الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعر جمال خليل

عبدالرحمن محمد محمد

2022 / 4 / 19
سيرة ذاتية


الشاعر جمال خليل من الشعراء الذين لمع نجمهم في سماء قامشلو، وأحبهم الكثيرون لجرأتهم في زمن الخوف وصرختهم زمن الصمت، من مواليد قرية كوي عام 1959، حاز على شهادة أهلية التعليم وعمل لسنوات معلماً في المدارس الابتدائية، تزوج و كان له أربعة أولاد.
شاب مرهف الإحساس، بشوش المحيا، لم تكن الابتسامة لتفارق محياه رغم مسحة الحزن والتعب التي كانت بادية على وجهه للوهلة الأولى، جمال خليل، الشاب الكردي الخجول الثائر بصمت، والرافض للمهانة بكبرياء، والأبي الذي لم تحن التحديات له جبيناً، وودعنا باكراً وهو يلقي على كاهلنا بحمل لا يحتمله إلا الشجعان.
كان جمال خليل شاعراً ومناضلاً في آنٍ واحد و توافر في شخصيته إحساس منيع بالشفافية والصدق لمبادئه، وكان نصير المظلومين، يمتلك شعبية واسعة بين أهالي مدينة قامشلو وما حولها، و كانت أمنيته أن تكتحل عيناه برؤية راية الحرية مرفرفةً في سماء خاليةً من آثار الخوف والبغي ، فكان دائماً يرى بأن أوزار الدجى لابد أن ترحل ذات يوم وأن الفقير لابد أن يعيش كريماً كغيره .
كتب الشعر بجمالية النفس المفعمة بحب الوطن وعشق الجمال، وكانت نظرية الإبداع لديه في قصائده الـ (56) التي جٌمعت في مجموعته الشعرية باللغة الكردية (zevya bazday) التي صدرت بعد وفاته.
كان يمتلك سمو الروح والأخلاق في محراب الكلمة وحس رقيق وواقعية مرتبطة بعزة الروح قبل أي لغة أخرى، وفي أعماقه عزيمه وشغف للحياة، وقضية شعب يعشق الحرية، أعطى لقصائده انطباعاً مبدعاً أحرزه كقيمة جمالية وروحية، فكانت تلك الأقلام تحن إلى أنامله لتبدع أجمل القصائد.
جمال الهادئ بطبعه كالغيث الناعم المتساقط على أوراق الصفصاف لتزيدها إشراقاً وبريقاً، كان يرتب كلماته على جبين تلك الصفحات البيضاء فتعلن حالة الجاهزية الكاملة لاستقبالها، ليكون بمقدورها احتضان معانيها والحفاظ عليها من أي عوامل أخرى رغم ذلك فالابتسامة لم تفارق تلك السطور لبقائها في ذروة العنفوان والبهاء، وكان دائماً يؤكد بأن الشهرة والوصول إلى المبتغى لا يتحقق إلا عن طريق التصميم والإيمان بالأهداف والسعي دوماً إلى قطف ثمارها.
كان الراحل جمال خليل كتلة من الثلج المتساقط من بطن الغيوم البيضاء الفريدة في ينابيع العلم والذاكرة التي تبقى براقّة ولامعةً كالفيروز، حمل معاناته وآلامه حيثما حل وارتحل، وكان الصديق الحميم والأخ الصادق والأب العطوف، والحبيب المخلص الصادق، يستمد قوته من خبرته وآهاته المجلجلة التي اصطحبت مسيرته الشعرية، المفعمة بالتنوع آلام الكادحين، وآهات العاشقين وأوجاع المتعبين من الانتظار لغد أجمل، وما تتقلد نصوصه الممتلئة بضوضاء الألم وشجن القلب، فكان جمال خليل غير خاطئ في الفهم من المعرفة وكان دائماً يجرد كلماته من الشوائب فأتى بناءه المعنوي متماسكاً بدقة لا تقل عن دقة أي شاعر كردي متميز.
توفي جمال خليل في 21/3/2001 في مشفى المجتهد بدمشق بعد صراع مرير مع مرض عضال، وطبع ديوانه الوحيد بعد وفاته تاركاً الكثير من الفراغ والحزن وفقدت قامشلو بفقدانه شاعراً شاباً طموحاً و ثائراً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تبدع في تجهيز أكلة مقلقل اللحم السعودي


.. حفل زفاف لمؤثرة عراقية في القصر العباسي يثير الجدل بين العرا




.. نتنياهو و-الفخ الأميركي- في صفقة الهدنة..


.. نووي إيران إلى الواجهة.. فهل اقتربت من امتلاك القنبلة النووي




.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب نتنياهو أركان حكومته المتطرف