الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سبتمبر ولغة الأنتقام

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2006 / 9 / 12
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001


الحادى عشر من سبتمبر هو ضحية من ضحايا الدكتاتورية السياسية والدينية على مستوى العالم أجمع، دكتاتورية إحكام النفوذ والسيطرة على الشعوب والدول بأسم الدين أو بأسم الديمقراطية، هذه الدكتاتورية التى أستغلتها الإنظمة السياسية فى بلدان العالم لأنتهاك حقوق الإنسان .
الحادى عشر من سبتمبر هو ضحية الفكر السياسى الذى أستثمر كل طاقاته فى بناء فكر دينى يحارب ويهدم به أيديولوجيات لايؤمن بها مثل الشيوعية ، لقد أنهارت بنايات النفاق التى أقامتها المؤسسات الدينية والسياسية العالمية تحت مسميات التعايش والتسامح بين الأديان والبشر ، فالجميع يضحك فى داخل نفسه من هذا النفاق وقدرته على الضحك على السذج الذين يصدقون أن هناك حرية تعايش ومحبة البشر لبعضهم البعض فالواقع الإنسانى يقول عكس ذلك.
الحادى عشر من سبتمبر هو ضحية لشعارات إرهاب الكافرين والحرب على الإرهاب تلك الشعارات والأفعال والأستراتيجيات والعقائد التى خلقت عالم تمرح فيه شياطين كثيرة تسلب إرادة الملايين بأفعالها المدمرة لكل مظاهر الإنسانية، شياطين صنعها الشيطان الأكبر المسيطر على العالم بغبائه الشيطانى الذى ظن أنها شياطين صغيرة تخدم مصالحه وتساعده على تحقيق أحلامه الأمبراطورية، لكنها شياطين سرعان ما تمردت على صانعها بعد أن أكتشفت أنها حرة ويمكنها أن تثور على الشيطان الأكبر " الولايات المتحدة الأمريكية " مثلما ثارت على أنظمتها الدكتاتورية وغيرها ممن أعتبرتهم أنظمة الكافرين.
القتل أصبح عقيدة يبررها الأفراد والحكام والمؤسسات دينية كانت أو سياسية ويصفها البعض بأنها مخططات جهادية لنصرة الله والبعض الآخر يصفها بأنها مخططات إرهابية ، وكلا الطرفين يستخدم الإعلام ذلك السلاح ذو الحدين ليحارب به الآخر، فى هذه الحرب الإعلامية غابت الحقائق وحلت محلها اللقطات السينمائية التى تضلل المشاهد لينسى عقله ويعطيه أجازة طويلة الأمد ويستخدم عواطفه ومشاعره لنصرة هذا المعسكر أو ذاك.
الحادى عشر من سبتمبر هو ضحية هؤلاء الشياطين الذين ملأوا المجتمعات البشرية ظلاماً وتلاعبوا بمستقبل الإنسان بعد أن أوهموا أنفسهم بقدرتهم على تحقيق أحلامهم التوسعية فى إقامة أمبراطوريات ودكتاتوريات وأنظمة عالمية تنتج عبيداً يتم أستنساخهم فى مصانع الأستنساخ السياسى والدينى .
هذا هو مشهد العالم اليوم الذى تسيطر فيه الولايات المتحدة الأمريكية وهى الشيطان الأكبر الذى ساعدته شياطين أخرى كثيرة فى البلدان العربية وغير العربية والغربية، ورغم مرور خمس سنوات على الحادى عشر من سبتمبر ومازال الفكر العربى يعيش فى أحلامه الوردية والفكر الغربى يعيش فى حربه الوهمية الخاطئة ضد الإرهاب ، إرهاب لا وجود له من وجهة نظره إلا فى تلك الجماعات ومغارات أفغانستان حيث يسكن الظواهرى وبن لادن.
الإرهاب بلغة الغرب والجهاد بلغة الشرق كان موجوداً منذ السبعينات وأستغلته الأنظمة السياسية سواء فى الشرق أو الغرب لخدمة مصالحها ، إنها حرب فاشلة فما يسميه الغرب إرهاباً يسميه الملايين فى الشرق جهاداً مشروعاً ضد الشيطان الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية ، لأن الجميع لا يجيدون لغة واحدة للتفاهم والحوار إلا لغة الأنتقام .
أغرقت المؤسسات السياسية وأجهزتها الإعلامية المجتمعات العربية بمصطلحات الإرهاب والعنف والتطرف والتزمت والأصولية والطائفية والفتن والأعداء والكافرين حتى أصبح المواطن العادى " يكلم نفسه " وهو يسير فى الشوارع والحوارى معتقداً أن الأعداء تحاصره وتطارده وتكتم أنفاسه وهى التى تصادر حريته وحقوقه الإنسانية.
هذه بعض نتائج الحادى عشر من سبتمبر الذى يعتبره البعض كارثة والبعض الآخر يعتبره غزوة باهرة ، ويتواصل الزمن بخيره أو شره ويبقى السؤال : لماذا أختيار الأنتقام لغة فى عصرنا الحاضر ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية