الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعليقاً لإلتقاء الجبهة الثورية بسفراء دول عربية بالخرطوم

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2022 / 4 / 18
الصحافة والاعلام


(رأي خاص)

إلتقى وفد بقيادة د. الهادي إدريس رئيس الجبهة الثورية بعدد من سفراء الدول العربية بعاصمة السودان - الخرطوم، وذكر بيان صادر عن الأستاذ أسامة سعيد الناطق الرسمي باسم الجبهة الثورية عند الظهيرة؛ منثوراً علي الأسافير وأجهزة الإعلام الرسمية أن اللقاء المُشّار إليه قد ضم وفداً رفيع المستوى من الجبهة الثورية وسفراء من الدول التالي ذكرها: "المملكة السعودية والمملكة المغربية ودولة الإمارات المتحدة وجمهورية مصر ودولة قطر ومملكة البحريين ودولة فلسطين والجمهورية العراقية والجمهورية الموريتانية والجمهورية الجزائرية والجمهورية اليمنية"، وذلك ضمن اللقاءات التنويرية المبتدرة من الجبهة الثورية لشركاء وأصدقاء السودان من كافة الدول، وفي إطار شرح المبادرة المتكاملة المطلقة من قِبل الجبهة الثورية لحل مشكلة السودان.

للسودان علاقات تاريخية ومعاصرة ممتدة ومتجددة مع الدول العربية الصديقة، وظل المحيط العربي علي مدار السنيين سنداً للسودان؛ إذ أن القضايا السياسية والإقتصادية المشتركة تعتبر نقاط إلتقاء لا تنفصل عن الرؤية المستقبلية للعلاقات الإستراتيجية المهمة بين السودان والدول العربية، ومن المهم جداً إيلاء المشاركة العربية في دعم الحوار إهتمام خاص من أجل العبور نحو غد أنضر يحقق طموح الجميع، وأوضح بيان الجبهة الثورية المخطوط بقلم ناطقها الرسمي عمق ومتانة العلاقات السودانية مع الدول العربية؛ مثمناً دور الأصدقاء العرب تجاه قضايا السودان الآنية والآتية، وقد كان اللقاء خطوة جديدة مكملة لخطوط ربط بين التنوير الداخلي والخارجي حول مبادرة الحوار السوداني الذي سينطلق قريباً لحل الأزمة السياسية الراهنة والعودة لمسار إستكمال السلام وتحقيق الديمقراطية التشاركية وصولاً لسودان المواطنة بلا تمييز، وتكوين أجهزة عسكرية ومدنية وقضائية تخدم الدولة والشعب بعيداً عن التسييس المتبع سابقاً.

لقد طالعتُ منشورات كثيفة متناثرة علي الوسائط من بعض القوى السياسية الفاعلة علي المسرح العام بخصوص الحوار المُرتقب إنطلاقه خلال الأيام القادمة، وبين الرفض والقبول والنقد والنقض تبرز من جديد أبعاد الأزمة السودانية متجلية فيما ذكرناه آنفاً حول ضرورة توفير عوامل إنجاح الحوار من قِبل جميع الأطراف المعنية؛ والمنوط بها توفير آليات إدارة العملية التحاورية وحل المشكلات الوطنية القائمة، ويتطلب ذلك إجراءات بناء الثقة مع إبداء إرادة خالصة حيال بحث كيفية إخراج الوطن من دائرة أزمة طاحنة أضرت بالجميع، لكن هنالك قوى ما تزال حبيسة خندق تصور بالغ التخوين للآخريين ولا يبصر عمق الأزمة وطرائق حلها لصالح السودان، وقوى آخرى متميزة بالمرونة تصوب تحليلها بنظرة واقعية ثاقبة للأزمة؛ ساعيةً للتقدم إلي الأمام بانفتاح علي خيار الحوار السياسي باعتباره من الوسائل المجربة لفض النزاعات وإحداث التغيير، وحدث ذلك في جنوب افريقيا إبان صراع الفصل العنصري وفي نجيريا خلال حرب البيافرا وفي رواندا وبورندي وغيرها من تجارب الدول من حولنا.

كل تلك التصورات السياسية؛ رغم تشابهها وتناقضها أيضاً في أجزاء من ظاهرها إلا أنها في كل الأحوال قابلة للنقاش بعقل منفتح علي جوهرها للإستفادة منها في إستخلاص حل للأزمة السودانية، ويجب النظر لذلك ضمن مراحل تطوير المبادرات السياسية عبر الحوار الجامع لمخاطبة جذور الأزمة، وأعتقد أن الجميع مطالبون اليوم بوضع خارطة جديدة تعزز إجراءات "حسن النوايا"، المعلنة حالياً، وهذا يحتم تجديد الخطاب السياسي؛ بحيث تتم تغذية فُرص الوصول لحل عاجل وشامل يجنب البلاد من الإنزلاق إلي الهاوية، ويجب علينا تطويع الجهود الداخلية والخارجية لصالح السودان الديمقراطي والمدني، وعلينا أيضاً مواصلة العمل لتجنب الوقوع في أخطاء فترة البناء السابقة، والإنتقال الصحيح نحو دولة السلام والعدالة الإجتماعية بغية بناء مؤسسات مدنية وعسكرية جديدة تحقق تطلعات جميع السودانيات والسودانيين، ويجب تمكين السودان من خلق فُرص جديدة لتشكيل إستراتيجية للعلاقات الدولية المتزنة تُبّنى محاورها الأساسية علي تبادل المصالح المشتركة لصالح الجميع.

17 أبريل - 2022م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد