاصمة السويدية حتى وفاتها ، ومن مواقفها الجريئة نقدها بمقالات لسياسة قيادة الحزب الشيوعي العراقي ، وتحولها 180 درجة من " لا للحرب لا للأحتلال " الى مهادنة المحتل ، وتُرجم ذلك بلقاء سكرتير الحزب أبو داود بـ بريرمر الحاكم الأمريكي ، وعقد صفقة معه على أن يدخل الحزب الشيوعي للعملية السياسية ويكون أبو داود احد أعضاء مجلس الحكم ؟!، وأستمرت مشاركة الحزب بهذه العملية السياسية العرجاء والمرفوضة شعبياً ، مما أساء لسمعة الحزب وإيصاله للحال الذي عليه الآن من ضعف وعزلة جماهيرية !! ، وبدلاً من الأستفادة من آرائها السليمة وآراء الكثير من الرفاق المخلصين وأصدقاء الحزب ، تمت محاربتها ومحاولة الأساءة لسمعتها ثم توّجوا سلوكهم بفصلها من الحزب بطريقة تعبر بوضوح عن عدم أحترامهم للنظام الداخلي ولا لتاريخها النضالي وعمرها ؟! بعض الرفاق ( وأنا أحدهم ) المخلصين الشجعان لم يتركوا الرفيقة أم يحيى ، بل رفضوا ما تعرضت له وطالبوا بشدة أعادة الأعتبار لها ومحاسبة المسيئين ، بعد سنوات من الضغط تراجعت القيادة مرغمة وأعيدت الرفيقة للتنظيم ، طبعاً دون محاسبة المسيئين الحقيقيين ؟ّ بل قاموا بالأنتقام من الرفاق وفصلهم من الحزب بنفس الأساليب القمعية ؟!
تركت هذه التجربة ألماً شديداً في نفس الرفيقة أم يحيى ، لأن طعن ( الأقربين ) أشد إلاماً من طعن الأعداء ؟!
طبعاً سيتظاهرون بعد وفاتها بحبهم وتقديرهم لها ، ولكن التأريخ والحقائق لا يمكن طمسها بالمظاهر الزائفة ؟!
اقدم أحر التعازي للعزيزين وداد ويحيى وجميع المحبين الصادقين لها .
الخلود للمناضلة الشيوعية أم يحيى التي سكنت قلوب الأنقياء للأبد .

17-04-2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا