الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التقنية والكتابة الادبية

صادق الازرقي

2022 / 4 / 20
الادب والفن


شكلت التقنية او ثورة التكنلوجيا المعلوماتية الجديدة، اذا جاز لنا القول، معلما رئيسا من مظاهر الحياة المعاصرة، الى الحد الذي بات كل شيء متناولا لدى الناس من شتى الفئات العمرية.
سهل ذلك من تبادل المعلومات، وسرعة انتقالها، حتى بغض النظر عن مدى صحة كثير منها من عدمه، فهي تطرح اولا واخيرا، ولم تعد مقصورة على اثنين او مجموعة صغيرة من الافراد، بل هي تنتشر في الفضاء الجمعي الاوسع في مجال ما سمي بوسائل التواصل الاجتماعي وغيره، حتى ان صديقين مثلا اختارا التواصل في العالم الافتراضي كثيرا ما يجبران على الاطلاع على اخبار واسهامات اشخاص آخرين لم يعرفوهم.
ذلك ما شجع كثيرا من الكتاب، ونحن هنا نتحدث عن كتاب حقيقيين وليس كتاب الخواطر العابرة، على اللجوء الى استعمال هذا الفضاء الالكتروني والتطور التقني لنشر منتجاتهم الثقافية، او مقاطع منها سواء قديم ابداعهم او حتى جديده الذي لم ينشر؛ وطبعا فان بعضا منهم يلجأ الى ذلك في محاولة للحاق بالعصر المتسارع واظهار ابداعه للناس في اسرع وقت ازاء هذا العمر القصير، وارى ان كثيرا منهم محق في ذلك برغم انتقاد البعض لطريقة نشر المنتج الادبي الخالص من على منصات التواصل الاجتماعي اؤكد هنا على المصطلح شعرا او قصة او رواية بقولهم ان النشر في الفضاء الافتراضي يقلل من قيمة المنجز، وهذا قطعا رأي نسبي وقابل للنقاش والدحض، فالمنجز يظل منجزا وان صدقه ولغته وفضاءه الخاص واجواءه التعبيرية، وغيرها، هي من يحدد تميزه و قيمته.
لعل بعض مبدعي الادب يرون ان النشر الالكتروني وسيلة ملائمة في ظل غياب امكانيات النشر الورقي والتغير الذي تعرضت له انماط الطباعة والنشر المتعارف عليها منذ ازمان؛ بفعل غلبة الروح التجارية الحديثة التي صعبت الامور على كثير من المبدعين لطبع ونشر مؤلفاتهم، ولعل الامر يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي ذاتها ويسر النشر فيها بصورة فورية بفعل انتشارها السريع، دفع ادباء حقيقيين كثيرين الى استعجال النشر، او التعريف بمنتجهم بوساطتها، ولعلها اسباب اخرى آمل ان تبحث في دراسات خاصة تؤمنها حقيقة انتشار التواصل الاجتماعي الافتراضي مقابل عديد الصعوبات المترتبة على الاسلوب المتبع حتى الآن في الطباعة والنشر الورقي.
وقطعا فاننا لن نعطي رأيا جازما في الموضوع، فجميع الامور نسبية، كما لا يمكننا التنبؤ بالتطورات التكنلوجية الآتية وبمظاهر تجلي المخرجات الابداعية الثقافية المقبلة، فقد تحقق التطورات التكنلوجية اللاحقة لكل اديب مطبعته الخاصة او دار النشر الخاصة به فيتمكن بذلك من نشر منتجه اولا بأول!
من الصعب التكهن بذلك، غير انني ارى ان من الانصاف عدم وضع شروط قسرية للمبدع في طريقة عرض ابداعه الادبي والثقافي، فذلك لا يتواءم مع كون الابداع يتعلق بالحرية اولا واخيرا؛ كانت ولم تزل حرية الكتابة الابداعية، وكذا الحال مع الحرية في طريقة عرض المؤلف لإبداعه سواء من على منصات التواصل الاجتماعية، او الانتظار لحين طبعه ورقيا ونشره، وتلك امور يحددها هو شخصيا انطلاقا من ظروفه ورغبته، كما ان الامر بالنتيجة متعلق بتميز النتاج الادبي وفرادته وجدارته، وكما قلنا ان الموضوع متروك للنقاش ولما يستجد من التطورات والاحداث لاحقا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة