الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما لا يفهمه أردوغان

ساطع راجي

2022 / 4 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


قبل 19 عاما وصل أردوغان الى السلطة في تركيا، وقضى كل هذا الوقت متنقلا بين رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية مطيحا بالعوائق التي تحد من بقائه في السلطة، وهو يأمل بالترشح في انتخابات الرئاسة المتوقعة في حزيران 2023، ورغم كل هذا الوقت في السلطة وتقدمه في العمر، إلا إن أردوغان لم يفهم أهم قضية في بلاده، وهي القضية الكردية، والارجح انه لا يريد فهم هذه القضية مؤكدا ذلك عبر استمراره في اطلاق العمليات العسكرية الواحدة تلو الاخرى ضد حزب العمال الكردستاني دون ان يقدم على أي خطوة سياسية لحل القضية ان كان صادقا في عزمه على إيقاف نزيف الدماء والمصالح في بلاده.
يذهب كثير من المحللين الى ان هدف اردوغان من اطلاق حملة "قفل المخلب" وبقية الحملات هو وضع ملف مكافحة الإرهاب كأولوية في سباق الانتخابات الرئاسية للتهرب من الازمة الاقتصادية والمعيشية في تركيا التي تسبب بها شخصيا بسبب تمسكه بآراء ومواقف اقتصادية فردية تخالف نصائح المختصين، لكن هذه الحملة جزء من ستراتيجية أوسع لا تتوقف عند حدود ما يراه رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب، "القضاء على الإرهاب (بحسب تعبيره) في معاقله، بدلاً من مواجهته على أراضي تركيا".
هدف تركيا الاساسي من الحملات العسكرية المتوالية هو اشاعة الاضطراب الأمني في البلدان المجاورة التي تعيش أزمات كبرى مثل العراق وسوريا بهدف التمدد واعادة تعريف حدودها ومجال أمنها القومي حتى لو قالت تركيا ان هدف حملتها الراهنة هو إغلاق مناطق معسكرات حزب العمال في منطقتي آفاشين باسيان وماتينا ولذلك اسمتها (قفل المخلب).
من المتوقع ان تتسع العملية الراهنة لتمتد في عمق الاراضي العراقية وكذلك السورية لكن من المؤكد انها لن تضع نهاية لحزب العمال الكردستاني ولا للقضية الكردية في تركيا والقادة الترك يعرفون ان هذا المسار بلا نهاية لكنهم يفضلون استغلال المشكلة للتوسع في السلطة داخليا وخارجيا على حلها من أجل تحقيق السلام.
إن الانتهازية الغربية التي صنفت حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية لم تسمح للدول المتبنية لشعارات احلال السلام والدفاع عن حقوق الانسان أن تسأل شريكها التركي عن مبادراته السلمية لحل القضية الكردية التي يحاول اردوغان الالتفاف عليها عبر تبني الشعارات الدينية العابرة للقوميات، والتي حتى لو كان اردوغان مقتنعا بها فانها ليست بالضرورة قناعة الكرد او اي قومية أخرى.
إن الصمت الدولي تجاه الحملات العسكرية التركية في العراق تحديدا يهدد السلم العالمي لأنه يفتح المنطقة لنمو وتدخل جماعات ارهابية فعلا من نمط داعش وبقية الفصائل والجماعات التي عرف العالم ممارساتها خلال السنوات الماضية وكان حزب العمال الكردستاني من أهم القوى الميدانية التي وقفت بوجهها ودافعت عن المدنيين واعادتهم الى مناطقهم التي هجروا منها.
ان الاختلالات الامنية والسياسية في العراق وسوريا يجب ان لا تمثل فرصة للتدخل التركي الذي سيؤدي الى مزيد من الاختلالات والمشاكل، بل يجب ان تكون الحالتين العراقية والسورية درسا لتركيا عما ينتجه تجاهل حقوق الانسان والمكونات في أي دولة.
لقد وصل اردوغان للسلطة وكان حزب العمال موجودا والقضية الكردية موجودة قبله، وقد يغادر اردوغان السلطة في اي وقت لكن بعدما قضى فيها 20 عاما تقريبا وهو يحاول انهاء الاثنين (الحزب والقضية) دون أن ينجح، وكان الاجدر به استثمار الوقت في تسوية سياسية للقضية بدل ان يسجل فشله حيث سيبقى الحزب والقضية بعدما يغادر وقد اهلك الكثير من الجنود الاتراك واستهلك الكثير من الاسلحة والذخيرة بدون جدوى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو