الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور المرأة العراقية في السياسة بعد عام 2003

هند الحريري

2022 / 4 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


شهد العراق بعد عام 2003 دور كبير للمرأة العراقية في السياسة وتحديدا تحت قبة البرلمان العراقي ، ولوحظ هذا النشاط السياسي بعد ان قارب على الاختفاء ماقبل 2003 ، و بعد الحرب التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية تغير الوضع في العراق كثيراً وأنفتح على العالم الآخر وبدء دور المرأة العراقية في السياسة يكبر ويتوسع أكثر وتمكنت من الترشيح في الأنتخابات البرلمانية . لقد أستطاعت أن تثبت قدرتها في خوض التجربة السياسية في البرلمان العراقي ، وعلى الرغم من قلة عدد المقاعد الخاصة بالمرأة في البرلمان لكن ماكان يحدث سمح بتوليها مناصب حكومية عليا ، و أثبتت كفاءة في القيادة والقدرة على إدارة حكم البلاد . وتظهر لنا تجارب حكم مارغريت تاتشر وإنجيلا ميركل وبناظير بوتو وانديرا غاندي وغيرهن القدرة على التصدي لحكم الدولة .
ومن أبرز رائدات الحركة النسوية في العراق هي نزيهة جودت الدليمي التي أنظمت إلى الحزب الشيوعي العراقي عام 1948 ، وكانت أول أمرأة تتسلم منصب وزيرة في العالم العربي في نهاية الخمسينيات حين قبلت دعوة عبدالكريم قاسم حيث أستلمت منصب وزيرة البلدية ، وساهمت في جهود أصدار قانون الأحوال الشخصية في العراق عام1959 .
وبعد إنقلاب 8 شباط1963 أصدرت محكمة الثورة في نيسان الحكم بأعدامها ثم خفف إلى المؤبد مع الأعمال الشاقة ثم أعفي عنها لاحقاً , وهاجرت في عقد السبعينيات إلى ألمانيا وتوفيت بعد صراع مع المرض عام 2007 .
وفي عام 2009 أصدر مجلس الوزراء العراقي توجيهاً لأمانة العاصمة العراقية بغداد بإقامة تمثال لنزيهة الدليمي لتعتبر أول أمرأة يقام لها تمثال في العراق .

وقد قامت السلطة العراقية بتأسيس الأتحاد العام لنساء العراق في عام 1972 ، ويعيش العراق اليوم حالة مختلفة نوعاً ما عن غيرة من الدول ، إذ يعيش تحول ديمقراطي منذ عام 2003 ولغاية الآن ، فالدستور العراقي قد أعطى للمرأة العراقية الحق في ممارسة العمل السياسي وأكد نسبتها فيما يعرف بمفهوم ( الكوتا ) عام 2005 ودخلت مجلس النواب بنسبة 25% من مجموع الأعضاء حسب مانصت علية المادة ( 49) وأستمرت بهذا النحو لغاية إنتخابات تشرين الأول 2021 ، إذ تعدت تلك النسبة المخصصة لها بزيادة ملحوظة فقد تمثلت المرأة العراقية بعدد ( 97) عضوة متجاوزة العدد المقرر بموجب الكوتا وهو (83) وهو دليل على نقلة نوعية في مجال العمل السياسي للمرأة ورغبتها في المشاركة السياسية في عملية صنع القرار , وتعتبر الكوتا عاملاً سياسياً مهماً في تحقيق مشاركة النساء داخل العملية السياسية .
ولم يقتصر دور المرأة داخل قبة البرلمان فقط وأنما تعداه إلى تولي بعض الشخصيات لإدارة بعض الوزارات كما في الأعمار والإسكان والهجرة والمهاجرين وغيرها وهذا خير دليل على ثقة القيادة بكفاءتها ودورها .
وأن أهمية المشاركة السياسية للمرأة يرتبط بالبناء الأجتماعي الذي قد يكون محفزاً لها وعائقاً أمامها وعلى طبيعة الحرية التي يمنحها المجتمع للمرأة ، أذ تعد مشاركتها في العملية السياسية وأدارة شؤون المجتمع المدني من المؤشرات الدالة على تطور المجتمع وديمقراطية نظام الحكم في الدولة .
و لعبت المرأة دور كبير في السياسة وشغلت مناصب سياسية مهمة في القرار السياسي العراقي لسنوات طوال ، فنراها اليوم في البرلمان والوزارات والسلك العسكري والدبلوماسي وفي كل المناصب دورها مشرف وتقوم بيه بكل مصداقية وشفافية .
وإن المشاركة السياسية للمرأة تعني تعزيز دورها في إطار النظام السياسي بضمان مشاركتها في عملية صنع السياسات العامة والقرارات السياسية أو التأثير فيها , وتعد المشاركة السياسية لها دليلاً واضحاً على مدى تقدم المجتمع وتطوره ، اذ ان تمكين المرأة سياسياً بواسطة التمثيل البرلماني في الهيئات التشريعية يسهم إلى حد كبير في إرساء أسس الديمقراطية وبناء دولة المواطنة . وتزداد قيمة هذا التمثيل وأنعكاساته على صورة الدولة لاسيما إذا كانت من دول العالم الثالث والدول العربية المسلمة . إذ تتهم بأنها محافظة ومتزمتة ولا تحظى فيها المرأة بحقوق متساوية مع الرجل .
وعلى الرغم من الكم الهائل للعراقيل أظهرت التجربة العملية أن النساء أثبتن قدرتهن في إدارة شؤون الدولة بشكل سليم حيث يتمتعن بالمصداقية والشفافية والكفاءة بفضل شعورهن بالمسؤولية وحرصهن على النزاهة والدقة . و قالت رئيسة مجموعة السكان والعدالة بين الجنسين والمساواة بالإسكوا مهريناز العوضي : ندعو إلى تعزيز ثقافة المساواة بين الجنسين ونشرها وإدماج قضية مشاركة النساء ضمن أولويات الأطر السياسية المتنوعة لترسيخ قيم المساواة والعدالة والديمقراطية والحرص على إيجاد آلية وطنية معنية بالنهوض بالمرأة .نتمنى أن تتحقق المساواة بين الرجل والمرأة وتتعادل الكفة بين الجنسين بشكل أكبر وأوسع ويستمر دور المرأة بهذا النجاح والتميز في ممارستها للمهام السياسية التي تعطى لها وأن تحقق النجاح المطلوب منها وأكثر فهي نصف المجتمع وأهم ركيزة فيه ، ودورها مهم في المجتمع الديمقراطي الذي يتوقع فيه أن تعطى للمرأة مهام أكثر في العملية السياسية، وأن تعطى نسبة أكبر لها لأن نسبة وجود النساء هي 49% من مجموع سكان العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر